الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 13:01

خطاب ننتظره من المشير/بقلم: سليمان جودة

كل العرب
نُشر: 31/01/14 08:10,  حُتلن: 08:11

سليمان جودة في مقاله:

إذا كانت الأنباء المتناثرة تقول بأن السيسي يتهيأ لإلقاء الخطاب الأول هذه الأيام فإنني أضع أمامه وأمام الذين هم حوله هذا الخطاب الذي جاءني من المهندس شريف عفت لعله يكون مفيداً في هذا الاتجاه

 عندما يكون القائد محاطاً بشعبه كما هو الحال مع المشير السيسي فإنه يستعصي تماماً على أي محاولة للنيل منه أو من بلده وهذا هو درس التاريخ الباقي

تظل قوة المشير السيسي الحقيقية، إنما هي في شعبه أولاً وآخراً وفي التفافه حوله ثم في مضمون خطابه هو مع هذا الشعب بحيث يكون موضع ثقته طول الوقت وما عدا ذلك تفاصيل

إذا كان المشير عبدالفتاح السيسي سوف يتوجه بخطاب إلى المصريين، يوم إعلان ترشحه لمعركة الرئاسة، رسمياً، أو يوم فوزه فيها، ولابد أنه سوف يفعل، فأغلب الظن أنه في حاجة إلى خطاب مختلف تماماً في الحالتين، خطاب يكون صادقاً، على قدر ثقة الناس فيه، ويكون صريحاً، على قدر استعداد الناس للعطاء لبلدهم معه، وفي ظله، وإلى جواره. وإذا كانت الأنباء المتناثرة تقول بأنه يتهيأ لإلقاء الخطاب الأول هذه الأيام، فإنني أضع أمامه، وأمام الذين هم حوله، هذا الخطاب الذي جاءني من المهندس شريف عفت، لعله يكون مفيداً في هذا الاتجاه.

حتى النصر
والمهندس «شريف»، لمن لا يعرفه، قارئ ممتاز للتاريخ، ثم إنه كاتب أيضاً أشد امتيازاً، وليس أدل على ذلك إلا كتابه المعروف «تاريخ أقل قبحاً». يقول خطاب الرجل: حينما تواجه الأمم العظيمة أخطاراً جسيمة تهدد كيانها، بل وبقاءها، تبحث فى ذاكرتها عن زعامة تقود المرحلة، زعامة تتوحد الأمة خلفها حتى ترسو سفينة الوطن على شاطئ آمن، وهذا بالضبط ما حدث أثناء معارك الحرب العالمية الثانية (1940 - 1945) وفيها واجهت بريطانيا أخطار الغزو الخارجى لأول مرة فى تاريخها، تحت وطأة آلة الحرب الألمانية الشرسة.
استدعت الأمة البريطانية، قائداً عسكرياً من عزلته الاختيارية، ومنحته الثقة للإبحار بسفينة الوطن، على رأس وزارة حرب ائتلافية، ووقف أعظم رئيس وزراء فى التاريخ الحديث، وهو «ونستون تشرشل» طارحاً برنامجه على الأمة وقتها قائلاً: أعدكم بالعرق، والدم، والدموع، حتى النصر.
يضيف المهندس «عفت»: كلمات موجزة صادمة، ولكنها واعية وصادقة، وقد تقبلها شعب عظيم، من قائد صادق، وثق به حتى النصر، كان الدواء كالعلقم فى مرارته، ولكن، حين تم التعافى بالصبر والعمل، كانت السعادة مضمونة للذين منحوا الثقة للقائد، وأصبح المستقبل أكثر إشراقاً، دون أن ننسى أن «تشرشل»، فى قيادة الوزارة، كان يميل إلى ديكتاتورية مطلوبة فى بعضها، فى مثل هذه الظروف، لمواجهة محنة وطن على المحك.
وفى نهاية خطابه يقول «عفت»: فى هذه اللحظة من تاريخ مصر، يظل المشير السيسى هو وحده القادر على إقناع الشعب ببذل العرق، والتضحية بالدم، مهما اغرورقت المآقى بالدموع.. فيا سيادة المشير، إن شعبيتك الجارفة عطاء من الله تعالى، ولابد أن حقها عليك أن تحفز الشعب وتدفعه للعمل الجاد، لأن هذا الطريق فقط هو الذى ستتحقق وتتجسد من خلاله مقولة «مصر أم الدنيا»، وهو أيضاً الطريق الوحيد الذى سيجعلها قد الدنيا.

قائد محاط بالشعب
إلى هنا، ينتهى الخطاب، الذى أتمنى أن يراه المشير السيسي، وأن يتوقف أمام المعاني الكامنة فيه، وأهمها في تقديري أنه ليس فى وسعه، ولا في وسع أي قائد مصري يكون في مكانه، أن ينجز شيئاً، أو أن يحمي كيان هذا البلد، من ذئاب تحوم حوله، إلا إذا كان الشعب كله متوحداً خلفه، مستعداً لخوض معركته ضد التبعية، مهما كان ثمنها كمعركة.
ذلك أنه عندما يكون القائد محاطاً بشعبه، كما هو الحال مع المشير السيسى، فإنه يستعصى تماماً على أى محاولة للنيل منه، أو من بلده، وهذا هو درس التاريخ الباقى، ولهذا تظل قوة المشير السيسى الحقيقية، إنما هى فى شعبه، أولاً وآخراً، وفى التفافه حوله، ثم فى مضمون خطابه هو مع هذا الشعب، بحيث يكون موضع ثقته طول الوقت، وما عدا ذلك تفاصيل.

* نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة