للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
د.حسين الديك في مقاله:
أصبحت المصالحة الفلسطينية قضية اقليمية تجاذبت فيها عدة دول وعواصم اقليمية من الدوحة الى الرياض والقاهرة وأنقرة
المصالحة هي القضية المعلنة والتي يتحدث بها الجميع ويحاول الجميع الوصول اليها في الظاهر والعلن، ولكن هناك قضية اخرى وهي المصلحة لم يتحدث عنها أحد ولم يناقشها أحد لأنها أمر متاح وواقع
اكتسب موضوع المصالحة الفلسطينية زخما قويا في الشارع الفلسطيني منذ سنوات، وأخذ حيزا كبيرا في الفضاء الاعلامي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولم يقتصر الامر على الداخل الفلسطيني بل أصبحت المصالحة الفلسطينية قضية اقليمية تجاذبت فيها عدة دول وعواصم اقليمية من الدوحة الى الرياض والقاهرة وأنقرة ، ولكن في المحصلة لم يتغير أي شيء ولم يحدث اي اختراق حقيقي في هذا الموضوع بل بقي الوطن المحتل مقسما وبقي الشعب الفلسطيني حائرا ويعاني الامرين من هذا الانقسام الجغرافي والسياسي.
فالمصالحة هي القضية المعلنة والتي يتحدث بها الجميع ويحاول الجميع الوصول اليها في الظاهر والعلن، ولكن هناك قضية اخرى وهي المصلحة لم يتحدث عنها أحد ولم يناقشها أحد لأنها أمر متاح وواقع، ولكن المصلحة بحاجة الى دراسة وتوضيح ، مصلحة من ؟؟ هل هي مصلحة الوطن ؟ ام مصلحة المواطن ؟ ام مصلحة القضية ؟ ام مصلحة الاسرى ؟ ام مصلحة اللاجئين ؟؟ ام مصلحة الارض ؟؟ ام مصلحة القدس ؟؟ ام مصلحة الشباب الذي يعاني من الحرمان والتهميش ؟؟ مصلحة من؟ .
المصلحة ليست مصلحة كل ما ذكر اعلاه ، ولكنها مصلحة الاشخاص ومصلحة المتنفذين في الاحزاب ومصلحة الجماعات ومصلحة المتنفذين ومصلحة المستفيدين من هذا الانقسام ، مصلحة الزبائنية والشللية ، والمصلحة الشخصية لامراء هذا الانقسام، فالمصلحة مقدسة ومقدمة ومفضلة على المصالحة ولذلك لن ينتهي الانقسام بل سوف يستمر ويطول الى اجل غير معروف ، والخاسر الاكبر من هذا الانقسام هو الشعب والقضية والوطن .
تقديم المصلحة على المصالحة في عنوان هذا المقال المصلحة أم المصالحة يأتي تعبيرا عن الواقع الموجود في الحالة الفلسطينية ، فالمصلحة أولا والمصلحة ثانيا والمصلحة اخرا ، وأما المصالحة فلا نرى لها وجود في اي ترتيب وفق الاجندة الحالية ، ولكن هناك لاعب مهم ينتظر ولم يتحرك ليفرض المصالحة وهو الشعب ، فلن تتحقق المصالحة اذا لم يتحرك هذا اللاعب ، بل ستبقى المصلحة هي السائدة وسيبقى الانقسام مستمرا ، ومن هنا فان المسؤولية في تحقيق المصالحة هي مسؤولية الشعب ، لان من يتحاورن يتحاورن فقط على المصلحة ولا يتحاورون على المصالحة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net