الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 26 / نوفمبر 13:02

مجزرة كفرقاسم- أما آن الأوان لدولة اسرائيل لتقديم الإعتذار؟/ عيساوي فريج

كل العرب
نُشر: 27/10/16 10:55,  حُتلن: 14:33

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

النائب عيساوي فريج في مقاله:

جرح كفرقاسم سيبقى ينزف ما دام الإعتراف وتحمل المسؤولية لم يصلهما بعد من الدولة

الاجواء تدعو للتساؤل هل تنظر الدولة الينا كمواطنين أم اعداء؟ إلى أين ستأخذنا هذه العنصرية والكراهية؟

اسرائيل قتلت مواطنيها وعليها تحمل المسؤولية والإعتذار، لقد حان الوقت، أنتم دولة قوية إقتصاديًا وعسكريًا واقتصاديًا، فممن تخافون؟!

ستون عامًا والجراح لن تندمل بعد... ستون عامًا والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ترفض الاعتراف بالمسؤولية التامة على المجزرة التي نفذها الجيش بحق أناس عزّل، من مواطني الدولة الأبرياء، بحق 49 شهيدًا من كفرقاسم، حتى أنها ترفض تقديم الاعتذار الرسمي لعائلات الشهداء والجرحى ولكفرقاسم.

الشهداء الـ 49 يوحدون الوطن، ووحدوا كفرقاسم هذا العام بمرور 60 عامًا على المجزرة، في المدارس وفي رياض الاطفال وفي المركز الجماهيري وفي الشوارع وفي المساجد وفي كل مكان، لا حديث لدى الناس سوى تخليد ذكرى المجزرة والشهداء.

الجميع من كبير الى صغير يتوق لمعرفة المزيد والمزيد عن المجزرة سواء من قبل شهود العيان او من الجرحى او من ابناء واحفاد الشهداء، انها رسالة يجب الحفاظ عليها ونقلها من جيل الى آخر.

"بانوراما الشهيد" الذي تم افتتاحه يوم الثلاثاء خير دليل على اننا لن ننسى، وبنفس الوقت لا نريد الانتقام، نحن اصحاب الوطن والارض، نريد أن نعيش مواطنين اصحاب حقوق متساوية في هذه الدولة، وعلى الحكومة تذويت ذلك بالافعال وليس فقط بالاقوال والتصريحات الرنانة.

لكن مع كل هذا التفاؤل الذي احمله معي منذ المجزرة التي عشت هولها انا شخصيا بفقدان اقرباء واحباء كثيرين الذين بفضلهم انا موجود في الحياة، ويشاطرني به الناجون وابناء واحفاد الشهداء، الا أن ما نشاهده اليوم من اجواء عنصرية وكراهية وتمييز لا زال مستمرًا، وإن اختلفت ادواته.

ها هو وزير الأمن افغدور ليبرمان يعود ويكرر أجندته الترانسفيرية ضد سكان أم الفحم، وضد العرب، وتلك وزيرة "الثقافة" ميري ريجف تسلط جام كراهيتها على تامر نفار الذي يغني قصائد محمود درويش، وتفرض الحرمان على المسارح التي تخالف مواقفها اليمينية المتطرفة... وغيرهما من المسؤولين الاسرائيليين الذين يتحفوننا بتصريحات لا تعمل سوى على نفث السموم وزيادة الكراهية.


هذه الاجواء تعيدني الى ما أدلى به شالوم عوفر وهو احد المتهمين الرئيسيين بمجزرة كفرقاسم، والذي كان رئيس كتيبة انذاك، قال في شهادته:" التعليمات التي كانت بحوزتي كانت تقول: "يجب عليّ قتل كل عربي أصطدم به في نطاق مهمتي.

لقد أسمعونا دائمًا أن العرب هم أعداء الدولة وهم بمثابة الطابور الخامس فيها. أعلمونا أن سياسة الحكومة كانت طرد العرب من قراهم، وذلك كي لا تعاني الدولة من الأعداء في داخلها.

ولذلك نُفِّذت العمليات بدخول الجيش الى القرى العربية لإطلاق الرصاص وقتل الناس والتسبب بهربهم".

تلك الكراهية والحقد والعنصرية وسياسة الإلغاء التي سادت الأجواء قبل 60 عامًا، تواصلت في يوم الأرض الخالد عام 1976 والتي سقط فيها 6 شهداء، ومن بعدها في احداث اكتوبر 2000 والتي سقط فيها 13 شهيدًا، اضافة الى مقتل نحو 50 مواطنا عربيا منذ عام 2000 حتى يومنا بيد الشرطة الإسرائيلية، لا زالت هي نفسها في الشوارع والمدارس وفي ملاعب كرة القدم والتي تستمد سمومها من المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية امثال ليبرمان وريجف العنصريين.

هذه الاجواء تدعو للتساؤل هل تنظر الدولة الينا كمواطنين أم اعداء؟

الى أين ستأخذنا هذه العنصرية والكراهية؟

أين وجهتنا مع الدولة؟

هذا الاسبوع ارسلت رسالة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالبته فيها بالإعتراف بمسؤولية الدولة على مجزرة كفرقاسم وتقديم الاعتذار لأبناء واحفاد الشهداء والمصابين ولكل أهل كفرقاسم.

اسرائيل قتلت مواطنيها وعليها تحمل المسؤولية والإعتذار، لقد حان الوقت، أنتم دولة قوية إقتصاديًا وعسكريًا واقتصاديًا، فممن تخافون؟!

جرح كفرقاسم سيبقى ينزف ما دام الإعتراف وتحمل المسؤولية لم يصلهما بعد من الدولة.

آن الأوان لأن يشعر ابناء واحفاد وعائلات الشهداء أن مرحلة جديدة من المواطنة السليمة قد بدأت، فهل هذا بمستحيل؟!

النائب عيساوي فريج، عضو لجنة التوجيه العليا في اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى الـ 60 لمجزرة كفرقاسم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة