الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 18:01

كُلنا نُريد... ولكن؟!/ بقلم: نديم إبريق

كل العرب
نُشر: 24/05/14 09:34,  حُتلن: 07:37

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

نديم إبريق في مقاله:

كلنا نريد أن نحترم رأي الآخر نريد أن يكون لكل انسان الحق في التعبير عن رأيه طالما لم يمس بالآخرين

الابتسامة ريحان وجنان ونبض للوجدان نريد أن نبتعد عن الابتسامة الصفراء التي تنّم عن خبثٍ ومكرٍ ودهاء

كُلنا نريد أن نقود السيارة بحذر وانتباه وبدون سرعة زائدة، نريد أن نحترم السائق الآخر ونعطي حق الأولوية في الشارع لصاحب الحق



نجلسُ في مجالسنا، نتحدث عن أوضاع مجتمعنا، نُحلّل ما يدور حولنا، نُناقش الأحوال في بيئتنا، نُسمع الانتقادات اللاذعة بأعلى صوتنا، ولكن...؟

كلنا نريد أن نحترم رأي الآخر، نريد أن يكون لكل انسان الحق في التعبير عن رأيه طالما لم يمس بالآخرين، نريد أن يكون المجتمع مبنيًا على مبدأ " اختلاف الراي لا يفسد للود قضية "، نريد أن نؤمن ايمانًا قويًا بقول فولتير :"أني لا اتفق معك فيما تقول، ولكنني على استعداد لأن أضحي بحياتي دفاعًا عن حقك في أن تقول ما تريد!" نريد ونريد، ولكن ...؟

كلنا نريد أن نبتسم في وجه الآخرين ابتسامة نقية طاهرة، نريد أن نبتسم لأن "الابتسامة في وجه أخيك صدقة"، نريد ان نبتسم لأن الابتسامة ريحان وجنان ونبض للوجدان، نريد أن نبتعد عن الابتسامة الصفراء، التي تنّم عن خبثٍ ومكرٍ ودهاء، نريد أن نبتعد عن الابتسامة الكاذبة المزيّفة، والتي تجعلك تحتار: هل صاحبها عدوٌ أم صديقٌ، نُريد ُ ونُريد، ولكن ...؟

كلنا نريد أن نبتعد عن الطائفية فنكثر من نبذها، نريد أن نتحدث بلغة واحدة وليس بلغتين – لغة الطائفية والتعصب وكُره الغيرعندما نجلس مع أبناء ديننا، ولغة التسامح والمحبة عندما نجلس مع أبناء الدين الآخر، نريد أن نتعامل مع الانسان كإنسان، بغض النظر عن انتمائه الطائفي، نريد أن نحترم معتقدات الآخرين وايمانهم، من منطلق بأن لكل انسان دينه وايمانه وحرية العبادة والمعتقدات، نريد أن ندعو للتسامح الديني الحقيقي النابع من قلب صادق وفكر متنور، نريد ونريد، ولكن ...؟

فكُلنا نُريد أن يتغير نمط الأفراح والأعراس في المجتمع، نريد أن نُخفف من عدد المدعوين لأفراحنا، نريد أن يقتصر الفرح على الاقارب والجيران، نريد أن نقلّل من مصاريف وتكاليف الفرح، نُريد أن نُخفّف الازعاج المستمر إلى ما بعد منتصف الليل ،نُريد ونُريد، ولكن ...؟

كُلنا نريد أن نقلّص استعمال الهاتف الخلوي، نريد أن تقتصر المحادثات فيه على المكالمات الهامة، نريد أن نستعمله فقط عند الحاجة، نريد أن نبقيهِ في السيارة وقت الصلاة وعند الجنازة، حتى لا نُزعج أحدًا، نريد أن نسهر سهرات أيام زمان، بحيث نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث بدون الانشغال بالفيسبوك و "اخوانه "، نريد أن يدرُس أولادنا ولا يكون الهاتف الخلوي رفيقهم، فينظرون ثانية إلى المادة التعليمية وثانيتين إلى الهاتف ليتواصلوا مع "أصحابهم"، نُريد ونُريد، ولكن...؟

كلنا نريد أن يأكل أولادنا من طعام البيت، نريد أن يأكلوا الطعام الصحي الذي ورثناه عن أجدادنا وجداتنا، نريد أن يبتعدوا عن " الأكل السريع"، وأن لا يقتربوا منه، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، نريد أن نُقلّل من تواجدنا في المقاهي والمطاعم، لكي نحافظ على صحتنا، نريد ونريد، ولكن ...؟

كُلنا نريد أن نقود السيارة بحذر وانتباه وبدون سرعة زائدة، نريد أن نحترم السائق الآخر ونعطي حق الأولوية في الشارع لصاحب الحق، نريد أن نقود السيارات وننصاع للإشارات الضوئية، نريد أن نقود المركبات بدون أن نرفع صوت السماعات، لكي تسمع كل القرية أصوات الموسيقى المنبثقة من المركبة، كلنا نريد ونريد ،ولكن...؟

كلنا نريد أن يتوقف مسلسل سفك الدم والقتل في الوسط العربي، نريد أن نتصفح الصحف ومواقع الانترنت ولا نراها ممتلئة بتقارير عن حوادث قتل في وسط النهار وفي جنح الليل، نريد أن نعيش بسلام وأمن وأمان بعيدًا عن العنف الكلاميّ والجسديّ، نريد أمًا تنهمر من عينيها دموع الفرح عند زواج ابنها وليس دموع الألم على فقدان فلذة كبدها، نريد ونريد، ولكن ...؟
كلنا نُريد ونُريد، ولكن ...؟

أبو سنان

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة