الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 08:02

تركتُ الفيسبوك!/ بقلم: كميل فياض

كل العرب
نُشر: 10/08/15 11:36,  حُتلن: 14:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ولا زال في نفسي الكثير مما اردت واريد قوله ..
وقد تركت في حساب " دليل العارفين " مقولات كثيرة، وقصائد كثيرة لم انشرها ..
وفي مواجهة اخرى لتركي الفيسبوك، أتساءل لماذا تركته .. وهل سأعود وافتح الصفحة الخاصة بي مرة اخرى كما فعلت في السابق ؟
ولتوضيح امر اساس في طويتي، اقول : في الأصل وعمومًا لم اقصد الحديث عن اي موضوع طرقته في ذاته لا على الفيس ولا في اي مكان آخر .. حتى وانا اتحدث في موضوعات من الأقرب الى قلبي ..
فالمواجهة في الأساس للذات عندي وليس لمشاكل البشر عمومًا، او مشاكل الطبيعة والكون ..
حتى وانا في ذروة الحديث عن مشكلة الأزون – مثلاً - والبيئة، او مشكلة الصراع الدموي هنا وهناك بين فرقاء البشر في مختلف بقاع الارض وعلى مختلف الخلفيات .. او حين حاولت واحاول الخوض عرفانيًا في المعتقدات المختلفة التي تكمن وراء معاناتنا ومآسينا وكوارثنا الاجتماعية، بقصد الكشف للوعي العام عن مكامن اسباب الجهل والضعف المؤدية لأوضاعنا المأساوية ..
اجل كان ولا زال همي ذاتي وخلاصها .. واذا كان هذا الهم هو هدفي الاساس .. فلا بأس في تركي للفيسبوك، ليس فقط لأنه (ظالم) وبدون ضمير وغوغائي ومقرف وسطحي وسخيف ومصدر ازعاج، وساحة سرقات، وسوق تجارة رخيص – طبعًا هذا الى جانب ما يقدمه كتاب وكاتبات محترمين وجديين ورائعين فعلا ً - فقد وجدت لي مكان ما بين مستنقعاته ووحوله واشواكه واعشابه الضارة ..
وشعرت دائمًا انني اعمق وارهف وابعد قصدا من الجميع، وادركتُ دائمًا انني غائم في معظم ما قلته واقوله على صعيد تجربتي الروحية التجاوزية، ومن هنا عانيت واغتربت وصغرت في نظر نفسي، لإصراري على قول ما يعز على القول ..
وكان يكفي ليغيظني شخص عَرَض مكان وجهه الحقيقي، صورة طير او صورة وردة، يحصد 350 إعجاب من 350 جحش وجحشة، لمجرد انه تملق بالقول: "صباح الخير لأروع الأصدقاء والأحبة " وقد كرر مثل هذا في الصباح او في المساء التالي وحصد ما حصد من (شغف ودهشة) من نفس الحمير والكلاب الطيبة ..
نعم شعرت انني اتعامل مع صم وعمي وبكم .. وقد ادخلت ما يتجاوز ثلاثة آلاف من ( الاصدقاء) بقصد افادتهم من تجربتي .. فلم يستجب وربما خجلاً الا بضع عشرات على الأكثر خلال ثلاث سنوات .. طيب ماذا نفعل مع امة بلغت ترجماتها من زمن المأمون الى يومنا هذا عشرة آلاف كتاب، بينما اسبانيا وحدها تترجم مثل هذا العدد من الكتب سنويًا، ماذا نفعل مع امة تفضل اللقلقة والثرثرة على القراءة والفهم والتعقل ..؟!
اخيراً اقول : لسُت نادمًا على شيء، فان الحياة جدل ودروس وعبر .. ولستُ كاسفاً لنفسي وقد جئت الى العالم بروحي وحدها وسأتركه بروحي وحدها مجردة من كل شيء، واذا كان الشطر الأول من العمر هو تحصيل وبحث واطلاع، والشطر الثاني فرز وعطاء، فان الشطر الثالث هو تقاعد وتأمل واستراحة ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة