للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أفنان عويسات في مقالها:
المواضيع الفنية تشجع الطلاب وبالذات صغار السنّ منهم على تطوير مهاراتهم التفكيرية وكذلك تنمية الهوايات وطرق التفكير الخلّاقة التي من شأنها أن تنتج جيلًا واعيًا
مسؤولية المربّين والمعلمين في سلكهم التعليمي تكمن باكتشاف مواهب الطّلاب وهواياتهم الفنيّة بما فيه منفعة لهم أولاً ولمحيطهم ومجتمعهم ثانيًا
على الرغم من أهمية المواضيع الفنية في إثراء مهارات الطفل التفكيرية إلا أن المنهاج التعليمي في المدارس يكاد يخلو من وجودها، وإن تواجدت فتأثيرها ليس بالملحوظ بسبب الإستهانة بأهميتها ومحاولة تهميشها.
المواضيع العلميّة كالحساب والعلوم والحاسوب تحظى بالاهتمام الأكبر من قبل معلمي المدارس نظرًا لكونها مجالات هامّة لرفع المستوى الثقافي والعلمي لدى الطّلاب، وهي تساهم بشكل أو بآخر بتهيئتهم لمستقبلهم في التّعليم العالي والبناء المجتمعي؛ ولكن لو نظرنا أعمق، نرى أن المواضيع الفنية لا تقلّ عنها أهمية، فهي تشجع الطلاب، وبالذات صغار السنّ منهم، على تطوير مهاراتهم التفكيرية، وكذلك تنمية الهوايات وطرق التفكير الخلّاقة التي من شأنها أن تنتج جيلًا واعيًا قادرًا على التعامل مع شتّى المشكلات والعواقب بطرقٍ أنجع.
من المؤسف أيضًا أن كثيرًا من المدارس في مجتمعنا اليوم تقيّم الطّالب حسب تحصيله الدّراسي، والذي يؤدي بدوره للتعامل مع الطالب نظرًا لمستواه التحصيليّ، وتخلق في الجو المدرسيّ نوعًا من التّنافس الغير مُجدٍ، والذي لا يعود بفائدة على الطّلاب إنما يشكّل بينهم المسافات وعدم التّرابط. على عكس هذا التّسلسل الهرميّ في مستويات الطّلاب التّحصيلية، فإن تشجيع مواهبهم وهواياتهم قد تساهم بتغيير نظرتهم لأنفسهم ونظرة الآخرين إليهم.
ومن هذا المنطلق، أرى وأؤمن بأن مسؤولية المربّين والمعلمين في سلكهم التعليمي تكمن باكتشاف مواهب الطّلاب وهواياتهم الفنيّة بما فيه منفعة لهم أولاً ولمحيطهم ومجتمعهم ثانيًا. فنحن اليوم بحاجة ماسة للعقول المنيرة المفكّرة، وللشخصيات الخلّاقة الغير تقليدية، بحكم كوننا نعيش في مجتمع وإطار لا يحفّزنا بالشكل الكافي للظهور والنجاح، وهذه العقول والشخصيات قد تنمو وتتطور في حال قدّمنا لها الدّعم اللازم في سبيل إثبات ذاتها، والإيمان بقدراتها ومواهبها المختلفة.
طالبة عمل إجتماعي
باقة الغربية
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net