أمام كثير كان يمكن ان يقال، وكثير كان يمكن أن يبقى جالسًا هناك على ضفاف الانتظار والمشاهدة، كان ما كان.
كان يومًا ليس كمثله يوم، شهدتُ فيه كيف يمكن أن نحوّل النظريّة إلى واقع حيّ يضجُّ بأنفاس الحياة ويخلق الإنسان من المكان والزمان.
وكنتُ كما دوما أقف هناك قريبًا بعيدًا، أستسلم لعالم يأخذني واخر يُعيدني، وأنا لا أنا. حين كان الهُتاف، حين توحّد الإنسان المكان وصاره، كانت تصرخ بداخلي كلمات صديقي غسّان وهو القائل: "في طريقك لبناء الأوطان لا تنسى أن تبني الإنسان".
الإنسان الذي من أجله خُلقت الأوطان وأزهرت الحياة بالروح والنور، هذا الذي صار يموت لأجل الحياة، يموتُ لأجل الإنسان فيه ويموت لا لشيء سوى لكونه إنسانًا!
فيما نقف هنا نشهد ونشاهد دمنا ينزف الأرض ويتنفسها في خلاياه، كان بداخل كلٍّ منّا سيلٌ من الآم الأبد ومن ظلم الأزل يُفتت فينا أشياء وأشياء؛ وقفوا هم وقفة إجلال فيها كل ما فيها من ولادة الحياة والإرادة والأمل والإنسان.
وقفوا بصوت واحد ومُوحّد يخلقون الحياة التي يستحقّون، الحياة التّي تستحقّ الحياة!
الحياة التي تنتفض بعزّة ملكة تستعصي على الأسر، الحياة التّي تنتفض على كلّ ظلم وامتهان، الحياة التي تنتفض لا لتأخذ بل لتعُطي، الحياة الانسان!

وقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net