الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 21:01

إعتذارات/ بقلم: سلمى كاظم مواسي على العرب.نت

كل العرب
نُشر: 12/07/14 10:21,  حُتلن: 11:30

غالبًا ما يخيّل لي أني أعي ما يحدثُ حولي، وأن ما اراه من أخبارٍ أستطيع مضغه مع كمية مناسبة من الماء، حسب وصفة كل أنظمة التسكيت التي تحيط بي. حرية التعبير مقيّدة بسياسة الدولة، تستطيع التعبير عن رأيكَ طبعًا، لكن عليكَ أن تجمّل حديثكَ. عليكَ أن تشدّد أولًّا على فكرة التعايش، ثمّ على تقبّلك للدولة وماهيّتها. أنا إنسانة، أعيش في دولة إسرائيل، أطالبُ بحقوقي كاملةً كمواطنة، وأطالبُ بالمساواة.
لا يجدر بكَ أن تذكر أنك تعيش تحت الإحتلال، لا يجدر بكَ أن تذكر "فلسطين"، فإنها أمسَت تاريخًا على الأكثر، وبالنسبة إليهم حتى كأنها لم تكن. نقطة البداية هي منذ 1948.
إيّاك ان تتعاطف مع شعبكَ الذي لم تُحتل أرضه بعد، وإلّا طلبوا منك الرحيل من دولتهم وانتقاء دولة عربية أخرى تحتضنك.
هنا وفي منتصف الجدال المشتبك، تقف حائرًا، تائهًا، تفقدُ كل أدوات النقاش التي تعلمتها، تنسى معلوماتك الرقميّة منها والسياسية، وترى بأنك لا تريد أن يكون حاكمك عربيًّا! تفضّل الإستبداد بإسم الديمقراطية، في دولةٍ أصبحت فيها لغتك مهددة بالانقراض، معالمكَ شفافّة، وحتى ممثليك، تراهم ينتقون الكلام، يمشون على اطرافهِ حينًا، وينفجرون في قاعة البرلمان من الغضب حينًا..
أتساءل ما الحل؟ لماذا علينا دائمًا ان نتجنبّ صلب الموضوع، ونتحايد أن نذكر أي شيء قد لا يروقُ لهم؟
لماذا إعتدنا تقديم الإعتذارات المجانيّة؟ وثمنًا لماذا؟
كما قالها غسان كنفاني: "يسرقونَ رغيفكَ، ثم يعطونكَ منه كسرة، ثم يأمرونكَ أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم!"

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة