الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 09:02

القصيده المقدسيه...خالد وليد كامل


نُشر: 27/09/08 16:42

العين تبكي, اللسان يشكي
والعقل أضنته الرواية والخبرْ
خَرِسَتْ العروبة بعارها
حين إستصرخ في القدس الحجرْ
والاخوة في مكة تقتتلُ
وعند باب المغاربة شرف العُرب ينتحرْ.
عند حائط البراق ذبحت بنا الثورة الحسينيه
عند حائط البراق صلبت بنا الشجاعة الزُبيريه
هذه ليست أول مرة تخذلنا بها العنتريات والعنجهيه
وليست آخر مرة تُستذل عزتنا
وتُكسر كسرا ً لا ينجبرْ.
***
عيني تبكي, لساني يشكي
وفؤادي بالأسى يعتصرْ
حين أمشي برهبة الغريب
في أزقـَّةِ القدس,
وأقفُ عند باب حِطـَّة َ تفتشني أيد
 مرعوبة ٌ مني
من كوفيتي السوداء, من جلبابي الابيض
من المسبحة العاجيّه
حينها أعشق جوازي الى الاقصى
أعشق الهوية الاسرائيليه.
وحين أرى عند الباب
 إمرأة بالملابس الشرعيه
تفتشها وتلمسها بكل جسدها,
بكل جسدها أيد متوحشةٍ صهيونيه
وأعجز عن إجترار المروءة والعصبيه
لأنهم شاؤوا أن تخلو تربيتي من حميةِ القبليه
أتبرأ حينها من لسان الضاد, أتبرأ ُ منَ القوميه
لأنني أعجز أن أسطرَ بدمي
 على صفحات التاريخ كلمات عزٍ عربيه
أود حينها لو ولدتُ خارج الخارطةِ العربيه
أنتـُف شعريَ الخروبي حينها,
أنـْسَلِخ من بشرتي الحنطيه
أ ُبوّل على عصور النهضة الذهبيه
أ ُبوّل على معارك المهلهل
 على السيرة الهلاليه
أبصق على كل صفحةٍ في تاريخ العروبه
وأرمي بوجه قحطان وعدنانَ الكوفيه.
***
أجول بين الدول العربيه
أستبيحُ حرمة حجرات الملوك والرؤساء
فأراهم  كما عهدتهم منذ يزيد
بجلسات لهوٍ وسمرْ
حجراتهم مضاربُ للفحش ِ والبغاءْ
فهم على هيئتهم منذ قرون.... عالقين
بين الافخاذ وقوارير الخدرْ
ينامون قـُبيل الاذان منهكين
من الجهاد في الفراش والسهرْ
يقطعون رؤوس الأئمة
 الذين لا يعرفون الاذان للفلاح والقيام
الا عندما يريد المليك أن ينام.
أمشي في قريش الجديده
فأرى ابن الزبير ما زال مصلوبا
ويزيد على الشرفات
 يتأمل عجائز* المسلمات  طروبا
ومازال في اسواق مكة ابن كلاب
يبحث عن جده وابيه
هذا ابن الاسياد مشرَّدٌ يناشد قبيلته ان تأويه
وما زال ابن معاذ في سقيفة بني ساعده
يشكـِّلُ حكومة وطنيه
غرقت يا وطني بمعارك اهليه
و"قوّادك" يا وطني يمارسون العهر
عند طويلي العمر يبحثون عن حلول سلميه
ما تنفع القدس هذه الحلول السلميه؟
هل تسدُّ حكومتكم في البراق تلك الثـُغَرْ
تتشدقون من سقيفة الى سقيفه
ومن مؤتمر الى مؤتمرْ
القدس في حصار... الاقصى في خطرْ
هل تردم شعاراتكم تحت الاقصى كل تلك الحفرْ
أ ُنبيكم "قُوّادَ" عُربٍ  ثورة  بيارقٍ لا تبقي ولا تذرْ
فقد مللنا  دور الهتيك واصابنا منه الضجرْ
استضعفنا في الارض واستعبدنا وآن أن نتحرَّرْ
فقم يعْرُب لا تـَمُتْ بدنيّتك
بلِ اغرق بدماء ثورةٍ بها الأديان تفتخرْ.
***
أراني أمشي بنور ساطع
صوب القطوف الدانيه
تأتيني القدس على الصراط
 امرأة عاريه
شقـَّقت نهديها شفة همجيه
وتنزف من فرجها أنهاراً دمويه
تتهمني: فضّوا بكارتي أمامك
 ولم تصُن عرضي
فيخبو نور المنافقين الذي امشي به
وتزل بيَ القدمُ
فأهوي سبعون خريف الى بئس المهاد جهنمُ
أرى المجاهدين المغاربة هناك
يُصلون بني سعود نار حاميه
والهاشمي يستغيث بصلاح الدين
ويستشفع بمنبره,
ومن يشفع لدى الزبانيه؟!.
أرى أمة الاسلام زمرا ً نحو النار تتقدمْ
وتسأل هل من مزيد جهنمْ؟
أ ُذهلُ وقد كنت ذا علم واليوم لا اعلمْ
لا أعلم لِمَ يصلونها!؟,
لمَ تكبلهم الاصفاد في العنق والمعصم؟
وقد كانوا يقيمون الصلاة ,ينفقون الزكاة
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرْ
وتجيبني القدسُ: كتبت عليهم سقرْ
أنـّهم ألقوا بسيوفهم حينَ استصرخ
في باب النبي الحجر.
*العجائز جمع عجيزه وهي المؤخره.

مقالات متعلقة