للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الشيخ أ.عبد الكريم مصري:
أيها الآباء.. أيها الطلاب.. أيها المعلمون..أيها الإداريون.... تعلمون جيداً أن التعليم اليوم في ضعف شديد فأنقذوا المدارس وأصلحوا التعليم وليقم كل منكم بواجبه على وجه الوفاء والتمام فإن ضعف التعليم يترتب عليه ضعف الأمة وقوة التعليم يترتب عليه قوة
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘وقفات مع العام الدراسي‘‘ بمناسبة بدء السنة الدراسية الجديدة؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ أسامة مسلماني،إمام مسجد عمر بن الخطاب حيث تمحورت الخطبة حول: وصايا للطلاب / وصايا للمعلمين / وصاياللمدراء / وصايا لأولياء الأمور / أهمية مناهج التعليم.
العلمُ أساسُ نَهضةِ الأُمَمِ وتقدُّمِهَا، ورفعةِ الشعوبِ وازدهارِهَا، فمَا مِنْ أُمَّةٍنالَتْ حظًّا مِنَ الرفعَةِ والعُلوِّ، وبلغَتْ منْزلةً مِنَ النهضةِ والسمُوِّ، إلاَّ كانَ العلمُأساسَهَا، والمعرفةُ سبيلَهَا، قالَ تعالَى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَلاَ يَعْلَمُونَ))، ولذلكَ اهتمَّ الإسلامُ بالعلمِ اهتماماً عظيماً، فوجَّهَ الناسَ إلَىالقراءةِ؛ لأنَّهَا سبيلُ العلمِ، قالَ سبحانَهُ:((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَالإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْيَعْلَمْ))، وأقسَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ بأدواتِ العلمِ ووسائلِ تحصيلِهِ، فِي إشارةٍ إلَىأهميةِ كتابةِ العلمِ وتوثيقِهِ؛ فقالَ عزَّ وجلَّ:((ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ))، كمَارفَعَ الإسلامُ مِنْ شأنِ العالِمِ والمتعلمِ، قالَ اللهُ تعالَى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ)).
ها هي المدارس سوف تفتح أبوابها ويقبل عليها طلابها ليبدءوا عامهمالجديد فيحسن بنا في هذه الجمعة المباركة أن نقف بعض الوقفات معهذه المناسبة العظيمة.
لا ريب أن مهمة كل رسول إنما هي تعليم أمته ودلالتهم على الخير قالتعالى:((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْوَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)). ومن يقم بهذهالمهمة من بعدهم إنما يتشرف بتقمص رداء الرسل، وخلافتهم في أجلّ مهنةوأشرفها، وهي إرشاد الناس وتعليمهم باليسر والسماحة، وليس بالعسفوالقهر والإذلال، قال: «إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثنيمعلمًا وميسرًا».".
وأردف الشيخ قائلاً: شرف عظيم لكل من أُدرج اسمه في قائمة المصلحينأن يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم في مهمته الجليلة، فهوالقدوة الذي كمّله الله تعالى ليكون أسوة لأمته، يقول معاوية بن الحكم: «مارأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه».
لقد تخرج على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم جيل عرفه التاريخصفاء ونقاء وحبًّا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة، لقدعاشوا -والله- شموسًا في ظلام الكون، وسيوفًا في وجه الباطل،ومصاحف تتحرك على الأرض، وقلوبًا ترقّ لكل ضعيف ومسكين، قومأعزهم الله بدينه، فكانوا مفاتيح كنوز الأرض وقادتها دون منازع.
يقول جرير بن عبد الله البجلي: «ما حجبني النبي منذ أسلمت ولا رآنيإلا تبسم في وجهي» رواه البخاري. وفي الصحيحين عن جابر بن عبد اللهقال: «ما سئل رسول الله شيئًا قط فقال: لا». وقال أنس: «والله لقد خدمتهتسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته: لِمَ فعلت كذا وكذا، أو لشيء تركته:هلا فعلت كذا وكذا» رواه مسلم.
وفي قصة معاوية بن الحكم، وقد عطس أمامه رجل في صلاته فشمّتهمعاوية وهو يصلي يقول: «فحدّقَني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أمياه مالكم تنظرون إليّ؟! قال: فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهميسكتونني لكني سكت. فلما انصرف رسول الله دعاني، بأبي هو وأمي،ما ضربني ولا كهرني ولا سبني، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسنتعليمًا منه» رواه النسائي وصححه الألباني.
وقام أعرابي فبال في المسجد: «فتناوله الناس، فقال لهم النبي: «دعوهوهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوبًا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولمتبعثوا معسرين» رواه البخاري..".
وتابع الشيخ حديثه بالقول: فأخلص نيتك يا بني في العلم واطلب العلملترفع عن نفسك الجهل واطلب العلم لتنفع غيرك وأمتك واطلب العلم لأجلالعلم لأن العلم زينة. انك ما ترى عالماً في أي مجال إلا والناس يكنون لهالاحترام والتبجيل لا تطلبوا العلم لأجل الوظيفة، فالوظيفة رزق والرزق بيدالله وحده واعملوا وجددوا فكلٌ يسر لما خلق له.
يا بني انك تتوجه غداً لقلعة من قلاع العلم فابدأ فيها بسم الله وعلى بركةالله ولتكن بدايتك جادة ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فهذا طبع الكسولومن كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة.
إنها حقوق وواجبات وأمانات ومسئوليات برأت من حملها الأرضوالسموات وأشفق من ثقلها الجبال الشم الراسيات وحملها الطلابوالطالبات والمعلمون والمعلمات في زمن ضاعت فيه الأمانات.
يا أسفى على التعليم يوم أن تتناقض فيه الأفكار والآراء ويمتلئ بالغشوالفوضى ويخرج أجيالا أصابها الضعف والخواء.
يا أسفى على التعليم يوم إن اعتمد على حشو المعلومات وحرفية النصوصدون اعتبار لمعانيها ودون غرس للقيم وبناء للمبادئ إلا ما رحم ربك فأصبحالطالب يحفظ النص ثم يفرغه في ورقة الامتحان ثم ينتهي الأمر دون أنيلامس النصُ القلبَ.
فيا أبنائنا ويا إخواننا ويا طلابنا إن طلب الشهوات والإنسياق وراءالعواطف واللذات لا يستوي ولن يستوي أبداً مع طلب العلم ((قُلْ هَلْيَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))؛ ويقول سبحانه وتعالى ﴿(وَاتَّقُوااللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)﴾؛ يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: أيها الآباء.. أيها الطلاب.. أيها المعلمون..أيها الإداريون.... تعلمون جيداً أن التعليم اليوم في ضعف شديد فأنقذوا المدارس وأصلحوا التعليم وليقم كل منكم بواجبه على وجه الوفاء والتمام فإن ضعف التعليم يترتب عليه ضعف الأمة وقوة التعليم يترتب عليه قوةيقول النبي صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهلالله له به طريقاً إلى الجنة)..".