الأخبار العاجلة

Loading...
إصابة ثلاثة أشخاص إثر حادث طرق وقع اللّيلة الماضية في بلدة كفرمندا (قبل 2 ساعة )حالة الطّقس: أجواء غائمة جزئيًا لطيفة ويطرأ انخفاض طفيف على درجات (قبل 2 ساعة )جسر الزرقاء: اصابة شاب بجراح متوسطة اثر تعرضه لاطلاق نار (قبل 6 ساعة )نتنياهو يرد على رئيس الشاباك في المحكمة: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل (قبل 8 ساعة )الجيش الإسرائيلي يشن غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (قبل 10 ساعة )ام الفحم: اصابة رجل بجراح متوسطة اثر تعرضه لاطلاق نار (قبل 12 ساعة )اندلاع حريق هائل في وادي القلط بين اريحا والقدس خلال تواجد مئات المتنزهين والعمل على انقاذهم (قبل 12 ساعة )حماس: تعيين حسين الشيخ تكريس لنهج التفرد وتجاهل لأولويات شعبنا (قبل 13 ساعة )اللد: اتهام شابين بقتل قصي أبو رقيق (قبل 14 ساعة )مفوض الشرطة يشيد بإحباط مخطط اغتيال في بلدة اكسال ويؤكد على استمرار مكافحة الجريمة في المجتمع العربي (قبل 16 ساعة )الحوثيون: استهدفنا قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ باليستي فرط صوتي (قبل 16 ساعة )أجواء معتدلة مع ارتفاع طفيف على درجات الحرارة الأحد (قبل 21 ساعة )برشلونة يتوج بلقب كأس ملك إسبانيا على حساب غريمه التقليدي ريال مدريد (قبل 1 يوم)القدس: مصرع عامل إثر سقوطه من جدار الرام أثناء محاولة دخول العمل (قبل 1 يوم)عكا: إنقاذ 6 أشخاص بعد انفجار وحريق بشقة سكنية (قبل 1 يوم)اكسال: مقتل شابين واصابة اخرين بجراح خطيرة بعد تبادل اطلاق نار مع الشرطة| الشرطة: احبطنا خلية اجرامية (قبل 1 يوم)"حماس" تعلن انفتاحها على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل "دون إلقاء السلاح" (قبل 1 يوم)الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط وجندي واصابة 6 اخرين خلال المعارك بقطاع غزة (قبل 1 يوم)اصابة شاب بجراح خطيرة بحادث انزلاق دراجة نارية على شارع 805 قرب سخنين (قبل 1 يوم)بأجواء من التسامح والتآخي: عقد راية الصلح بين عائلتي صبيح ودهامشة في كفركنا بعد عدة جرائم قتل  (قبل 1 يوم) كتائب القسام تنشر: "عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه الجيش الإسرائيلي قبل عدة أيام (قبل 1 يوم)بضمانات دولية.. حماس تقدم هدنة طويلة مقابل انسحاب كامل وتبادل شامل للأسرى (قبل 1 يوم)إصابة رجل (56 عامًا) بجراح متوسطة إثر تعرضه لجريمة عنف قرب مفرق الرامة (قبل 1 يوم)7 أطعمة نباتية تغنيك عن اللحوم وتمنحك القوة (قبل 1 يوم)برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاذ مخزونه المخصص لغزة ويحذر من مجاعة تهدد مئات الالآف (قبل 1 يوم)الناصرة: إصابة رجل بجروح متوسطة إثر سقوطه عن علو 7 أمتار (قبل 1 يوم)تراجع في أسعار الذهب اليوم وسط هبوط مؤشر البوصة (قبل 1 يوم)عمليات اقتحام واسعة يتخللها دمار هائل في مدينة طولكرم ومخيّميها (قبل 1 يوم)نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا هذه اللّيلة بين برشلونة وريال مدريد (قبل 1 يوم) بدء الاستعدادات لمراسم دفن جثمان البابا فرنسيس في كنيسة سانتا ماريا بالعاصمة روما (قبل 1 يوم)

سلمان ناطور.. غادرتنا سريعًا/ بقلم: ب.جوني منصور

كل العرب
نُشر: 19/02/16 09:02,  حُتلن: 11:30

ب.جوني منصور:

لا يتوقف مشروع سلمان عند عملية جمع الروايات الشفوية، بل ينقلنا إلى مرحلة بناء الحافظة لهذه الذاكرة من خلال نقلها إلى الأجيال الشابة بوجه خاص

سيُكتب الكثير ويُقال الكثير عن سلمان، لا بأس في ذلك فقامةٌ مثله تستحق كل هذا.. لكن بنظري مسألة "الذاكرة" تبقى الأكثر شغلا لمن يرغب في الغوص عميقا في لجج بحر نصوص سلمان ناطور

ذاكرة سلمان مغروسة ومجبولة في دمه ورئتيه وقلبه ووجدانه... اعتبر الذاكرة قوة مخزونة في موروث الشعب الفلسطيني لا يمكن للغازي ان يسلبها منه مهما كانت الظروف الزمنية...

