الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 22:01

تناغم الأقوال في أفعال الرجال


نُشر: 07/06/08 08:57

في اللغة: نقد نقدا وتناقد الدراهم وغيرها: ميزها ونظرها ليعرف جيدها من رديئها, والكلام: أظهار ما بالكلام  من العيوب والمحاسن.
ولا يبعد الاصطلاح عن المعنى اللغوي للنقد كما هو متبع , يعني عملية التمييز والفرز والتمحيص والتدقيق والبحث في الأفكار لاستجلاء الحق والصواب وكشف مقدار الخطأ والغلط فيها ، بالإضافة إلى ذلك يوجد هدف مستقل في عملية النقد وهو الوصول إلى رؤية سليمة وتقييم قويم من خلال تلاقح وتزاوج الآراء أحياناً, ومن خلال مخضها وتمحيصها وتنقيتها أحيانا أخرى كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : "  إمخضوا الرأي مخض السقاء ينتج سديد الآراء"، فهذه العملية تسير في اتجاهين:
الأول: نقد الذات، وهو أن ينتقد الإنسان نفسه وفكره وعمله أو تنتقد الجماعة نفسها وفكرها وعملها وذلك للعمل على إصلاح الزلل وترميم الخلل. الثاني: نقد الآخر، والآخر هو الغير أو الجماعة أو الفئة التي تختلف عن الذات في الفكر والعمل وتأخذ بعدين في مسارها :الأول ,إنها عملية تلاقح للآراء والمقارنة بينها لاختيار الأفضل والثاني , نقد أو تناقد الآخر وتعريفه بخطئه أو غلطه كمرحلة أولى لكسبه وهدايته ولا بد أن تكون الدعوى متصفة بالتفكير السليم الصائب وبالحكمة والموعظة الحسنة وهذه العملية هي موضع سؤالنا لأن الآخر يتكون من جزأين هما الشخص والفكرة، في عملية نقد الآخر, البعض يستسيغ ويقصد نقد الشخصية التي تحمل الفكر المنتَقَد , فهل يجوز للناقد أن يتعدى الفكرة للشخصية إن كان في الفكرة ما يدل على مجموعة صفات ذميمة كالسذاجة والجهل وما شابه ذلك ,أم إن النقد فقط للآراء والأفكار والطروحات والمنهج ومن غير اللائق أن  يتعداها للشخصيات؟
إن النقد والتناقد مهم ومطلوب بل في كثير من الأحيان يكون واجبا لأنه في بعض الأحيان يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حينما يقول إنسان كلاما خاطئا أو يتصرف بمنهجية ضارة وأعمالا مشينة، فأنقده وأنتقده فهذا واجب علي ولذلك يسوغ ويصحّ لي، لكن التجريح الشخصي والنيل من كرامة الفرد هذا لا يجوز إلا إذا كانت الشخصية مهدورة الكرامة أي انه شخص بذيء سليط ,مثلاً يتكلم بكلام بذيء ضد الديانات والمؤمنين بها , فإذا هو لم يحترم نفسه جاز لي أيضا أن لا أحترمه, أما إذا احترم نفسه وأبدى كلاما ضمن منهجية معينة وواضحة وقول الحقيقة يبقى لنا الحق أن نتحدث عن فكرة بما شئنا.

مقالات متعلقة