للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
د.منذر عزام:
رغم التعقيدات الكثيرة نجحنا بتحقيق أكبر نسبة حمل في البلاد وتغلبنا على عقبة الفيروس الذي يحمله الأزواج المعالَجون
بعد تشخيص حامل الفيروس عند احد الزوجين، نتيقن في الوحدة أنه يتلقى العلاج المقاوم للفيروس الذي يقلل نسبة الفيروس في الدم إلى الصفر
عادةً ما يحضر الزوجان لطبيب النساء والولادة للاستشارة والعلاج حول عقبات في إنجاب أطفال أو للاطمئنان على سلامة الجنين، ولا تتسع السماء لفرحتهما إذ يبشرهما الطبيب بالحمل وبسلامة الجنين، فالبنون زينة الدنيا.
د.منذر عزّام
وفي حياته المهنية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، زفّ الطبيب المعروف أخصائي الطب النسائي وخبير العقم والإخصاب بالأنابيب الدكتور منذر نسيم عزام (57 عاما) من شفاعمرو مثل هذه البشائر لمئات بل آلاف الأزواج الذين زاروا عيادته، لكن ذروة سعادته كانت عندما نجح على رأس طاقم أطباء "وحدة الإخصاب الصناعي- خارج الجسم IVF (ما عُرف سابقاً بالإخصاب بالأنابيب)، وهي الوحدة الوحيدة من نوعها في مستشفيات البلاد، في زف بشرى إنجاب أطفال معافين لأزواج يحملون فيروس الايدز HIV وفيروسات الكبد (بي وسي).
وبعد ست سنوات فقط على إقامة الوحدة، تمت ولادة 84 طفلاً معافى لأهالٍ يحملون هذا الفيروس ما يعتبر في عالم الطب إنجازاً خاصاً يضاف إلى سلسلة انجازات يحققها التطور العلمي. ونجح د.عزام والأطباء المرافقون في ابتكار طريقة تؤمّن ولادة طفل معافى تعتمد أساساً على تنظيف البويضات والحيوانات المنوية من الفيروس قبل عملية إخصاب البويضة، وعندها يصبح الجنين نقيًّا تماما من الفيروسات.
وجاءت إقامة هذه الوحدة في مستشفى رمبام بقرار من المحكمة العليا قبل ست سنوات التي استجابات لالتماسات نساء يحملن الفيروس وغيرهن ممن يعانين أمراضا وبائية مزمنة رفضت مراكز الإخصاب معالجتهن خشية انتقال العدوى. ونجحت الوحدة في فترة قصيرة جداً في ابتكار طريقة العلاج الجديدة لتحظى عشرات العائلات بأطفال معافين، فيما تنتظر عشرات العائلات الأخرى مواليدها خلال الفترة القريبة. ويقول الدكتور منذر عزام، الذي سبق أن استفادت من خبراته مستشفيات مختلفة في أنحاء البلاد وكتب مقالات في هذا المجال في مجلات وصحف محلية وعالمية، إن الحديث يدور عن وضعية طبية معقدة للغاية، خصوصا أن معدل أعمار النساء اللواتي يخضعن لعلاج الولادة هو 36 عاما، وهو جيل يفترض أن يؤثر على فرص النجاح، إضافة الى تعقيدات العملية وسيروتها، مع ذلك نجحنا بتحقيق أكبر نسبة حمل في البلاد وتغلبنا على عقبة الفيروس الذي يحمله الأزواج المعالَجون.
ويشرح عزام أسس العلاج قائلاً: "بعد تشخيص حامل الفيروس عند احد الزوجين، نتيقن في الوحدة أنه يتلقى العلاج المقاوم للفيروس الذي يقلل نسبة الفيروس في الدم إلى الصفر..وفي المرحلة المقبلة تتم عملية الإخصاب، إذ يتم غسل الجنين المخصَّب عدة مرات للتأكد من أنه لا يحمل بقايا الجرثومة، كل ذلك من خلال تأمين أعلى ظروف التعقيم"، مضيفاً أن مختبر الوحدة منفصل تماماً عن سائر مختبرات المستشفى.
وأشار د. عزام بارتياح إلى نجاح الابتكار وإلى حقيقة أن الوحدة التي يديرها باتت العنوان الوحيد للمعالّجين حملة فيروس الايدز والكبد، بعد أن أُغلقت أمامهم أبواب مراكز الإخصاب الأخرى التي خشيت انتقال عدوى الفيروس إليها أو التي عجزت عن إيجاد علاج ملائم. وأعرب د. عزام عن سعادته البالغة بنجاح الوحدة في تحقيق أمنية الأبوّة والأمومة لمئات حاملي فيروس الايدز بفضل تطور التكنولوجيا والطب، "وفي كل مرة يأتينا أزواج للعلاج وننجح في زف البشرى لهم بأنه بمقدور المرأة الحمل وولادة أطفال معافين، أكون في قمة سعادتي".