الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 04:02

أيّ دعم خارجي، ولأي دولة؟/عبد الوهاب بدرخان

كل العرب
نُشر: 08/03/17 09:03,  حُتلن: 09:10

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

عبد الوهاب بدرخان:

ينصبّ الاهتمام على دعم الجيش اللبناني، ودعم الجهد الداخلي لمكافحة الارهاب، فضلاً عن التخفيف من الأعباء الناجمة عن نزوح نحو مليون ونصف مليون سوري

لعل انتفاء أي احتمالٍ لحرب اسرائيلية – سورية، وتحوّل سوريا ساحة تنازعٍ للمصالح الخارجية واستهدافٍ للنفوذ الايراني، يفسران عودة لبنان والصواريخ المخزّنة في جنوبه وبقاعه الى دائرة الاهتمام الاميركي - الاسرائيلي

في ضوء ما هو معلن، يحاول زوار لبنان من اميركيين واوروبيين وعرب استكشاف الجديد من المتغيّرات والخيارات، في ظل الحكم الجديد، وتقدير المساعدة التي يمكن أن يقدّموها للبلد.

بديهي أنهم لا يستطيعون اقتراح قانون انتخاب يعجز الوسط السياسي عن انتاجه، لكنهم يتعاملون مع المخاطر التي يرون أن معظمها يأتي من تمدّدات الأزمة السورية. لذلك ينصبّ الاهتمام على دعم الجيش اللبناني، ودعم الجهد الداخلي لمكافحة الارهاب، فضلاً عن التخفيف من الأعباء الناجمة عن نزوح نحو مليون ونصف مليون سوري. وفي خلفية هذه التوجّهات الثلاثة لا يمكن تجاهل العبء الأكبر الذي يشكّله سلاح "حزب الله" الذي جعل لبنان رهينة أجندة ايرانية باتت، أكثر من أي وقت مضى، موضع رفض دولي واقليمي.

مع ترحيب الجانب اللبناني بهذا الإقبال الخارجي، وبالاستعداد لدعم الجيش وقدراته، إلا أن أكثر ما يتمنّاه ويتوقّعه أن يكون هناك دعم للاقتصاد وعودة للاستثمارات. فالحُكم مقتنع بأن الوضع "طبيعي"، طالما أن سلاح "المقاومة" ودورها مكمّلان لدور الجيش وسلاحه، وبأن عناصر الاستقرار متوافرة لكنها تحتاج فقط الى مساعدة لتفعيلها. المؤكّد أن الاميركيين والاوروبيين والعرب لا يؤيّدون هذا الاقتناع، ولا يرَون أي ضمان للاستقرار في ظل سلاح "حزب الله" أو في ظل توازن بينه وبين الجيش، لكنهم يُفاجَأون على غير العادة بحُكم مسكون بهذا "الحزب" وأيديولوجيته الى حدّ تجاهل أي تداعيات للصراع الدولي - الايراني على لبنان.

هذا لا يعني أن الجانب الآخر، وتحديداً الاميركي، يريد فعلاً تجنيب لبنان هذه التداعيات، خصوصاً اذا كانت مفتوحة على حرب اخرى مع اسرائيل. فخلافاً لإرادة الدولة اللبنانية كان الاميركيون ارتضوا سابقاً الإرادة الايرانية بإبقاء الجنوب بؤرة صراع اسرائيلي - ايراني (- سوري) بديلة من حرب اسرائيلية - سورية (- ايرانية). لم يضغطوا على اسرائيل لإغلاق ملفات ترسيم الحدود قطعاً لذرائع الاحتكاك، وأبقوا تسليح الجيش اللبناني تحت أدنى معاييرهم للتفوّق الاسرائيلي، وكل ما يعرضونه الآن يُبقي تسليح الجيش أدنى من تفوّق "حزب الله". ولعل انتفاء أي احتمالٍ لحرب اسرائيلية – سورية، وتحوّل سوريا ساحة تنازعٍ للمصالح الخارجية واستهدافٍ للنفوذ الايراني، يفسران عودة لبنان والصواريخ المخزّنة في جنوبه وبقاعه الى دائرة الاهتمام الاميركي - الاسرائيلي.
كل ما يُقال عن دعم لبنان ضد المخاطر قد يكون في بعضٍ منه صحيحاً، غير أن الجهات الخارجية تربط بين الارهاب والنزوح والأمن السياسي، وتعتبر أن دورها يتوقف على الخيارات التي تتبنّاها الدولة، ولذلك تتساءل: أي دولة، أو أي مستوى فيها؟ لم يعد سرّاً لأحد أن "المقاومة" فتحت "دولة" موازية على حسابها، وأدّى تورّطها في سوريا الى اجتذاب الارهاب والتسبّب بالنزوح، وهي تسعى الآن الى الاندماج بالجيش المراد دعمه وإلى الهيمنة على الدولة الممثلة بالرئاسة والحكومة والمراد أيضاً مساعدتها.

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة