الأخبار العاجلة
يثرب سعيد في مقالها:
بداية يكون بعض الأزواج في ظل علاقة متينة لكن هناك مسافات بعيدة بينهم، تتلاشى الملامح الزوجية الصادقة التي تفتقدها بعض البيوت والأزواج في فترتنا هذه
يلجأ الطفل للانعزال عن أهله وأصدقائه بل أيضاً مجتمعهويصبح لدى الطفل تخوف من الناس، ليفقد قدرته على التعامل مع المجتمع الصغير داخل الأسرة، أو المجتمع الكبير
زيادة المشاكل والمشاجرات أمام الأولاد يعقد مقارنات مستمرة بين أسر زملائهم وبين أسرتهم المفككة التي يفقد أحيانا بسبب الوضع القائم أحد الطرفين
البيت ليس جدار حديدي، الزوج ليس قيد ابدي، البيت هو الجسد والروح للزوجين والاولاد أعمدته، أساساته هي الاحترام والحب والتفاهم، المرأة هي الروح والعطاء والرجل هو الدفء
الطلاق الصامت جريمة ضحاياها أناس أبرياء، قد يكون سببه الأهل حين لا يساندون ابنتهم، أو الزوجين حين يفضلان بناء جدار مؤلم صلب يحول بينهما وبين مواجهة وضعهما الزوجي المتعثر
إنها علاقة منتهية الصلاحية، لا يعرف أحد الأزواج كيفية الخروج منهاوإنهائها باي طريقة. ليبقى مرتبطا اجتماعيا من اجل المجتمع والترابط الاسري، خشية من واقع المطلقة والمطلق.
تبدأ هذه الظاهرة من الخلافات والمشاجرات الزوجية بتراكم المشاكل ودون فضها بشكل كامل بل تبقى صيغة الحلول السلمية بين الطرفين قائمة، وبنفس الوقت فلا تصل العلاقة بين الزوجين الى الطلاق الحقيقي وهذا مرتبط باعتبارات عديدة منها؛ مستقبل الأولاد وكلام الناس والعائلة والقرية.. الخ.
ويتجه أحدهما الى عالمه وميولة الخاصة لكي يحافظ على العلاقة مظهرا ويهرب من الواقع المعاش.
فتكون النتيجة من روعة العلاقة أمام الناس فقط، ولكن في الداخل انقطاع تام شبيه بخيوط عنكبوت ممزقة.
بداية يكون بعض الأزواج في ظل علاقة متينة لكن هناك مسافات بعيدة بينهم، تتلاشى الملامح الزوجية الصادقة التي تفتقدها بعض البيوت والأزواج في فترتنا هذه، اذ تعاملهم الواحد للأخر شكلي وهذا واجبي اتجاهك ومهتمي وامشي معك بها لأننا شكليا زوجين ولنا حق على بعضنا بحسب الدين والعرف والتقاليد من جهة ومخافة كلام الناس من جهة ثانية. وهذا لا ينكر حقيقة أن الأزواج يعيشون في حالة من الطلاق الصامت أو العاطفي بين الأزواج فهو واقع موجود في مسرح حياتنا الحالية والمستقبلية، صور ومشاهد كثيرة لحياة زوجية يغيب عنها التفاهم والحب والألفة،اذأصبحت تعتمد على دائرة المشاجرة والعنف العاطفي الذي يحتاجه الطرفين من بعضهما ويغيم جو سماءهم.
وزيادة المشاكل والمشاجرات أمام الأولاد يعقد مقارنات مستمرة بين أسر زملائهم وبين أسرتهم المفككة التي يفقد أحيانا بسبب الوضع القائم أحد الطرفين، فإنهم لا يمكن أن ينموا بشكل سليم وطبيعي إلا في ظل بيئة أسرية صحية أم تحتضنهم وأب يرعاهم، وهم بطبيعتهم لا يميزون بين الأبوين ولا يفضلون أحدهما على الآخر، فكلاهما مهم وأساسي للحصول على التوازن في حياة الأولاد.
