للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أسيل شريف:
عندما تأكّدت بأنّ مستقبلي هو في هذه المهنة قررت أن أشارك أهلي وكحال المجتمع كانت النظرة الاولى مستغربة من اختياري للطبخ بالذات
خلال دراستي في الجامعة حزت على عدّة ميداليات منها برونزية وأخرى ذهبية، كما وأني في إحدى المسابقات حصلت على أفضل طالب
أطمح للوصول إلى النهائيات في البرنامج مع أنّ المنافسة قوية جدًّا
أطمح في المستقبل القريب للعمل في مطعم حائز على نجوم ميشلين
السيدة إيناس شريف:
آمل أن يحقق كل ما يتمناه في المستقبل وأن يصل إلى مكانة مرموقة في هذا المجال وأنا أراه أفضل شيف في العالم
لا يتردد أبناء الناصرة في ان يرفعوا اسمها عاليا في أي مكان أو مناسبة، أسيل شريف أحد أبناء هذه المدينة الذي يتداول اسمه بكثرة في الفترة الاخيرة. أسيل شريف (27 عامًا) مشترك في أهم برنامج للطهي في الوطن العربي Topchef، والذي يعرض على قناة الـMBC، البرنامج الذي سيتوج في آخره أفضل شيف "مش أي شيف" في الوطن العربي. تميّز أسيل من خلال الأطباق التي قدّمها منذ بداية البرنامج وحتّى اليوم بالطابع العربي، والفلسطيني على وجه التحديد من خلال المكونات التي يتعمّد استخدامها في أطباقه لإبراز هويّته الشرقية فيها، مثل الطحينة والهيل والميرامية والتي أخذ لجنة الحكّام من خلالها إلى وطنه دون تأشيرة. فهل سنرى أسيل في نهائيات البرنامج؟ ما هي الصعوبات التي واجهها، كيف يرى نفسه في هذه المهنة مستقبلا، وأسئلة كثيرة أجاب عنها شريف خلال لقائنا معه.
التسجيل للبرنامج ولحظة قبوله
أسيل: "رشّحني للبرنامج الشيف جوني جوريك والذي أكن له كل احترام، بعد أن رأي فيّ موهبة وقدرات تؤهلني لأن أكون أحد المشتركين في توب شيف، وبالفعل تسجّلت وانتظرت النتيجة، وبعد أن تلقّيت خبر قبولي للبرنامج كانت من أجمل اللحظات في حياتي، إذ أني أخترت من بين الكثير من المتسجّلين".
نظرة المجتمع إلى الطبخ كمهنة لشاب، ورأي الأهل
في البداية عندما كنت أخطو أولى خطواتي في هذا المجال كان المجتمع لا زال يرى الشاب الذي يمتهن الطهي بنظرة استغراب، ولكنّ اليوم النظرة مختلفة جدًّا إذ أصبح الناس أكثر انفتاحا على مهنة الطهي من زاوية مختلفة وأكثر تقبّلًا.
عندما تأكّدت بأنّ مستقبلي هو في هذه المهنة قررت أن أشارك أهلي وكحال المجتمع كانت النظرة الاولى مستغربة من اختياري للطبخ بالذات، ولكن عندما شرحت لهم ما هو المستقبل الذي أخطط له وما هي الامور التي أستطيع أن أفعلها لأني أحب هذا المجال، كانوا إلى جانبي ودعموني في مسيرتي، ومن هذا الدّعم أخذت كل القوّة الممكنة لأبدأ بالمهنة التي أحلم أن أحقق فيها الكثير"
بداية المشوار
اكتشفت حبّي للمطبخ بعد أن أنهيت مدرستي الثانوية، سافرت فترة إلى أمريكا وبعد عودتي بدأت بالعمل في عدة مطابخ في مقاه في البلد، وهنا بدأت أشعر بأنّ المطبخ يجذبني نحوه من كل الجوانب، حتّى أنّي لم أكن أتردد في أن أدخل إلى المطبخ وأساعد والدتي في إعداد الطعام في مناسبات مختلفة، وبعد فترة من عملي في المطبخ تأكّدت بأنّ هذا بالضبط ما أريده وشعرت بأنّ عليّ أن أطوّر من مهاراتي في الطبخ. فكانت الخطوة التالية أنّي تسجّلت للأكاديمية الملكية السويسرية لفنون الطهي في عمان، وفي هذه المرحلة بدأ حلمي بأن أصبح طاهيا مشهورا ومعروفا يكبر أكثر وأكثر وأخذت عهدا على نفسي بأنّي سأصل إلى مراحل متقدّمة جدًّا في هذه المهنة ليصبح لديّ اسم ومستقبل مهم فيها.
