الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 09:02

المعسكر الديمقراطي القلق..خط غير واضح/ بقلم: محمد قدح

كل العرب
نُشر: 13/07/17 16:26,  حُتلن: 14:01

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

محمد إبراهيم قدح في مقاله:

يظهر من خط التحالف الّذي يرسمه النائب أيمن عودة، بأن المعسكر الديمقراطي ليس بمعسكر ثالث

هو معسكر يشمل "ميرتس" والقائمة المشتركة وربما "المعسكر الصهيوني" أيضًا و "يش عتيد" وكل من هو قلق من سياسة بيبي نتنياهو

خلافا لما يقوله عودة بأن الحديث ليس عن إطار برلماني، يبدو من حديثه أن هذا المعسكر هو بالأساس تعاون بين كل أحزاب المعارضة لإسقاط حكومة اليمين، وإن كان ذلك عن طريق بلورة حراك شعبي

السؤال الّذي يُطرح: هل تفضل أحزاب اليسار والوسط تحالفًا كهذا (مع المشتركة) على حكومة اليمين؟!

ما يقلق حزبي العمل و "يش عتيد" هو بالأساس عدم وجودهما في الحكم وإمكانية حصول تغيّر ديموغرافي في أعقاب فشل حل الدولتين

مفارقة أخرى نجدها في حديث عودة عن "نموذجين" للمعسكر الديمقراطي، أولهما المشاركة العربية-اليهودية في مسيرة العودة إلى قرية الكابري، وثانيهما مظاهرة "السلام الآن" في تل أبيب

معادلة "المعسكر الديمقراطي" مشوبة كما أشرت بعدة مفارقات، وما زال اثنان من عواملها مجهولين: الأول مركبات المعسكر، والثاني كيف سيعمل هذا المعسكر لتحقيق مبتغاه

منذ مطلع العام الحالي، تحدث النائب أيمن عودة في مناسبات مختلفة، بداية في ندوات شعبية ولاحقا في مظاهرات وخطابات عديدة، عن ضرورة إقامة "معسكرٍ ديمقراطي". قائلاً (في المظاهرة المنددة بسياسة هدم البيوت في تل أبيب): هنالك معسكر "قومي" يميني و"معسكر صهيوني" ونحن نقيم معسكرًا ديمقراطيًا. تبع ذلك نشر مقال له بعنوان "من أجل إقامة معسكر ديمقراطي".

من خطابه يُفهم بأن الحديث يدور عن معسكر ثالث، يطرح نفسه بديلا للمعسكرين القومي والصهيوني، غير أن معالم وهوية هذا المعسكر لم تحدد.

في مقاله، يقول بأن "المعسكر الديمقراطي" ليس بإطار برلماني أو انتخابي وإنما حركة شعبية تُجمع على مناهضة الاحتلال والتحريض ضد الجماهير العربية، تعزيز الهامش الديمقراطي، الخ.. وتضع نصب عينيها هدف تغيير الحكم وإسقاط حكومة اليمين.

ثم يتابع قائلا، بأنه من الضروري أن يكون إلى جانب الخط الذي يفصل المشتركة عن غيرها ويحافظ عليها، خط آخر يربط بين كل من يسعى لتغيير الحكم. فبرأيه، رغم الخلاف الأيديولوجي والسياسي مع أحزاب اليسار والوسط الصهيوني -الّتي يصف عودة أيديولوجيتها "بالخطر الاستراتيجي" على الأقلية العربية في مستهل مقاله- إلا أن الخلاف هذا لا يمنع إقامة تحالف ديمقراطي معها، لإسقاط اليمين. ذلك لأن كلا الطرفين (العرب واليسار- الوسط الصهيوني) لا يستطيع أحدهما القيام بمهمة "دحر اليمين" دون الاستعانة بالآخر.

يظهر من خط التحالف الّذي يرسمه عودة، بأن المعسكر الديمقراطي ليس بمعسكر ثالث. إنما معسكر يشمل "ميرتس" والقائمة المشتركة وربما "المعسكر الصهيوني" أيضًا و "يش عتيد" وكل من هو قلق من سياسة بيبي نتنياهو- هكذا يصفه أيمن عودة نفسه: "المعسكر القلق".

وخلافا لما يقوله عودة بأن الحديث ليس عن إطار برلماني، يبدو من حديثه أن هذا المعسكر هو بالأساس تعاون بين كل أحزاب المعارضة لإسقاط حكومة اليمين، وإن كان ذلك عن طريق بلورة حراك شعبي. فحديث عودة عن عدم قدرة كلا الطرفين تحقيق الهدف لوحده، وتذكيره بأهمية وجدوى "الجسم المانع" الّذي شكلته الأحزاب العربية إبان حكومة رابين، يعكس رغبة بتحالف مشابه، ويؤكد بأن "المعسكر الديمقراطي" هو بالأساس تحالف برلماني لأحزاب المعارضة.

السؤال الّذي يُطرح: هل تفضل أحزاب اليسار والوسط تحالفًا كهذا (مع المشتركة) على حكومة اليمين؟!
لا يبدو بأن هنالك رابين جديد في تلك الأحزاب يرغب بذلك. في الانتخابات الأخيرة لم يفكر هرتسوغ بتحالف كهذا ولو فكر ما كان ليجد له شركاء. "يئير لبيد" استهل دورته الأولى في الكنيست بالتصريح: "لن نقيم جسما مانعا مع الزُعبيز". ولعل انتخاب آفي غباي هذا الأسبوع رئيسا لحزب العمل، بُعيد استقالته من حزب "كولانو" ومن منصبه كوزير في حكومة نتانياهو، يؤكد أن حزب العمل أقرب إلى "كولانو" ولربما حتى إلى الليكود منه إلى القائمة المشتركة.

ربما تتشارك أحزاب المعارضة في "القلق" من استمرار اليمين في الحكم وتخليه عن حل الدولتين. لكن ما يقلق حزبي العمل و "يش عتيد" هو بالأساس عدم وجودهما في الحكم وإمكانية حصول تغيّر ديموغرافي في أعقاب فشل حل الدولتين. فهل للمشتركة مصلحة باستبدال الليكود بالعمل؟ وهل مجرد حديث هرتسوغ ولبيد عن "انفصال" عن الفلسطينيين بذريعة "الخطر الديموغرافي" يجعلهما شركاء درب للمشتركة؟

مفارقة أخرى نجدها في حديث عودة عن "نموذجين" للمعسكر الديمقراطي، أولهما المشاركة العربية-اليهودية في مسيرة العودة إلى قرية الكابري، وثانيهما مظاهرة "السلام الآن" في تل أبيب. ربما قد شارك نشطاء يهود وعرب من الجبهة و "ميرتس" في الفعاليتين، لكن ماذا عن المعسكر الصهيوني الّذي شكل الأغلبية في تل أبيب؟ هل يقبل فكرة مسيرة العودة؟! هذه النقطة رغم أنها قد تبدو هامشية، إلا أنها تفضي إلى سؤال مركزي: ممن يتكون "المعسكر الديمقراطي"؟

معادلة "المعسكر الديمقراطي" مشوبة كما أشرت بعدة مفارقات، وما زال اثنان من عواملها مجهولين: الأول مركبات المعسكر، والثاني كيف سيعمل هذا المعسكر لتحقيق مبتغاه. رغم ذلك، فإن النائب عودة فتح الباب بطرحه هذا لنقاش هام لم يأخذ مساحة كافية من قبل، وهو النقاش حول كيفية ومدى التعاون بين المشتركة (كأي كتلة برلمانية) مع تيارات وقوى سياسية أخرى – دون عُزلة ودون انصهار.

النائب السابق باسل غطاس عبر في مقاله "المشتركة إلى أين؟" عن امتعاضه من سياسة عودة وطرحه هذا، واعتبره تهديدا بالقضاء على المشتركة. لكن غطاس لم يسهب في هذا النقاش، بل أوسع عودة ومن يدينون بفكرته ذمًا، وانتقد رجوع زملائه إلى "موديل مخاتير السلطة". دون تقديم خط بديل، لذلك الخط غير بيّن المعالم، الّذي رسمه عودة للمعسكر "القلق"!

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة