للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه رئيس الحركة الإسلامية وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك "وقفات مع حجة الوداع"
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر صلاة وخطبة عيد الأضحى المبارك من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 10 ذو الحجة 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه؛ رئيس الحركة الإسلامية، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘"وقفات مع حجة الوداع‘"؛ ففي مثل هذا اليوم في السنة العاشرة من الهجرة وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع خطيبا في أصحابه، يحثهم على طاعة الله تعالى، ويعظم شعائر الله تعالى، ويرسي مبادئ الإسلام التي تدعو إلى إشاعة الأمن وتماسك المجتمع ووحدته، ونبذ الفرقة والاختلاف، والحفاظ على حقوق الناس وصيانة حرماتهم، ونشر ثقافة التسامح بينهم، والحث على التعاون على البر والتقوى. هذا وأم في جموع المصلين الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
تمحورت الخطبة حول: اليوم هو يوم النحر، يوم الحج الأكبر، يوم عيدالأضحى، وهو من أعظم الأيام عند الله تعالى، قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم:«إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر». فيا عِبادَالله، كُلَّما جاءَ شَهرُ ذي الحِجَّةِ، وهَلَّت مَواقيتُ الحَجِّ أرجَعَتْنا إلى تاريخِنا السَّامي الذي ما عَرَفَتِ البَشَرِيَّةُ تاريخاً مِثلَهُ. أرجَعَتْنا إلى وِقفَةٍ من وَقَفاتِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِوَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حيثُ أعلَنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَبادِئَ البَليغَةَ التي خاطَبَ بها المُسلِمينَ إلى قِيامِ السَّاعَةِ في حَجَّةِ الوَداعِ.".
مَبادِئُ رَسَّخَها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم في نُفوسِ أصحابِهِ الكِرامِ رَضِيَاللهُ عنهُم لِيَنقُلوها إلى العالَمِ أجمَعَ لِيَسعَدَ بها
وأردف الشيخ قائلاً: "من جُملَةِ كَلِماتِ الوَداعِ، ومن جُملَةِ المَبادِئِ التيوَضَعَها للبَشَرِيَّةِ جَمعاءَ، قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّدِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» رواه الشيخان عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
يا عبادَ الله، لن يَتَحَقَّقَ أمنٌ ولا استِقرارٌ ولا حَياةٌ طَيِّبَةٌ إلا في ظِلِّ الشَّريعَةِ التي قالَ اللهُ تعالى فيها: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾. ولن يَتَحَقَّقَ هذا للبَشَرِيَّةِ إلا من خِلالِ مُتابَعَةِ منيُرَبِّي الأمَّةَ على مَعرِفَةِ قِيمَةِ الإنسانِ، وخاصَّةً المؤمنِ..”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول: خُطبَةُ حَجَّةِ الوَداعِ كانَت فيها المَبادِئُ الخالِدَةُ لِحُقوقِ الإنسانِ، والتي لا يُجاريها تَشريعٌ وَضْعِيٌّ، ولا قانونٌ بَشَرِيٌّ،لِصِيانَةِ الدِّماءِ جَعَلَ اللهُ تعالى قانونَ القِصاصِ, فقال تعالى: ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)).
ولِصِيانَةِ الأموالِ جَعَلَ اللهُ تعالى حَدَّ السَّرِقَةِ, فقال تعالى: ((وَالسَّارِقُوَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ الله واللهُ عَزِيزٌ حَكِيم)).سواءٌ كانَ السَّارِقُ شَريفاً أم وَضيعاً، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذيرواه الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ قُرَيْشاً أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْحُدُودِ الله؟»
ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِما لشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِم الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ, وَايْمُ الله لَوْ أَنَّفَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: اليوم يوم إراقة دماء الأضاحي، لا دماء بعضنا البعض، لماذا يقتل بعضنا بعضاً؟ هل نسي المسلمون قول الله تعالى: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)). يا عباد الله، الكلُّ سيموت، والكلُّ سيرجع إلى الله تعالى، فأريقوا دماً يغفر الله به لكم ذنوبكم، وكفُّوا أيديكم عن إراقة دم قد يوجب الخلود في نار جهنم, مع صبِّ اللعنة عليه والعذاب العظيم.
معشر المسلمين: إن القلوب حزينة ومجروحة ومتألمة لما يجري في عالمنا الإسلامي عامة، اسمعوا يا عباد الله إلى قرار الله تعالى الذي يقول فيه: ((فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون * فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَيَعْمَلُون))..".