للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
روزانا بومنصف في مقالها:
لو ان أوباما باشر فور تسلمه مهماته قبل ثماني سنوات إبراز إرادة في حل أزمة المنطقة
قبل أسابيع من إعلان كيري رؤيته لم يخف ديبلوماسي مطلع أمضى أياما قليلة في العاصمة اللبنانية، أن المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين انتهت
لا يمكن تجاهل الجزء المتعلق بتبرئة إدارة أوباما أو ربما كيري وحده ذمته في هذا الإطار، إذ إن عرضه لرؤيته قبيل أقل من شهر على مغادرته منصبه لا يعدّ أكثر من "إرث" ينوي أن يتركه
لقي الخطاب الذي ألقاه قبل أيام قليلة من نهاية السنة وزير الخارجية الأميركية جون كيري حول رؤيته لحل النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي تأييدا من عدد من الدول الحليفة على غرار فرنسا مثلا، وعربيا كالاردن ومصر، في الوقت الذي لن يكون اي أهمية لرؤية وزير خارجية مغادر بعدما فشلت الادارة التي كان جزءا منها في تسويق هذه الرؤية او المساعدة في تنفيذها، وكان فشلها ذريعا على هذا الصعيد، ولو ان أوباما باشر فور تسلمه مهماته قبل ثماني سنوات إبراز إرادة في حل أزمة المنطقة. والتأييد لكيري عمليا جاء من فرنسا التي اعتبرت خطوته شجاعة، فيما هي تحاول أن تعقد مؤتمرا للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين منذ بعض الوقت، ومن المرجح أن تجري محاولة لذلك مطلع السنة الجديدة، بحيث تعيد إحياء هذا المسار أو تضيء عليه اهتماما دوليا فقده كليا منذ الخلاف الاسرائيلي مع الوزير كيري في 2014، ومن الاردن ومصر لكونهما لا يمكن أن يهملا رؤية عملتا من أجلها، علما أن الجميع بات يدرك أن حل الدولتين الذي حذر كيري من أن يكون في خطر فعلي قد يكون تمهيدا لإعلان وفاة هذه الرؤية، أو خطوة أولى على هذه الطريق، أو لكون هذه الرؤية انتهت فعلا. إذ قبل أسابيع من إعلان كيري رؤيته لم يخف ديبلوماسي مطلع أمضى أياما قليلة في العاصمة اللبنانية، أن المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين انتهت، وان المشكلة ان المجتمع الدولي لا يرغب في أن يقرّ بذلك علنا، نظرا الى ما قد يعتبر فشلا ذريعا للاسرة الدولية بأسرها، في الوقت الذي ليس هناك بديل مطروح حاليا لما هو متداول، أي حل الدولتين. وفي أثناء لقاء مع وزير الخارجية الاردني السابق مروان المعشر في بيروت، في إطار لقاءات عقدتها أخيرا مؤسسة "كارنيغي" للسلم الدولي الشهر المنصرم والمعشر نائب الرئيس للدراسات في المؤسسة، لم ير أن انتظار الوقت الملائم لحل الدولتين في محله لانه لن يأتي بناء على أن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ليسا مستعدين او جاهزين لذلك، باعتبار أن الجانب الإسرائيلي ممثلا بحكومة بنيامين نتنياهو كرر مرارا وعلنا موقفه في هذا الاطار، فيما الفلسطينيون على انقسامهم، ولا يخفي المعشر شعوره أن الوقائع الميدانية ليست في طور التغير، بل قد تكون تغيرت فعلا، بحيث قد يكون حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية متعذرا غدا.
لا يمكن تجاهل الجزء المتعلق بتبرئة إدارة أوباما أو ربما كيري وحده ذمته في هذا الإطار، إذ إن عرضه لرؤيته قبيل أقل من شهر على مغادرته منصبه لا يعدّ أكثر من "إرث" ينوي أن يتركه، خصوصا في ضوء الموقف الاميركي الذي أتاح صدور قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، من دون ان توقف الولايات المتحدة هذا القرار باستخدام الفيتو، مما ساهم في تصاعد وتيرة الخلافات مع الادارة الاميركية المغادرة التي رغبت في تسجيل مواقف لافتة قبيل رحيلها، إن في اتجاه الموقف من الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي في شأن إدانة الاستيطان او في شأن الموقف من روسيا لتدخلها في الانتخابات الاميركية. والخطوة الاولى المتعلقة بالتعبير عن رفض الاستيطان وحل الدولتين تضع الكرة في ملعب اسرائيل التي لم تكن على ودّ مع الرئيس اوباما ولا مع وزير خارجيته في هذا الموضوع، لكن هذه الخطوة معطوفة على الخطوة التي اتخذها أوباما بطلب ترحيل 35 ديبلوماسيا روسيا (قالت روسيا ان 96 ديبلوماسيا سيغادرون اميركا) ليستا بعيدتين من تسجيل مواقف وتوجيه رسائل في اتجاهات متعددة، قد يكون أبرزها في اتجاه الادارة الاميركية الجديدة التي تعطي مؤشرات مهادنة وتراخ في هذه المواقف، على نقيض السياسة التي اعتمدتها الادارة المغادرة. فهناك نوع من التناقض ان لم يكن من التصادم بين ادارة راحلة واخرى تستعد لتسلم مهماتها، على نحو لا يخفي معالم الصراع الداخلي الاميركي الذي يتفاقم على وقع مواقف متضاربة لهذه المسائل. فترامب وجّه رسالة الى اسرائيل لكي تصمد في انتظار 20 من الشهر المقبل، وكأنه سيأتي لإنقاذها من رؤية الادارة الراحلة في ظل تساؤلات عن المقاربة التي سيعتمدها للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، علما أن لا قيمة فعلية لرؤية كيري إذا لم يتم تبنيها ومتابعتها، وهذا أمر مشكوك فيه بالنسبة الى خلفه، وكذلك الامر بالنسبة الى قرار مجلس الامن، ولو انه سابقة، في الوقت الذي لا تقيم اسرائيل اي اهمية لقرارات المنظمة الدولية، بل تستهين بها. يضاف الى ذلك ان موقف الرئيس الاميركي من المنظمة الدولية التي اعتبرها للترف وتمضية الوقت، من شأنه مساعدة اسرائيل على تفريغ قرار مجلس الامن من مضمونه، وهو الامر الذي سهل لاسرائيل قيامها بحملة شعواء على ادارة اوباما الراحلة من دون أي حسابات أو تبعات يمكن أن تحصدها نتيجة لذلك. ومع أن هذا القرار كان في غير مصلحة اسرائيل في نهاية سنة 2016، فإن الرؤية لحل الدولتين، والتي حذر كيري من تهاويها، أطلقت إنذارا بأن لا حل مرتقبا أو قريبا يمكن التعويل عليه للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، بل المزيد من استبعاد أي حلول ممكنة.
نقلا عن صحيفة النهار
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net