للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الشيخ زيدان عابد إمام مسجد الصدّيق في مقاله:
النصوص التي استدل بها بعض من قال بفـناء النار فهي إما نصوص محتملة مجملة غير صحيحة فـتردُّ إلى النصوص الواضحة المبينة وإما نصوص استدلوا بها وهي لا تصلح للاستدلال اصلاً في مسالة عقدية وبالله التوفيق
مَن زعم مِـن انَّ عذاب الكفار الذي لا آخر له لم يكن فيه رحمة البتة والله رحيم بعباده فهذا كلام متهافت وفاسد لا يُؤبه له ومن انت ايها الانسان حتى تـقيس رحمة الله تعالى بعقلك القاصر وفهمك المحدود الكاسد وكأن الرحمة عنده لا تـتحقـق إلا بشمولها للكفارالمعاندين ويؤدي به التعالي على ما فصّله الله في كتابه الى تكذيب ربّ العالمين فما قرره الشرع فهو الحق وما خالفه فهو باطل مـردود
الله تعالى يقول في كتابه ان الكافرين مخلدون في نار جهنم وانهم لا ولي لهم ولا نصير ولا يخرجون منها ولا يخفف عنهم من عذابها ولهم عذاب مُـقـيم وما هُـم بخارجين من النار ثم يأتِ جويهل يخالف صريح القرآن الكريم وباسم الدين فاحذروهم
الحمد لله الذي نصَّ في كـتابه العزيز على ابديـَّـة الجنة والنار والصلاة والسلام على سيّد الاولين والآخرين النبي العربي المختار وعلى ءاله السادات الطيبين الاطهار واصحابه بدور الليالي الاقمار ، اما بـعـد
فقد ظهر في زماننا اشخاص حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام يقولون بقول خير البرية تسمع منهم وتـنكر دُعاة على ابواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها ، يروّجون لأقوال تخالف الكـتاب العزيز والسنة الصحيحة على عوام الناس البسطاء ومن هذه المسائل قولهم الفاسد ان النار تفـنى والعياذ بالله تعالى من كفرهم وضلالهم وهو قول كفريّ وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلب ينقلبون وعند دخولهم النار سيعرفون انهم لن يخرجوا منها لانَّ الله خلق الجنة والنار للبقاء وليس للفناء.
فعـقـيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تـفـنيان ولا تـبـيـدان، كما قَـرَّر ذلك أهل السنة والجماعة في مصنفات العـقائـد، وأدلة هـذا القول كـثـيرة مستفيضة في الكتاب العزيز ومنها قوله تعالى(الا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً)) [النساء: 169-وقوله تعالى(خالدين فيها ابدا لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً -)) [الأحزاب:65- وقوله تعالى: ((وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )الجن -23-فهذه ثلاث آيات من كتاب الله فيها التصريح بالبقاء في العذاب وذكر الخلود، وتأكيد هذا الخلود بالتأبيد - -قوله تعالى : ((وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )) [البقرة : 167-وقوله تعالى (يريدون ان يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )) [المائدة: 37.
ففي هاتين الآيتين أخبر تبارك وتعالى بعدم خروجهم من النار، مؤكداً ذلك بأن العذاب مقيم ودائم معهم – قوله تبارك وتعالى : (( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ))الزخرف-– تعالى:((ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )) [فصلت : 28]وقوله فهذه ايات محكمات واضحات فاياك اياك ان يضحك عليك المتعالمون ويأتونك بأيات متشابهات حتى يضرب بها الايات المحكمات فالآيات المحكمات هن الاصل والمرجع فكل ءاية من المتشابه نرجعها الى المحكمات كما امرنا الله تعالى بقوله : هو الذي انزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هُـنَّ أمُّ الكتاب وأخَـرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه . ءال عمران 7
واما من السنة الصحيحة فكـثير ونكـتفي بما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت.:ويقال يا اهل النار هل تعرفون هذا ؟فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر به فـيُـذبح. ثم يقال: يـا أهـل الجنة خُـلُـودٌ فـلا مَـوت، ويـا أهـل النَّـار خُـلُـودٌ فـلا مَـوت)).صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكَذَبَ القائلون بفـناء النار
فاياك ان يأتيك المتعالم بقول عن صحابي او عن تابعي فيه شبهة ولا يصح سندا ثم تترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الثابت وتـتَّـبـع شُبُـهات كاسدة فاسدة وأما دليل الاجمـاع على بقاء الجنة والنار فكـثير ايـضا وأذكر بعض العلماء من اهل السنة والجماعة ممن نقـلوا الاجماع على ذلك :
1-الإمام أبو زيد القيرواني المالكي رحمه الله: في كتابه الجامع ص 110قال ( فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة وإن الجنة والنار قد خلقَـتا، أعدت الجنة للمتقين، والنار للكافرين، لا تـفـنيان ولا تبـيـدان—2-والامام عبد القاهر بن طاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ص 348 ( الفصل الثالث : في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة والجماعة، - ثم ذكر أموراً – وقال : ( الركن الثاني عشر: وقالوا بدوام نعـيم الجنة على أهلها ، ودوام عـذاب النـار على المشركين والمنافقين . - وكذلك نقل الاجماع بن حزم في كتابه الملل والنحل فقال : (اتفقـت فِرق الأمَّـة كلها على أن لا فـناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنَّـار ولا لعَـذابها، إلا الجهم بن صفوان ، وأبـا الهذيل العلاَّف، وقـومـاً من الروافض)1 . - وقال ابن عطية رحمه الله : في كتابه المحرر الوجيز 2 / 346 ( والإجـماع على التخـليـد الأبَـديّ للكـفار وقال) .
- -5-الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله : كما في فتح الباري بشرح صحيح البخاري 11 / 429 فقال: ( من زعم أنهم يخرجون منها ، أو أنها تبقى خالية أو تفـنى فهو خـارج عَـمَّـا جـاء بـه الرسول صلى الله عليه وسلم واجمع عليه اهل السنة والجماعه—وكذلك ما نقله الامام الطحاوي السلفي في عقيده التي هي عقيدة اهل السنة والجماعه فقال (والجنة والنار لا تفنيان ابدا ولا تبيدان) .
فهذه النقول انما هي اجماعات عن علماء الامّة الاسلامية وليست اراءً واقوالا منفردة وانظر يا رعاك الله لهؤلاء النقلة للاجماع في عصور مختلفة وازمان متفرقة وهي حُجة على هؤلاء الرعاع اتباع كل ناعق ويميلون مع كل ريح وعاصف ، أجارنا الله واياكم منهم
وأما النصوص التي استدل بها بعض من قال بفـناء النار، فهي إما نصوص محتملة مجملة غير صحيحة، فـتردُّ إلى النصوص الواضحة المبينة، وإما نصوص استدلوا بها وهي لا تصلح للاستدلال اصلاً في مسالة عقدية وبالله التوفيق
واما مَن زعم مِـن انَّ عذاب الكفار الذي لا آخر له لم يكن فيه رحمة البتة والله رحيم بعباده فهذا كلام متهافت وفاسد لا يُؤبه له ومن انت ايها الانسان حتى تـقيس رحمة الله تعالى بعقلك القاصر وفهمك المحدود الكاسد ،وكأن الرحمة عنده لا تـتحقـق إلا بشمولها للكفارالمعاندين ،ويؤدي به التعالي على ما فصّله الله في كتابه الى تكذيب ربّ العالمين، فما قرره الشرع فهو الحق وما خالفه فهو باطل مـردود
الله تعالى يقول في كتابه ان الكافرين مخلدون في نار جهنم وانهم لا ولي لهم ولا نصير ولا يخرجون منها ولا يخفف عنهم من عذابها ولهم عذاب مُـقـيم وما هُـم بخارجين من النار ثم يأتِ جويهل يخالف صريح القرءان الكريم وباسم الدين فاحذروهم فإنهم دعاة على ابواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها ومن المقطوع به مما لا شك فيه ان الجنة حرام على الكفار دخولها او شم رائحتها وهذا امر معلوم من الدين بالضرورة لا يختلف فيه مسلمان ولا يتناطح فيه عنزان
من الجُرأة العظيمة تخطئة أهل السنة والجماعة كافـة في مثل هذه المسألة مع استنادهم إلى الكـتاب والسنة مـع صراحة الأدلة وماذا مع المخالفين ؟! أحاديث وآثار ضعيفة لا تصح، وشبهات من آيات وأحاديث تـتهاوى امام الايات المحكمات والاحاديث الصحيحة الثابتة في كـتب الصحاح وما نسبة القول بفناء النار لبعض الصحابة او التابعين إلا كـنسبة أكل الـذئـب ليوسف عليه السلام فأقول لمن يُروّج لهذه العقيدة الفاسدة ان ينتـصح ويرجع قبل فوات الآوان ؟!
وقد قال الامام ابن حجر العسقلاني رحمه الله كما في الفـتـح : 11/429 وما بعدها ( وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول –يعنى القول بالفـناء –وهو مذهـب ردىء مـردود على قـائـله ، وقـد أطنب الامام السبكي في بـيان وهـائـه فاجاد )وراجع رسالة الامام السبكي الاب واسمها - الإعـتـبار بـبـقاء الجـنـة والنار واختم كلامي بنصيحتي لكل من يتكلم بهذه المساله الا يفرح بكلام شخص متعالم يحسن به الظن ويتبنى قوله قبل البحث والتدقيق والرجوع لكـتب أئمة السلف لا سيما في مسائل الاعـتقاد فهذه مـمَّا يَهم فيها بعض المعاصرين وينسبون للسلف أقـوالا هُـم منها بريئون بل وقـد ردوا على القائل بها .
العلم نور والجهل لا ينقذ صاحبه يوم القيامة فتعلموا انما العلم بالتعلم وقد قال سيدنا ابو الدرداء رضي الله –تعلموا قبل ان يرفع العلم ان رفع العلم ذهاب العلماء
مـلاحـظـة مـهـمـة ليعلم ان من قال او اعتقد اوشك في فناء النار—انه كافر مرتد خارج من دين الاسلام مخلد فيها ويجب عليه ان يتبرا مما وقع فيه وان يرجع الى الاسلام بالنطق بالشهادتين بقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يا ولي الاسلام واهله ثبتنا على الحق حتى نلقاك وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
*الشيخ زيدان عابد إمام مسجد الصدّيق - الناصرة