منعت السلطات المصرية بمنفذ العوجة البرى بوسط سيناء السماح شاحنة إسرائيلية من تفريغ حمولتها من شحنة "تحف وزخارف" واردة من إسرائيل نظرا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الإشعاع بها وتحفظت عليها.
وقد أكدت مصادر الشرطة المصرية بمنفذ العوجة التجاري ان الشاحنة الإسرائيلية رقم 99784 قيادة سائق عربي إسرائيلي يدعى عزيز أبو منشار وصلت من الجانب الإسرائيلي إلى ميناء العوجة التجاري في حوالي الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر الأحد ومحملة بتحف وزخارف وخلال عبورها على بوابة الكشف المخصصة بأجهزة الكشف عن الإشعاع بميناء العوجة.
وقد أطلقت أجهزة الكشف عن الإشعاع صفارات الإنذار على الشاحنة الإسرائيلية خلال الكشف عليها فيما تحفظت الأجهزة الأمنية المصرية على الشاحنة لمعرفة مصدر الإشعاع الصادر من البضائع التي تحملها الشاحنة والتي تقدر حمولتها بثلاثة أطنان و220 كجم تحف معبأة في 297 كرتونه قادمة من إسرائيل.
يذكر أن الشركة المصدرة لهذه المنتجات تدعى شركة "السلام" لصناعة الزجاج والزخرف بمدينة الخليل بالضفة الغربية وكانت البضائع المضبوطة في طريقها لإحدى الشركات المصرية ومقرها بحي العمرانية بالجيزة.
هذا وتقوم الأجهزة الأمنية المصرية بميناء العوجة بالتحفظ على الشاحنة الإسرائيلية التي تحمل المواد المشعة لحين صدور تقرير من الجهات الأمنية المصرية يفيد بمدى درجة الإشعاع الوجود بالبضائع القادمة من الجانب الإسرائيلي وفى اغلب الأحيان ترفض مصر هذه الشحنة وتعيدها فورا مرة أخرى إلى الجانب الإسرائيلي.
يشار إلى أن المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة كان حذر من خطورة الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا النووي الموجود في صحراء النقب وجاء في مذكرة عممها على الدول العربية ان هذه الإشعاعات تؤثر بصورة سلبية ومباشرة على جميع الكائنات الحية سواء كان الإنسان او الحيوان والنبات في المناطق القريبة من المفاعل.
وأوضحت مذكرة الأمم المتحدة ان العديد من الدراسات والأبحاث التي أجرتها مراكز الرصد المتخصصة أكدت وجود تسرب إشعاعي نووي من مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي اثر تعرض المفاعل لمشكلات وأعطال فنية مؤخرا بسبب انتهاء  العمر الافتراضي للمفاعل النووي الذي أقيم عام 1964 بدعم وتمويل من فرنسا مشيرة إلى ضرورة قيام الدول العربية المجاورة لفلسطين باتخاذ إجراءات فاعلة للحد من الأخطار الناجمة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي بعد ان أصبحت هذه الدول عرضة للتأثير بتلك الإشعاعات.
الجدير بالذكر ان التهديد الخطير الذي يشكله مفاعل ديمونا نظرا لوجود احتمالات كبيرة لحصول تسربات إشعاعية منه مما اضطرت حكومة إسرائيل قبل عامين إلى اتخاذ قرار بتوزيع حبوب مضادة للمواد المشعة على سكان البلدات الإسرائيلية المجاورة للمفاعل.