العمل بتنسيق زراعة الاعضاء يتطلب الكثير من الصبر والشعور بالآخرين وهذا من الصعب تواجده في كل إنسان
هناك لجان خاصة ومراحل كثيرة ودقيقة جدا لكي تتم المصادقة على أن شخص ما توفي دماغيا/ سريريا فاحتمال الخطأ في تشخيص الموت الدماغي هو صفر
وصل الى موقع العرب بيان صادر عن الناطقة بلسان مستشفى رمبام في حيفا، ورد فيه: "أذكر ذلك الشاب الذي مر بعملية زراعة قلب عند تلقيه إياه من شخص يهودي قد توفي دماغيا (موت سريري)، ووافقت عائلته على التبرع بأعضائه. بعد عملية الزراعة نشأت علاقة صداقة وطيدة، رائعة بين العائلتين وخاصة بين الشاب المتلقي للقلب والعائلة الأخرى. لكن شاء القدر بعد سبع سنوات أن يتوفى الشاب المتلقي من سبب غير متعلق بعملية الزرع، ومن شدة العلاقة الوثيقة التي بُنيت مع العائلة اليهودية ومن شدة حبهم له جلسوا عليه سبع ايام كعادتهم في العزاء من شدة الحزن الذي أصابهم".
خلال إجراء عملية نقل اعضاء - (تصوير: مستشفى رمبام)
"من تجربتي أرى بأن عملية التبرع تثمر علاقات طيبة بين العائلتين، المتبرِع والمتبرَع له، حيث ان العائلة المتبرعة يتكون لديها شعور عظيم مليئ بالعطاء والمحبة، فترى أن أحد الأشخاص عاش بفضل عملية التبرع التي وافقوا عليها من قريبهم المتوفّى. الحب والمودة من يغمر عملنا فقط، لا يوجد مكان للكره او للسياسة".
وأضاف البيان "هذا ما قالته منسقة عمليات زراعة الأعضاء والخبيرة في المجال، إستي كاتس، والتي تمارس مهنتها هذه من قدومها للبلاد قبل حوالي 17 عاما، فالعمل كمنسقة زراعة الأعضاء يعتبر من المهن الجديدة. منسق زراعة الأعضاء هو الشخص الذي يقترح على عائلة شخص ما توفي موت دماغي/ سريري بإمكانية التبرع بأعضائه لأشخاص مرضى، منتظرين عملية زرع لعضو معين في جسدهم. ومن المهم ان يملك العامل في هذا المجال لقب أول في التمريض بالإضافة الى شهادة تثبت اجتيازه دورات لعلاج الطوارئ، ومن أجل العمل بالشكل الصحيح يجب أيضا ان يتعلم دورات علم النفس وتوجيه مجموعات".
مهنة تنسيق عمليات زراعة الأعضاء
وتابع البيان: "العمل بتنسيق زراعة الاعضاء يتطلب الكثير من الصبر والشعور بالآخرين، وهذا من الصعب تواجده في كل إنسان، حيث يتواجد منسقي الزراعة، الذين هم غالبا ممرضات اناث، بجانب العائلة في أصعب مواقف الحياة، عند فقدان شخص عزيز عليها، وفي الوقت الذي يسمّى مأساة او حزن، فإن حالة الحزن هذه تعتبر بالعادة مفاجأة، حيث يتم التعامل مع أشخاص عبروا حادث معين، وحدث لهم موت دماغي او سريري، وهذه الحوادث تكون كالصاعقة على العائلة ومن الصعب تقبل الخبر فورا، ليس كالأشخاص المرضى الذين يمكثون تحت خطر الموت ويكون من المتوقع ان توافيهم المنية في كل لحظة".
هل انت مستعد للتبرع؟! متى يمكن أن نطرح هذا السؤال على العائلة؟
وجاء في البيان: "وقالت إستي منسقة الزراعة في مشفة رمبام: "في كل مرة بعد تلقينا خبر تواجد حالة حادث خطرة في المشفى نتابع الحالة فورًا، في كل حالة تأتي العائلة للمشفى مع كل الأمل بأن قريبهم أو صديقهم سيكون بحالة جيدة ويمكن ان يشفى في المستقبل القريب، لكن مع كل الأسف في بعض الأحيان وضع المريض يكون عكس توقعات العائلة، وهنا يكون دورنا، لا نخبر العائلة بموت قريبهم بشكل مباشر، بل نشرح لهم أولا وضع حالته ونهيئهم رويدا رويدا لتقلي الخبر الصاعق بالنسبة لهم! نتفهم بأن إستيعاب هذا الوضع صعب جدًا، لذلك علينا الصبر وتفسير الأمر لكل شخص" وأضافت: "هناك جواب على كل سؤال. أتفهم العائلات بشكل كبير وأكون بجانبهم على الدوام لان هذه أصعب لحظات تمر عليهم"".
واختتم البيان: "عند تفهم الوضع الحقيقي للمريض تبدأ مرحلة طرح فكرة التبرع بأعضاء المتوفي، حيث يُسمع السؤال: "هل أنتم مستعدون للتبرع بأعضاء المريض؟ وأعربت كاتس عن رأيها قائلة: "طبعا أفضل دائما بأن توافق العائلة على التبرع بأعضاء المريض، فكل مريض يمكن ان ينقذ أكثر من شخص ويتبرع بـ 7 أعضاء: الرئتان، الكلى، الكبد، القلب والبنكرياس. بالإضافة الى ذلك يمكن ان يتم التبرع بالقرنيتان وصمامات القلب أو الأوتار".
من الجدير بالذكر بأن هناك لجان خاصة ومراحل كثيرة ودقيقة جدا، لكي تتم المصادقة على أن شخص ما توفي دماغيا/ سريريا، فاحتمال الخطأ في تشخيص الموت الدماغي هو صفر!" الى هنا نص البيان كما ورد.