لا تزال صدمة رحيل سلمان ناطور مستولية عليّ منذ أن سمعت خبر موته المفاجئ يوم الاثنين الماضي 15 شباط 2016. كانت اخر مكالمة هاتفية أجريتها معه في نهاية الشهر الماضي بنية التحضير لأمسية تكريمية له يرغب نادي حيفا الثقافي تنظيمها في شهر شباط الحالي، لكنه وبكلماته الهادئة وروحه العالية طلب تأجيلها "بذريعة" اجتيازه عملية صغيرة في إحدى عينيه. فوافقته على أن اتواصل معه في وقت لاحق. فكان موعدنا في يوم شؤم وحزن، يوم فراق صديق ورفيق عن هذه البسيطة...


وأثناء تشييعه في قريته دالية الكرمل ووسط حشد غفير من المشيعين له في طريقه الأخير، استرجعت في مخيلتي شريط ذكريات لي معه... حين عرفت سلمان شخصيا كان ذلك في شتاء 1994 أثناء حديثه عن الذاكرة التي تخصنا كشعب باق على أرضه وفي وطنه، وأهمية التمسك بهذه الذاكرة... سحرني الرجل بصورة لم اعتد عليها من قبل... بالرغم من أني قرأت له مقالات كثيرة في الاتحاد والجديد وبالعبرية أيضا... لكن أن تسمع صوت سلمان شيء مختلف... الصوت والكلمة والنبرة والحركة اليدوية الخفيفة تعيد السامع إلى الزمن التاريخي، وإن لم يكن مولودا فيه... أعني إلى ما جرى في العام 1948... هذا هو سلمان الذي أعادنا بطريقة النص الأدبي إلى ذاك الحدث المؤسس الذي اعتبره نقطة مفصلية في تاريخ الأمة، متجاوزا كل التعقيدات البحثية والنظرية والاحصائية ليقول كلمة حول موضوع "الذاكرة".
ترافقت وسلمان لمدة عقد من الزمن ابتداء من الالفية الثالثة.. حيث كنا نسافر مرة في الشهر أو كل شهرين إلى رام الله لأشغال بحثية ولقاءات مع أدباء وشعراء ومهتمين بالهم الثقافي الفلسطيني... وأنا اقر بأنه أتاح لي الفرصة للتعرف على عشرات منهم، وعلى عدد كبير من مؤسساتنا الوطنية الناشطة في الضفة الغربية... ولأن الرحلة من حيفا إلى رام الله تستغرق ساعتين وأكثر في كل اتجاه ، كنا نتجاذب أطراف الحديث من قصص وحكايات ونكات على أنواعها ونتناقش في السياسة والشأن العام والهم الفلسطيني... وخلال رحلتنا هذه كنا معا نعد أسماء القرى والبلدات الفلسطينية الواقعة على الطريق أو بالقرب منه حتى نصل إلى مشارف رام الله... عدد القرى التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية كبير جدا، لدرجة أننا كنا نذرف الدمع على ما آل إليه الأهل أصحاب هذه القرى والبلدات، وما حل بهم من تشتت وتمزيق...
خلال هذه الرحلة اكتشفت سلمان، وعرفت أي موضوع يشغله حتى النخاع... وعرفت لماذا؟ إن "الذاكرة" التي تملكت عليه جعلته يبحث في زوايا وخفايا التاريخ الشفوي عن قصص المعاناة والأمل، التشتت واللقاء، الحزن والفرح... اتخذ الرجل المشقق الوجه دليلا له، بل دليلا لفلسطين كلها... وعلامة رمزية لهذا الصراع الذي يعيشه الفلسطيني كل يوم في حياته باحثا في الصحراء عن بارقة أمل يعيد بواسطتها بناء ما دمر، والعودة إلى حيث يجب أن يكون هذا الانسان، إلى أرضه ووطنه وذكرياته.
لم تكن الذاكرة عند سلمان موضوعا للتسلية، إنه العلاقة بل الرابط بين لافلسطيني وماضيه الذي يبغي الغزاة سلبه، ليبقى بدون أي ماض بعد أن سلب الغزاة أرضه وأملاكه وطردوه.
ذاكرة سلمان مغروسة ومجبولة في دمه ورئتيه وقلبه ووجدانه... اعتبر الذاكرة قوة مخزونة في موروث الشعب الفلسطيني لا يمكن للغازي ان يسلبها منه مهما كانت الظروف الزمنية...
ولا يتوقف مشروع سلمان عند عملية جمع الروايات الشفوية، بل ينقلنا إلى مرحلة بناء الحافظة لهذه الذاكرة من خلال نقلها إلى الأجيال الشابة بوجه خاص، وإلى الأجيال المستقبلية لتكون ناقوسا يقرعوه بوجه الطغاة والمتغطرسين سالبو الوطن وما فيه.
لهذا، فإن ذاكرة سلمان هي ذاكرة شعبه، وهي أداة لمواجهة محاولات الطمس الثقافي ونشر فكر كره وجلد الذات.. إنها – الذاكرة - وصفةٌ للحفاظ على هذا الموروث والحيلولة دون ضياعه...
سيُكتب الكثير ويُقال الكثير عن سلمان، لا بأس في ذلك فقامةٌ مثله تستحق كل هذا.. لكن بنظري مسألة "الذاكرة" تبقى الأكثر شغلا لمن يرغب في الغوص عميقا في لجج بحر نصوص سلمان ناطور...
سأفتقدك سلمان... و"ذاكرتك" باقية فينا ما بقي العمر وما بعده...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة