للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
ميراز هاشول في مقالها:
فتور العلاقة بين الابناء والآباء يعود أيضا الى ذلك الوقت الطويل الذي يقضيه الأهل في أعمالهم خارج المنزل فبات العمل نهارا أهمّ من العمل مع الأولاد
الشاشة... استطاعت هذه اللعينة أن تفصل الاهل عن الاولاد الأحفاد عن الجدّات الصديق عن الأصدقاء فأضحت العلاقات هشّة تهزّها أضعف ريح
لا نعاني من علاقات سطحية وباردة وحسب بل يتعدى ذلك إلى أماكن اخرى منها اختلافات آراء بارزة وحادّة جدا ولعلّ ذلك يعود بفعل التطور السريع للتكنولوجيا لا سيما الأجهزة الخلوية
العلاقات بين الأباء والأبناء باتت سطحيّة وغير مثمرة، بل أكاد أعتبرها اليوم غير متوفّرة، فإنّنا نعاني اليوم من علاقات باردة جافة وفي كثير من الأحيان شبه معدومة، فإننا "منشغلون بأمور أكتر اهميّة أكثر متعة من الحديث والحوار مع أهالينا أو ابنائنا" . إنّ العلاقات تختلف اليوم عن السابق، وهنا أنا لا ألوم الابناء فقط وإنّما الآباء على حدّ سواء، فنحن لا نعاني من علاقات سطحية وباردة وحسب، بل يتعدى ذلك إلى أماكن اخرى منها اختلافات آراء بارزة وحادّة جدا ولعلّ ذلك يعود بفعل التطور السريع للتكنولوجيا لا سيما الأجهزة الخلوية، التي لا تفارق أكفّنا لدقيقة واحدة خلال النهار والليل، فأصبحت هي رفيقنا الملازم لنا دائما أبدا، ساعة الاستيقاظ، وقت الغذاء، قبل النوم، وحتى في المراحيض.
إنّ فتور العلاقة بين الابناء والآباء يعود أيضا الى ذلك الوقت الطويل الذي يقضيه الأهل في أعمالهم خارج المنزل، فبات العمل نهارا أهمّ من العمل مع الأولاد، فتركوا "الفيس بوك والواتساب" وغيرها من قنوات التواصل لتحلّ محل الأم في المنزل، فباتت وسائل الاتصال هذه هي المربّي للناشئة، مع الأسف فإنّ الأهل اليوم بالكاد يرون أولادهم وبالكاد يتحدثون معهم وبالكاد وبالكاد يستطعون اختراق عالمهم المقفل المحصور بين عيونهم وكفّ أياديهم التي تحمل الجهاز الذي حلّ محل الأب والأم والصديق والجدّ وغيرهم من الأحباء.
علاوة على ذلك فإنّ الاهل والأولاد عندما "تتسنى لهما الفرصة" ليجلسا معا، فإننا دائما نجد الطرف الثالث، الذي يقف بالمرصاد فيعيق تداول الحديث العائلي الطيب، هذا الطرف الذي ندفع مبالغ هائلة لاقتنائها تصبح عدونا اللدود عوضا عن أن تكون خادمنا الأمين، فتتحكّم بنا بدل أن نتحكّم بها، وهي التي تستقطب أنظارنا، وهي التي تقود دفّة الحديث في المنزل، فلا نسمع إلا صوتها ولا نرى إلا وجهها، إنّها الشاشة، بأشكالها المختلفة: التلفاز، الاجهزة الخلوية الذكيّة، الحاسوب، التابليت وهلم شرًا.. وهكذا استطاعت هذه اللعينة أن تفصل الاهل عن الاولاد، الأحفاد عن الجدّات، الصديق عن الأصدقاء، فأضحت العلاقات هشّة تهزّها أضعف ريح.
إنّ الحياة التي تجري بوتيرة سريعة وبظلّ وجود الشاشة، لا تتيح الفرصة للأبناء أخذ التربيّة الصالحة من الآباء، وهي أيضا لا تتيح للآباء الغوص في عالم الأبناء..
إلى أين نحن ذاهبون أيّها الأبناء؟ ألا تستحقّ أمّك أن تترك الشاشة لتنظر في عينيها وتحدّثها عن عالمك؟ وهي التي أنجبتك وسهرت لأجلك؟ ألا يستحقّ جدّك أن تعزف عن الشاشة لتستمع إليه قليلا؟ فربما قريبا سيغيّبه الموت فلن تراه ولن تعود فتستمع إلى صوته العميق؟
وأنتم أيّها الأهالي الكرام، ألا يستحقّ ابنك أو ابنتك أن تضحّي بساعة عمل أو ساعتين لتقضيهما مع حامل صفاتك الوراثيّة وحامل اسمك؟ ألا تستحقّ ابنتك أو ابنك أن تترك شاشتك أيضا وتحاول أن تعرف من هم أولادك بطموحاتهم وأحلامهم، وأحزانهم وأفراحهم؟؟
طالبة سنة أولى – عاملة اجتماعيّة جامعة تل-أبيب
الجش
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net