للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أُحبُّكِ روحاً
لنْ أكتُبَ لكِ قصيدةً
وإنْ طالتْ مسافاتُ آلسَّفرْ
لنْ أَقفَ على طَلَلٍ
بآلأمسِ كانَ نَورَسا
بآلأمسِ كانَ زَنبَقا
وآليومَ لمْ يبقَ لهُ أَثَرْ
إِني أُحِبُّكِ ..
إني أُحبُّكِ روحاً
وآلروحُ ليستْ منْ أمرِ آلبشَرْ
إني أحبُّكِ ..
بَراءَةً
وَطَهارةً
ونقاوةً
وصفاءً ليسَ يَعرِفُهُ آلكَدَرْ
إني أحبكِ ..
طفلةً
وأيُّ طفلةٍ أنتِ
ما دُمْتِ ..
مُعلِّمَتي
مُرافِقَتي
وحَاضِنَتي ..
أيُّ طفلةٍ أنتِ
وأنتِ آلوَحيُ
وآلإلهامُ
وآلإقدامُ
أنتِ آلحظُّ وآلقَدَرْ
إني أُحبُّكِ روحاً
وآلروحُ ليستْ منْ أمرِ آلبشَرْ
لنْ أَقفَ على طَلَلٍ
فَلا أطلالَ لروحٍ
إني أُحبُّكِ روحاً
وآلروحُ ليستْ منْ أمرِ آلبشَرْ
***
تِلميذَتي مُعلِّمَتي
ماذا بَعدُ يا تِلميذَتي ..
هلْ أَبقَى بَعدَ كُلِّ هذَا مُعَلّمًا
وَأَنتِ تِلميذَة ؟
لَسْتِ تِلميذَةً بَعدَ آليَومْ
أُتْرُكي مَقاعِدَ آلدّراسَة
عَلِّقي ثِيابَكِ آلمَدْرَسِيَّة
تَبَدَّلَتِ آلأَدْوار :
أنتِ مُعلمتي !
قُولي بِرَبِّكِ
كَيفَ تَكونُ مَنْ كانَتْ بِهذا آلتَّألُّقِ ..
تِلميذَة ؟
وَمَنْ كانَ لَدَيْها هذا الحُضورُ ..
تِلميذَة ؟
ومَنْ دانَتْ لَها آلحُروفُ
وصَدَحَتْ لِصَوتِها آلدُّفوفُ
وصَفَّقَتْ لِهَمْسِها آلكُفوفُ ..
تِلميذَة ؟
وَكيفَ أكونُ أنا مُعلِّمًا
لِهكذا تِلميذَة ؟
هِيَ مُلْهِمَتي
هي مَدْرَسَتي
هي مِحْفَظَتي
هي أدواتي آلهَنْدَسِيَّة
ومُرادِفاتي اللُّغَويَّة
وعُلومي التَّطْبيقِيَّة
وَما ضَرَّني أنْ أكونَ تِلميذًا
أَدْرُسُ آلتاريخَ وآلرِّياضياتْ
وأبرعُ في الشِّعرِ والمَحفوظاتْ
والفيزياءِ
والجُغرافيا
والكيميائيَّاتْ
ما ضَرَّني ..
ما دُمْتِ أنتِ مُعلِّمتي !
وَماذا عنْ عُلومِ النَّفسِ
والمَكنوناتْ
والرّوحِ والرُّوحانيّاتْ
ماذا عنِ الأُلُوهِيَّةِ
والدِّياناتْ
والجاذبيةِ ونِسبةِ النَّظَرِيّاتْ ؟
حتّى في بابِ الأساطيرِ
والحِكاياتْ
والخُزَعبَلاتِ
والخُرافاتْ
أوَتَدْرينَ مَنْ مُعلمتي ؟
يا ربُّ لَو طالَ الزَّمانْ
وبَقِيتُ تِلميذًا
مُطيعًا
خَلوقًا
مُؤَدَّبًا
مُشاغِبًا
مُشاكِسًا
مُعاكِسًا
أو كَيفَما كانْ !
يا ربُّ
لو أبقى تلميذا
أَقرأُ قراءةً صَامِتَة
وأَتلو شِعرَ الجاهليَّةِ والإسلامْ
وقَصائدَ البُحتُريِّ وأَبي تَمّامْ
وأنتظرُ الحِصَّةَ
وأُواظِبُ على الدَّوامْ !
مِنْ فَضلِكِ يا مُعلمتي
لِيَكنِ الدَّرسُ القادِمْ
عَنْ نَظريَّةِ الانقِلابِ والتَّحَوُّلْ
والانصِهارِ والتَّبَدّلْ
كيفَ تَحَوَّلَ المعلمُ تِلميذًا
وتَبَدَّلتِ التلميذةُ مُعلمةً !
يا مُعلِّمتي ..
حَضَّرتُ واجباتيَ البَيتِيَّة
على ظَهْري حَقيبَتي المَدرَسِيَّة
فيها زُوّادَتي
كُتُبي وَدَفاتِري
قَلَمي ومِمْحاتي
أنا , يا مُعلمتي , للدَّرسِ حَاضِرْ
لَنْ أُناقشَ
لنْ أُجادِلَ
لنْ أُحاوِرْ
علِّميني ما أردْتِ
دَرِّسِيني كيفَ شِئْتِ
إنني للدرسِ حاضِرْ !
***
إلى أطفالنا في يوم الطفل العالمي
عُذْرًا يا أطفالَ العَالَمْ
يا كُلَّ اﻷطفالْ
لُعبتُكُمْ لمْ تَبْقَ لُعبَة
بَسمتُكُمْ لمْ تَبقَ بَسمَة
ضِحكتُكُمْ , أَيْنَاها الضِّحكَة
أجيالٌ ماتَتْ
ضاعتْ آمَالْ
في سُوريَّة شُرِّدْتُمْ
في ايرانَ يُتِّمْتُمْ
في بغدادَ ضُيِّعْتُمْ
ما أثقلَهَا مِنْ أحْمالْ
يا أطفالَ فِلَسطينَ
يا مَنْ سَطَّرْتُمْ دِينَا
وضَحِكتُمْ
ثم بَكِيتُمْ
ثم رَجَمْتُمْ
ثم رُجِمْتُمْ
أعباءً
أعباءَ حَمِلْتُمْ
وآستشهدَ منكُمْ أبطالْ
ألقُدسُ وأحجارُ اﻷقصى
تحني الهاماتْ
ويسوعُ الطفلُ المُستَلقي
في مهدِ سلامٍ قدْ فاتْ
يُهدونَ ﻷطفالِ العَالَم
وَرْدًا
زَهْرًا
حُبًّا
عِشْقًا
عُذْرًا تَحْمِلُهُ الباقاتْ
عُذرًا يا أطفالَ العالمْ
يا كلَّ اﻷطفالْ
ألعيدُ لمْ يَبْقَ عيدًا
ألعيدُ قدْ أضحَى ذِكرى
ذِكرى آستِشهادِ اﻷبطالْ
***
بطاقةُ هُوِيّة
ماذا بَعدُ يا مُحقِّقَتي
هلْ ﻻ زِلتُ مَطلوبًا
للتّحقيقِ وآلمُساءَلَة
وهل ﻻ زِلتُ مُطالَبًا
بِإبرازِ بِطاقةِ آلهُوُيّة ؟
ها قدْ أفصَحْتُ عنْ نَفسي
ولمْ أعُدْ مَجْهوﻻً
لقد قلتُ كلَّ شَيءٍ
عنْ هِواياتِي
عن مُطالعاتي
عن نَزَواتي
عن غَزَواتي
عن حُزْني
عن بُؤْسي
عن أحاسيسي
آلظاهِرِيَّةِ وآلباطِنِيّة ...
أنا ﻻ أريدُ منكِ بِطاقَةً
أو مُستَنَدًا
أو وَثِيقَة ...
أنا ﻻ أبحثُ
في آلوُرَيْقاتِ
عنِ آلحَقيقَة ...
أنا ﻻ أَسألُ عَنِ آﻻنتِماءِ
وآلقَبيلَةِ
وآلجِنسِيَّةِ وآلتَّبَعِيَّةِ
في آلدَّفاترِ آلعَتيقَة ...
أُريدُكِ كَيفَما أنْتِ
ﻻ تَهُمُّني آﻷرقامُ
وﻻ آلتّفاصيلُ
وﻻ تَعنيني آلحُروفُ آﻷبْجَدِيَّة ...
فَكُلُّ آﻷرقامِ
وكُلُّ آلحُروفِ
سَقَطَتْ أقنعَتُها
لِمَنِ آصْطَفاكِ حُبًّا
وآختارَكِ قَضِيَّة ...
أعذُريني
أَقفِلي مِلَفَّ آلتَّحقِيق
سَماؤُنا آلأحْلَى
هَواؤُنا آﻷنْقَى
فَضاؤُنا آﻷفْضَلْ ...
ليسَ للتَّحقيقِ قيمَة
حُبُّنا أوسَعُ أوسَعْ
ﻻ سُؤالٌ ﻻ جَوابٌ
ﻻ آستِمارَة ﻻ هُوِيَّة
حينَ دَقَّ آلحُبُّ قَلبًا
صادِقًا في آلعِشقِ حُبًّا
لمْ يَعُدْ لِلبُعْدِ مَأوَى
لَمْ تَعُدْ هذِي قَضِيَّة ..
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net