في أواخر العام المنصرم، أعلنت صالة عرض الفنون عن إقامة متحف أم الفحم للفن المعاصر. وفي هذه الأيام تم تأسيس الأرشيف المصور والتاريخي لوادي عاره وذلك في صالة عرض الفنون، حيث سيكون هذا الأرشيف جناحا بحد ذاته في المتحف المستقبلي. يكشف معرض "ذاكرة المكان" التاريخ المصور لأم الفحم ومحيط وادي عاره من خلال مجموعة مواد تصوير كاملة مثل: التصوير الوثائقي، الجوي، المعماري، العائلي، الفني والتجاري حيث تعود هذه إلى بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا.
ولأول مرة سيتم عرض شريحة للمواد المثيرة في المعرض تم جمعها منذ إقامة الأرشيف قبل زهاء سنة.
شملت هذه العملية بحثا شاملا في أرشفة البلاد والعالم التي ظهرت بها مواد كثيرة، متنوعة ومثيره بالإضافة إلى إصدار بيان لسكان المنطقة وزيارة بيوت السكان بهدف إنقاذ وتوثيق وتحرير نصي للقصص التي تكون الحضارة وتشكل التراث. يقول السيد سعيد أبو شقرة، مدير صالة عرض الفنون: "إن هذه حملة لإنقاذ الذاكرة. لا نملك شيئا موثقا سوى ذاكرة الناس وعددهم ينقص من يوم إلى آخر. لذا توجهنا أولا إلى أكبرهم سناً قبل فوات الأوان".

الفنان سعيد ابو شقرة والدكتور مصطفى كبها

وحتى الآن تم جمع قطع كثيرة في الأرشيف حيث تم مسحها ووضع فهرس لها ضمن برنامج حاسوب خاص لهذا الهدف. سيتم عرض قسم من المجموعة في المعرض وفي الفهرس المرافق. أما القسم المتبقي فيمكن مشاهدته في الأرشيف وفي موقع انترنت سيبنى فيما بعد. والى جانب القطع التي تم جمعها، ستعرض في المعرض صور معاصرة كجزء من مشروع بادرت إليه صالة عرض الفنون بالاشتراك مع مصورين عرب ويهود اختاروا توثيق المكان في أيامنا هذه من خلال وجهة نظرهم ووفق شريحة معينة تم تحديدها مسبقا مع أمين المعرض.
يقول د. مصطفى كبها باحث ومحاضر في التاريخ والإعلام في الجامعة المفتوحة ومدير الأرشيف: "إن مشروع بناء الأرشيف العربي الأول الذي بادرت إليه صالة عرض الفنون في أم الفحم سيستخدم كمصدر مساعد للباحثين والمهتمين بالمادة التاريخية الخام". ويضيف قائلا: "تعاني القصة الفلسطينية سواء على الصعيد القطري أو المحلي من فقر شديد في المصادر المستعملة للكتابة التاريخية: الوثائق، الصور، القصص المحكية وغيرها". وحسب رأيه فان المشروع قد نشأ من خلال الحاجة لتعويض هذا النقص ولتخليد الأصوات والتصورات الغائبة ونقلها من الهوامش إلى المركز.
غاي راز، أمين المعرض، يطرح المعرض كمثيل لبوابة القرية العربية التقليدية حيث يقول: "إن جميع سكان مدينة أم الفحم وقرى الوادي مدعوون لعبور بوابة المعرض. ومن المؤكد أن كل من يعبر البوابة لن يعود إلى بيته كما كان عليه قبل أن يأتي للمكان. إن هذه بمثابة فرصة أولى يتمكن سكان المنطقة من خلالها النظر إلى البانوراما المصورة لتاريخهم".
اختتام المعرض: نهاية تشرين الثاني.
طاقم المشروع:
غاي راز- أمين المعرض، مصور، باحث وأمين تصوير محلي.
د. مصطفى كبها- مدير الأرشيف ومستشار أكاديمي للمعرض، باحث ومحاضر في التاريخ والإعلام في الجامعة المفتوحة.
سعيد أبو شقرة – مدير صالة عرض الفنون في أم الفحم.