الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 21:02

المطلوب قائمة مشتركة لخدمة المجتمع العربي... وليس العكس/ أحمد حازم

كل العرب
نُشر: 07/02/18 12:38,  حُتلن: 15:09

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أحمد حازم:

المطلوب في انتخابات الكنيست المقبلة قائمة مشتركة تكون مصلحة المجتمع العربي في سلم أولوياتها وليس المطلوب جماهير عربية لخدمة القائمة المشتركة

 اختلاف الأحزاب مع بعضهم البعض وتحالفهم في قوائم (لمصالح حزبية) طوال عشرات السنين، سبب واضح في تدني نسبة الإقتراع في المجتمع العربي أي ابتعاد الكثير من الناخبين عن صناديق الإقتراع

 كل مركب في القائمة له إيديولوجية خاصة به لا يتقبلها مركّب آخر، والدليل على ذلك الغيوم الكثيرة التي شهدها جو القائمة منذ فترة نشأتها ولا سيما بعد المشكلة (الفضيحة)التي سببها باسل غطاس (التجمع) والتي أدت إلى سجنه

عندما بدأت الخلافات تظهر بين مركبات القائمة المشتركة، قلت في نفسي إن "الفيروس" بدأ في الإنتشار في جسم هذه القائمة، التي ادعت أن ولادتها كانت نتيجة إجماع عربي، وبذلك بدأت القائمة حياتها بالكذب على المواطن، لأن هذه الولادة كانت قيصرية. يقولون في الطب ان الولادة القيصرية تتم عادة لتفادي خطر قد يهدد المرأة الحامل. و(السياسة) هي المرأة الحامل في المجتمع العربي والتي وضعت مولوداً غير ناضج أسموه القائمة المشتركة. وهذه القائمة في حقيقة الأمر رأت نور الحياة بسبب قرار نتنياهو رفع نسبة الحسم في الإنتخابات، لأن الأحزاب الأربعة لم تكن لتتوحد لولا هذا القرار.
رغم اختلافي مع بعض مكونات القائمة المشتركة، إلا أني أعترف من جهة أخرى بوجود علاقات صداقة قوية تجمعني مع بعض أعضائها. وأعنرف أيضاً بأني كنت من الذين دعموا وأيدوا وانتخبوا القائمة المشتركة. وكنت وقتها أمام خيارين: إما انتخاب القائمة اعتقادا مني بأن ذلك يصب في المصلحة العربية، وإما مقاطعتها. ورأيت نفسي مندفعا في الاتجاه الأول، وكتبت حينها مقالاً في هذا الاتجاه. لكن هذا لا يعني أني مع القائمة في كل ممارساتها.
كنت أعرف مسبقاً أن القائمة ستواجه مشاكل بين مركباتها بسبب اختلاف الأفكار والنهج، بمعنى أن كل مركب في القائمة له إيديولوجية خاصة به لا يتقبلها مركّب آخر، والدليل على ذلك الغيوم الكثيرة التي شهدها جو القائمة منذ فترة نشأتها ولا سيما بعد المشكلة (الفضيحة)التي سببها باسل غطاس (التجمع) والتي أدت إلى سجنه.

قد يخيل للبعض اننا ضد القائمة المشتركة، والعكس هو الصحيح. فلو تشكلت هذه القائمة من البداية نتيجة إجماع عربي حقيقي لكنا أول من وقف إلى جانبها. لكن اختلاف الأحزاب مع بعضهم البعض وتحالفهم في قوائم (لمصالح حزبية) طوال عشرات السنين، سبب واضح في تدني نسبة الإقتراع في المجتمع العربي أي ابتعاد الكثير من الناخبين عن صناديق الإقتراع. وبكل صراحة نقولها بصوت عال ان المصالح الحزبية هي التي أجبرت مكونات القائمة على (الوحدة) ظاهرياً من أجل البقاء في الكنيست، وليس الإجماع العربي، لأنهم لو خاضوا الانتخابات منفردين لا يستطيعون عبور نسبة الحسم. وأعتقد بأن نتنياهو لو أقدم ذات يوم على إرجاع نسبة الحسم كما كانت قبل الإنتخابات الأخيرة، لما بقيت هناك قائمة مشتركة.

الطامة الكبرى أن بعض الساذجين يتحدثون عن القائمة المشتركة بأنها إنجاز عربي، وهناك من يتحدث عن (إنجازات لها؟ّ). يقول أحد الزملاء في مقال له:" الانجازات التي حققها أعضاء الكنيست العرب في القائمة المشتركة كثيرة وجديرة بالاهتمام." وكمثال يقول الزميل:" يكفي انهم عملوا كل ما باستطاعتهم على المساهمة في زيادة مساحة تدويل القضية الفلسطينية، وهناك انجاز آخر لا يقل في أهميته من الانجاز الذي ذكر ، وهو قيامهم أيضاً بفتح نوافذ لتدويل مطالب المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني لنيل حقوقهم الكاملة، واقناع العالم بأنهم هم أحق بهذا الوطن من غيرهم". ويستمر الكالتب " ومن أهم ما قامت به القائمة المشتركة هو تعرية سياسة حكومة الاحتلال والحرب والعدوان الكارثية، واظهار الوجه الحقيقي للنظام الابرتهايدي الحاكم".
يبدو أن الزميل خانته ذاكرته، ونسي أن أعضاء من الكنيست العرب وغيرهم من أعضاء في الأحزاب العربية، كانوا قد زاروا في السابق العاصمة البلجيكية بروكسل وهي العاصمة السياسية للإتحاد الأوروبي وعواصم أوروبية أخرى، وتحدثوا عن وضع فلسطينيي ألــ 48 وكنت أنا شاهداً على ذلك، أي كنت معهم في بروكسل، بمعنى أني سافرت من برلين إلى بروكسل لتغطية الحدث، ووقتها تحدثت مطولاً مع الصديق الدكتور يوسف جبارين والصديق جعفر فرح رئيس حركة مساواة، حيث كانت زيارتهم ناجحة جداً. وما تحدث به الوفد آنذاك كان في غاية الأهمية. وهناك عدد من أعضاء الكنيست العرب قاموا بزيارات لعواصم أخرى وتحدثوا عن سياسات الحكومة الإسرائيلية، وكنت أنا أيضاً بمرافقة بعضهم خلال زيارتهم لبرلين. وهذا يدل على أن الحديث عن وضع فلسطيني أل 48 لم يكن إنجازاً للقائمة المشتركة.

والمطلوب في انتخابات الكنيست المقبلة قائمة مشتركة تكون مصلحة المجتمع العربي في سلم أولوياتها وليس المطلوب جماهير عربية لخدمة القائمة المشتركة. نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي إبعاد التناوب كلياً، لأن موضوع التناوب هو لمصلحة أحزاب المشتركة وليس لمصلحة الجمهور العربي وينجم عنه خلافات كثيرة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   


مقالات متعلقة