خلال دراستي في الجامعة حزت على عدّة ميداليات منها برونزية وأخرى ذهبية، كما وأني في إحدى المسابقات حصلت على أفضل طالب top student، بالإضافة إلى كل ذلك فإنّي تخرّجت من الاكاديمية مع مرتبة الشرف.
خلال دراستي في الاكاديمية في السنة الاولى بالتحديد، وبعد أن أنهيتها بتفوق، تمّ اختيار عدّة طلاب للمشاركة في تدريب في هونج كونج، وكنت من الطلاب الأفضل الذين اختيروا لهذا التدريب الذي استفدت فيه الكثير واكتسبت خبرات ساعدتني في مسيرتي في هذه المهنة.
بعد تخرّجي من الأكاديمية عرض عليّ المدير ان أعمل في الجامعة وأن أدرّب طلاب جدد وأن أكون مسؤولا عن المطبخ هناك، وبالفعل عملت لمدة عام كامل وكانت البداية التي فتحت لي طريقا جديدة وأوسع في مهنة الطهي.
أسيل شريف
تجربته في برنامج الطهي وتحديات واجهها وشعوره بالظلم
تجربة مشاركتي في برنامج توب شيف كانت تجربة غنية ومميزة، واستطعت أن أضيف من خلالها الكثير من الخبرات، بالذات من الطهاة الذين تواجدوا في لجان التحكيم كضيوف شرف في البرنامج مع لجنة الحكم الرئيسية في البرنامج، إذ أنّ اختلاف الخلفيات التي حضر منها كل طاه أغنتنا جميعا في البرنامج بالإضافة إلى الملاحظات التي كانت تدعمنا وتعطينا دفعة إلى الامام. إضافة إلى ذلك فإنّي اكتسبت أصدقاء جدد وهم المشتركين معي من دول عربية مختلفة كل يطهو على طريقته وتمازجت اللهجات والنكهات والمذاقات التي أغنتني بشكل كبير، ومن يدري قد نشترك في حدث مهم مستقبلا يجمعنا.
ومن التحديات التي واجهتها في البرنامج كانت صعوبة الأماكن التي كنا نقوم بعمل التحديات فيها منها الصحراء بالإضافة إلى البعد عن الاهل والضغط الذي كنا نتعرض له في كل تحد واختبار لضيق الوقت.
اللحظات الجميلة في البرنامج لا تنسى، ولكن إذا أردت الحديث عن لحظة شعرت بها بالظلم في البرنامج هي عندما كنا في تحدّ كان موضوعه نكهات من بلدنا، كل مشترك أختار ان يقدّم طبقا مميزا من بلده، وأنا قررت تقديم طبق حلى وهو حلاوة الجبن، كان طبقي الأفضل بين جميع المشتركين ولكني لم أفز بالتّحدي لأنّي كنت بين الفريق الأضعف، شعرت بالسعادة والحزن بنفس الوقت، ولكن ما أفرحني حقًّا هو وقوف لجنة الحكم جميعهم وصفقوا لي وقالوا لي بأنّ طبقي كان الأفضل في هذا التّحدي، وهذا زادني فخرًا أولا لأنّي قدّمت طبقا من بلدي على أفضل وجه وثانيا لأنه ليس من السهل أن يقف لي مجموعة من أفضل الطهاة ويصفون طبقي بأنه الأفضل.
أسيل في النهائيات
للحقيقة أنا أطمح للوصول إلى النهائيات في البرنامج مع أنّ المنافسة قوية جدًّا، ولكنّي سأبذل جهدَا مضاعفا كي أصل إلى النهائيات لأني أرى بأنّي أستحق ذلك. البرنامج يخبئ الكثير من المفاجآت وقد تكون الافضل اليوم وفي الأسبوع المقبل الأسوأ، ولكنّي مؤمن بقدراتي وبتقنياتي في الطهي لذلك أرى نفسي أستحق أن أكون بين المنافسين على اللقب.
المثل الأعلى في الطبخ
خلال مسيرتي القصيرة في هذا المجال انكشفت على ثقافات عديدة من خلال طهاة كثر حول العالم، وحاولت أن أكتسب قدر الإمكان الخبرات من كل مكان أتواجد به. ولكن هناك طاهيان أعتبرهما مثلي الأعلى في هذا المحال وهما الشيف محمد أورفللي من الوطن العربي والشيف غوردون رامزي عالميا، حيث تعلّمت من تجربتهما التي كان بها الكثير من العقبات إلى أن وصلوا إلى ما هم عليه اليوم.
المستقبلان.. القريب والبعيد
أنا أطمح في المستقبل القريب للعمل في مطعم حائز على نجوم ميشلين، حيث أنّ المطاعم الحائزة على هذه النجوم مصنّفة من أفضل المطاعم في العالم، ولا يستطيع العمل في مثل هذه المطاعم إلا الجدير بذلك، كما انّي أحلم بالعمل في مطعم بالعمل في مطعم الينيا "Alinea" وهو في أمريكا وهو مضنّف ضمن أفضل 15 مطعما في العالم وحائز على 3 نجوم من شركة ميشلين العالمية. أما في البعيد، فطموحي كبير جدًّا، ولكن أكثر ما سأركّز عليه هو أن أصبح مالك مطعم باسم "ايناس" وهو اسم والدتي وأنا أعرف أنّي سأحقق هذا الحلم يومًا ما.
أسيل شريف ووالدته
وفي حديث مع السيدة إيناس شريف والدة أسيل قالت: "أنا فخورة بابني لأبعد الحدود، وأعتقد أني نجحت في أن أخرج للمجتمع شابا خلوقا في المرتبة الاولى وشيف ناجح وصل إلى ما يريده ليس بسهولة في المرتبة الثانية، عندما ذهب ليدرس هذا الموضوع في الأكاديمية، تغيّر كثيرًا إذ أصبح إنسانا أكثر التزاما وأكثر مسؤولية ويعرف تماما ما يريد من هذه الحياة. الطهي بالأساس هي هواية لدى أسيل وعمل على تطويرها لتصبح مهنته وهي شغفه بالحياة، أنا أرى بأنّ أسيل سيبدع في هذا المجال لأنه يحب ما يفعل، وكل شخص يختار مهنة يحبها يستطيع ان يصل من خلالها إلى اماكن جدّ بعيدة".
وأكملت: "أنا صديقة أسيل لست أمّه فحسب، وأشجعه دائما لأني أؤمن بموهبته وبقدراته، وأعرف أنّ البرنامج بسبب الضغط وبعده عنا والأماكن التي يتواجد بها في كل تحد كانت صعبة ولم تبرز كل ما عنده وقدراته الحقيقية إذ أنّ لديه الكثير بعد ليقدّمه، آمل أن يحقق كل ما يتمناه في المستقبل وأن يصل إلى مكانة مرموقة في هذا المجال وأنا أراه أفضل شيف في العالم".
وفي نهاية اللقاء شكر الشيف أسيل شريف موقع العرب وصحيفة كل العرب، وتمنّى للجميع بمناسبة الأعياد المجيدة عاما سعيدا وسالما، كما وشكر متابعيه عبر منبر العرب.