الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 01:02

سيناريوهات ما بعد حلب/ بقلم: المحامي محمد أبو ريا

كل العرب
نُشر: 14/12/16 10:02,  حُتلن: 10:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 المحامي محمد أبو ريا:

سقطت حلب، ولم يعد نظام الأسد ليملك منذ سنوات أي ورقة لاستثمارها سواء كانت عسكرية او سياسية

 سياسيا فإنني لا أستبعد كذلك أن تقوم روسيا، بالتخلّص من الأسد، بالاتفاق مع جزء من المعارضة، تضمن فيها الأخيرة المصالح الروسية

الفترة القصيرة القادمة، حتى الربيع القادم، ستكون حاسمة، إما باتجاه تسوية، أو باتجاه تصعيد لا يعرف الحدود، لتشمل المواجهات عمليات ثأر سنية ضد العلويين والشيعة في سورية ولبنان

ما كانت حلب لتصمد كلّ هذه السنواتِ، لولا الدعم المالي السعودي والعسكري التركي للفصائل المقاتلة فيها ضد قوات الحرس الثوري الإيراني ومليشياته الطائفية، وأبرزها حزب الله وجيش الحشد الشعبي(جحش) والعراقية والأفغانية الأخرى، التي تُقدّر أعدادها ب 70000 مقاتل، والقوات الروسية، وخاصة الجوية، وقوات الأسد، وما كانت لتسقط لولا تخلّي تركيا عنها، ومقايضتها بملف الأكراد، التي سلّمت بموجبها تركيا حلب للروس والمجوس، مقابل تخلي هؤلاء عن دعم الأكراد لضرب وحدة الأراضي التركية، ولولا خلافات الفصائل التي كانت آخرها على من يقود جيش حلب.
أما وقد سقطت حلب، ولم يعد نظام الأسد ليملك منذ سنوات أي ورقة لاستثمارها سواء كانت عسكرية او سياسية، فقد انفتح المشهد الذي كان جامدا لسنوات على مصراعيه، ليشمل الاحتمالات التالية:


1. فهو لن يستقر للأسد وإنما سيتخذ شكلاً مغايرا لما قبل سقوط حلب، الذي تميّز سابقا بتمسُّك الفصائل المعارضة برقعة من الأرض، هي حلب، مما أتاح حصارها وضربها بالبراميل والطيران السوري والروسي، أما اعتبارا من الآن فصاعدا، فلن يمتلك الطيران شرعية المنطق لقصف احياء لا تتمسّك بها الفصائل المعارضة.
2. وبناء على ما تقدّم، فإنني أتوقع بعد حلب حرب عصابات، تعتمد الكر والفر على كامل الأرض السورية، يكون فيها سلاح الجو الروسي معطّلا لعدم امتلاكه الأهداف الثابتة لضربها، مما يتيح للفصائل المعارضة استنزاف جميع القوات التي تعمل ضدّها على الأرض السورية.
3. أما سياسيا فإنني لا أستبعد كذلك أن تقوم روسيا، بالتخلّص من الأسد، بالاتفاق مع جزء من المعارضة، تضمن فيها الأخيرة المصالح الروسية، وعلى رأسها قاعدتها البحرية في طرطوس، ما دامت تعلم علم اليقين، أن السوريين لن يقبلوا بعد الآن حكم آل الأسد، وأنها غير مستعدة لخوض حرب غير محدودة من حيث السقف الزمني لأجل آل الأسد. لأن روسيا توظّف الآخرين لخدمة مَصالِحِها، وهي ليس على استعداد ليوظّفها الآخرون، خاصة إذا كانوا طائفيين، لا يهمهم بلدهم، لأجل تثبيت كرسيّهم الرئاسي.
4. كذلك إيران، التي تورّطت في الدفاع عن آل الأسد، لأجل أجندات إيرانية، فإنها لن تخوض حرب آل الأسد إلى ما شاء الله، خاصة إذا تقدمّت روسيا باتجاه تسوية ما، فإنها هي كذلك، ستكون جزءً من هذه التسوية، التي أراها ممكنة.
5. وفي حال تعرقلت أمور التسوية، فإنني أتوقع أن تتوسع رقعة الاشتباكات لتشمل كامل الأرض السورية كما أسلفت، وربما تنزلق إلى اللبنانية لحصار طرابلس لبنان، كما حلب، بعد أن تكون شهية إيران الطائفية قد انفتحت، للتخلّص من كل المراكز المدنية السنيّة في سورية ولبنان.
6. ومهما يكن من أمرٍ، فإن الفترة القصيرة القادمة، حتى الربيع القادم، ستكون حاسمة، إما باتجاه تسوية، أو باتجاه تصعيد لا يعرف الحدود، لتشمل المواجهات عمليات ثأر سنية ضد العلويين والشيعة في سورية ولبنان، الذين لولاهم، ولولا انخراطهم في خدمة الأجندة الإيرانية، لما سقطت حلب، ودفع أهلها الثمن، بسقوط آلاف الضحايا، وهدم المدينة الشرقية عن بكرة أبيها.
7. وأكرر كذلك ما قلته منذ سنوات، لقد استغل آل الأسد العلويين لأجل تثبيت حكمهم، وإذا لم يتوصل الأطراف لتسوية، تشمل رحيل نظام الأسد، فإن الطائفة العلوية مرشحة لدفع ثمن خدماتها لآل الأسد، كذلك الطائفة الشيعية في لبنان، التي لم تتصرف إزاء الأزمة السورية من منطلق عروبي، وإنما كأداة وظيفية لإيران، ورّطت المقاومة في معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل، لأجل تثبيت حكم آل الأسد، ففقدت حاضنتها السنية اللبنانية والسورية والعربية، ولم تعد حركة مقاومة، بقدر ما هي وظيفية ضمن الحرس الثوري الإيراني، وأتوقع في حالة فشل التوصل لتسوية، يرحل فيها نظام الأسد، أتوقع أن تصلها عمليات الثأر السنية.
8. وباختصار شديد، فقد نفّذ "محور المقاومة"، ما لم يحلم به كيان الأبرتهايد والولايات المتحدة في أحسن أحلامهما، دون أن يخسرا دولارا واحدا أو جندي واحد، فدمّر "محور المقاومة" سورية، ولو كان الروس والإيرانيون حكماء، لاستبدلوا الأسد منذ البداية، ولما تورّطوا في فيتنام جديدة، تملّصت منها الولايات المتحدة، ووقعت فيها إيران وروسيا.
9. سقوط حلب ليس النهاية، إلّا عند الذين يطربون على نصرهم على شعبهم، ويعتقدون أن سقوط حلب نهاية المطاف، بعد أن نسوا، أو تناسوا أنّ النصر في نهاية المطاف حليف الشعوب، ولن يكون حليف الأنظمة، ولو ربحت أكثر من معركة، خاصة نظام الأسد، الذي لولا التدخل الإيراني ومليشياته وروسيا، لسقط منذ سنوات، بينما ما زال يسجل الانتصارات، ويرتكب الجرائم بحق شعبة، بواسطة غزاة استقدمهم لحماية نظامه، بينما هم جاؤوا لأجل مصالح بلدانهم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة