للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
استيقظت مبكرا ..مارست الطقوس الصباحية ثم جلست أحتسي قهوتي العربية المرّة وأتصفح شبكات التواصل الاجتماعية من فيسبوك، تويتر، إنستغرام، سناپتشات وغيرها. مضى الوقت سريعا.. نهضت من مكاني ..أخذت حقيبة العمل وانطلقت لألحق بباص الساعة السابعة فقد كانت لديّ مرافعة في محكمة القضايا الصغيرة قبلتها على نفسي عنوة بعد ضغط من أحد الأقرباء البعيدين والذي أصرّ على أن أترافع عنه في قضية تافهة، فقد احترق حاسوبه بسبب انقطاع الكهرباء عدة مرات متتالية في نفس اليوم عقب عاصفة ضربت البلاد قبل فترة، ولذلك قرر مقاضاة شركة الكهرباء، ولم تنجح محاولاتي في إقناعه بمقدرته التامّة على الترافع بقضيته في هذا النوع من المحاكم والذي يفتح أبوابه لعامة الناس من دون أن تكون هناك حاجة لمحامي.
صعدت للباص وجلست في كرسيّ شاغر واستغرقت في التفكير حتى أيقظني صوت أنثوي..
-هل يمكنني الجلوس؟ سألت صاحبة الصوت والتي كانت امرأة قد ناهزت الخمسين من عمرها
-نعم ، طبعا ، لا مشكلة ..أجبت بأدب متناه ..قمت من مكاني وتركتها تجلس في الكرسي الداخلي..
بعد دقيقتين علا صوتها من جديد:
-ما الأمر يا بنيّ؟
استغربت من سؤالها ..نظرت إليها وسألت:
-ماذا تعنين؟
-تبدو تعيسا جدا ..
-أحقا؟! وما الذي يدفعك لقول ذلك..
-ملامح وجهك حزينة وأرى لمعة في عينيك أحسبها دموعا ..هل هناك ما أستطيع أن أفعله من أجلك؟
تأملتها وتعجبت من أمرها.. هذه المرأة لم تكن أكثر من غريبة لا تعرفني ومع ذلك فإنّها تكلمني وكأني ابن لها تقلق لحاله وتريد لو تساعده ..
- أنا بخير ..عيناي عسليتان وفيهما لمعة دائمة.. أنتِ أسأتِ تحليل تعابيري ..
-آسفة بنيّ ..أردت فقط الاطمئنان عليك فأنت تبدو شابا صالحا ..
شكرتها ونزلت من الباص وأنا أفكر في كلماتها الرقيقة التي نمّت عن نيّة صادقة في المساعدة وحاولت تذكر المرة الأخيرة التي عرض أحدهم عليّ المساعدة رغم مئات الأصدقاء الذين يحيطون بعالمي الافتراضي عبر شبكات التواصل الاجتماعي وقررت أنهم لم يكونوا يوما أكثر من معارف افتراضيين..
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net