كما أن الطفل بحاجة ملحة لكل ظروف الحب والحنان والعطف كما يحتاج إلى عناصرالشجاعة والقوة. وفي غياب البيت الطبيعي المشبع بالحب والتفاهم ينشأ الأطفال نشأة غير سوية، ويصبحون أكثر عرضة للأمراض النفسية كانفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات والعجز عن اتخاذ القرارات المناسبة.
إن الأبناء وهم يقفون يوميا على أرض من الألغام المتفجرة ويحترقون بشظاياها يتشربون المشاعر السيئة ويتجرعون مرارة الحياة باستمرار،هنا يبدأ الطفل بالبحث لإيجاد مكان أمن يلجأ اليه، ولو كان رجلا او امراه من بيئته او خارجها ليأمن احتياجاته مما يفقده،وهذا ما يؤدي احيانا الى انحراف الاولاد لمشاكل بالغة الخطورة ومما يسمى بالانحلال الاسري والاخلاقي.
يلجأ الطفل للانعزال عن أهله وأصدقائه بل أيضاً مجتمعهويصبح لدى الطفل تخوف من الناس، ليفقد قدرته على التعامل مع المجتمع الصغير داخل الأسرة، أو المجتمع الكبير.
أن الطفل يلجأ احياناً للعنف تجاه نفسه، ويحاول أن يؤذي نفسه، ويتلذذ بأن يلعب دور الضحية وهذا ما يجعله يتجه لممارسة أي نوع من العنف تجاه نفسه، حيث يتجه الطفل إلىالتدخين وعدم الذهابللمدرسة، أو يعمل أي أمر يناقض تعليمات أهله.
وتتمظهر حالات التفكك الأسري عند المقارنات بين الأزواج القريبة والمحيطة بهم التي نراها في الواقع وفي مواقع التواصل الاجتماعي.وهذه المقارنات غالبا ما تكون على شكل حوار نفسي داخلي حول أسئلة عديدة منها؛ لماذا انا وأسرتي اقل منهم؟ لماذا انا لا يوجد لدي بيت مثل بيت صديقتي؟ لماذا لا يتذكر عيد زواجنا مثل صديقه؟ والاسئلة تعود للرجل وتتراكم التساؤلات والتشبيهات والتمنّ بين بعضهم وكأن أحد الطرفين مفضل على الأخر كونه كان الملاك بنظره، يلجأ كل منهما ليضاجع عالمه ورغباته لوحده ويبقى في هذا الحال إلىأن تأتي معجزة كونية ليعودا تحت سقف واحد أو يعودا إلى حالتهم الاجتماعية العزوبية.
والأكثر سوءا هو أنانية أحد الطرفين وهو يريد كل شيء لنفسه، لا يعلم أن الحياة الزوجية مبينة على اساس المحبة والمودة بين كل الطرفين وليست علاقتهم فقط تتعلق بالواجبات تجاه كل منهما وتجاه أفراد أسرتهم وفي بعض الأحيان لا أريد أنأقول غالبا أن أحد الأطراف يستعمل الأولاد كشاهد عيان على تصرفات الطرف الأخر، ليكون الطفل قاضٍ بينهما أو يكون المنحاز مع الطرف الذي يراه على حق.
إذن الطلاق الصامت جريمة ضحاياها أناس أبرياء، قد يكون سببه الأهل حين لا يساندون ابنتهم، أو الزوجين حين يفضلان بناء جدار مؤلم صلب يحول بينهما وبين مواجهة وضعهما الزوجي المتعثر، لكن يظل المجتمع مسؤولاً حين يتجاهل هذه الظاهرة الموجعة رغم إفرازاتها التي ستثقل مؤسساته فيما بعد. وأصحاب الاختصاص من علم الاجتماع والنفس، والإعلاميون، والباحثون، والمثقفون، والدعاة، مسؤولون كذلك حين لا يقفوا وقفة جادة أمام هذه الظاهرة التي تؤدي بالأسرة إلى التخبط والانحراف عن المقصد الحقيقي للزواج وهو المودة والرحمة والسكن والعيش بكرامة واحترام وأمان.
البيت ليس جدار حديدي، الزوج ليس قيد ابدي، البيت هو الجسد والروح للزوجين والاولاد أعمدته، أساساته هي الاحترام والحب والتفاهم، المرأة هي الروح والعطاء والرجل هو الدفء.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency