للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
خالد خليفة في مقاله:
استوعب الجهاز الامني الاسرائيلي استنكار الدروز لقانون القومية، حيث انه رأى في اي استقالة ممكنة ومستقبلية لضباط وجنود الدروز ضربة محكمة للجيش الاسرائيلي
سيكتشف ابناء الطائفة المعروفية قريبا ان ما وعد به نتنياهو ستكون وعودا تذهب في ادراج الرياح، كما ان اي اتفاق يمكن ان يبرم، سيؤدي الى اثارة البلبلة والفوضى داخل الدولة اليهودية
لقد كان تحرك الطائفة والقيادة المعروفية سريعا في مواجهة قانون القومية، لقد ابلوا في البدء بلاء حسنا في التصريحات ضد القانون، و لكن رويدا رويدا بدأت تظهر التصدعات والمساومات في موقف القيادة الدرزية.
لقد اظهر الجيل الشاب مواقف نيرة في الإعلام ضد هذا القانون و ضد الاستثناء، الإقصاء، والاستعلاء العرقي و لكن سرعان ما دخل على الخط اناس جيروا هذا النضال لصالحهم، فكانت هناك نداءات، قيادات الشرطة، الموساد والجيش و كافة اذرع الامن الإسرائيلية التي عارضت المس بالطائفة الدرزية في اطار قانون القومية. حيث انهم لم يعارضوا ماهية قانون القومية، بل ما يمس هذا القانون بأبناء الطائفة الدرزية.
ومن هنا انطلق التحضير للمظاهرة الكبرى في ساحة ملوك اسرائيل في تل ابيب والتي ستقام يوم السبت 4.8.18 و بالاشتراك مع قادة امنيين اسرائليين يستنكرون قانون القومية.
لقد استوعب الجهاز الامني الاسرائيلي استنكار الدروز لقانون القومية، حيث انه رأى في اي استقالة ممكنة ومستقبلية لضباط وجنود الدروز ضربة محكمة للجيش الاسرائيلي، والكل يعلم ان عشرات الالف من الجنود الدروز ينخرطون في الجيش الاسرائيلي و يخدمون في كافة الاذرع العسكرية، حيث يمكن ان يصل عددهم الى 40 الفا، واستقالة مثل هذا العدد يكون ضربة للجيش الإسرائيلي وقدراته، يمكن ان تؤثر على 30 % من قوته.
وكان نتنياهو قد عين ايوب القرا، وزيرا للاتصال وقد اثبت هذا التعيين مردوده السياسي، حيث قام ايوب القرا بالتأثير على الطائفة الدرزية وقادتها للقبول بمقترحات نتنياهو والتي تمثلت بالاصرار على عدم الغاء قانون القومية، بل بإيجاد تغيرات شكلية في القانون تتمثل بإعطاء الطائفة الدرزية بعض المكاسب المادية، بدون المس بهذا القانون.
وساد في البدء الانطباع بأن اخواننا الدروز المعروفيين سيقومون بالضغط على الحكومة لتغيير والغاء هذا القانون المجحف ولكن سرعان ما اتضح، بأن هذا المسار الذي قام به الدروز كان مسارا منفردا ولم يهدف الى اي استراتيجية واضحة المعالم. وقد صارع في الامس احد الصحفيين الاسرائيليين للقول في احدى البرامج الصباحية بأن الطائفة الدرزية حاولت المساومة مع النظام وان تقوم بدور مشابه لما قام به اليهود ابان قيام حكومة الفصل العنصري في جنوب افريقيا بتعريف السكان كاحدى عناصر الابرتهايد انذاك كسكان بيض وسود وملونين. مهما يكن، فأن اي اتفاقيات مثل هذا الشأن بين حكومة نتنياهو والطائفة الدرزية، سوف لن تتكلل بالنجاح، حيث ان نتنياهو سيقوم برمي الوعودات و لكنة لم ينفذها في النهاية.
وسيكتشف ابناء الطائفة المعروفية قريبا ان ما وعد به نتنياهو ستكون وعودا تذهب في ادراج الرياح، كما ان اي اتفاق يمكن ان يبرم، سيؤدي الى اثارة البلبلة والفوضى داخل الدولة اليهودية بين السكان العرب و اليهود، و سيكون لها تأثيرا بعيد المدى على ماهية هذه الدولة، تماما كما أثرت تعريفات الفصل العنصري على مصير دولة جنوب افريقيا، أما السؤال الذي يبقى جاثما فهو من شقين : - كيف سيواجه الراي العام الليبرالي الاسرائيلي هذا القانون في الدولة، وهل سيستطيع النضال من اجل إلغاءه، كونه يمس بكل ما حاول اليهود تحقيقه منذ بدأ العشرينات وحتى يومنا هذا بإظهارهم بانهم ضحية التمييز العنصري والعرقي للعالم المسيحي الابيض.
أما الشق الثاني فهو- ماذا سيفعل عرب هذه البلاد و كيف سيواجهون و يقاومون قانون القومية الذي يفرض عليهم وبدون أي حق.يمكن القول ان هنالك اصوات داخل المجتمع الاسرائيلي تعارض بعض الشيء نتنياهو وسياسته العرقية كبعض من الاحزاب المعارضة ومحكمة العدل العليا واوساط في الاعلام، ولكن كل هذا يجب ان يترجم الى قوة ضاربة تعمل على اسقاط نتنياهو وبعدها تعمل وبقوة على ابطال هذا القانون الغاشم.
اما في الجانب العربي فأننا نرى قيادة مذهولة و غير قادرة على تعقب الاحداث وتتبعها، فردود فعلها وخاصة رئيسي لجنة المتابعة والقائمة المشتركة كانتا اقل من عظمة الحدث. فعندما يرد ايمن عودة بالقول بأننا اقوياء من حيث عدد الاطباء والطلاب، فأن تسلسل افكاره يجب ان يقودنا الى ان نكون اقوياء اكثر داخل الجهاز الاسرائيلي، وذلك للانضمام لسلك الشرطة والجيش. ويتوجب على قادتنا المحليين الاستعانة بالخبراء المهنيين و الدوليين لمواجهة هذا القانون الذي يمس كياننا ويضربنا في الصميم، كما ان على قادة المشتركة و المتابعة الاجتماع والتشاور وبشكل دائم ودوري لإيجاد صيغة واضحة المعالم من اجل اقامة استراتيجية تلبي طلبات شعبنا في هذا الظرف الراهن.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net