للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
د. منصور عباس في مقاله:
القائمة العربية الموحدة ليست حزبا ايديولوجيا، بقدر ما هي فكرة وقيمة أصيلة
اليوم ندعي أيضا ان حاجتنا الضرورية لفكرة وقيمة القائمة العربية الموحدة كمنهج وحدوي تشاركي تعاوني تعارفي وحواري
القائمة العربية الموحدة مشروع وحدوي نهضوي راشد، من أجل الانسان وكرامته وحريته وحقوقه على أرضه وفِي وطنه
انتخبتُ نهاية الأسبوع رئيسا للقائمة العربية الموحدة، هذا الإطار السياسي الذي يجسد فكرة الوحدة والتعاون وقبول الآخر واحترام التعددية ومد الجسور والحوار بين القوى السياسية العربية في مجتمعنا. ولعلي اجتهد في توضيح معالم هذا المشروع المُسمّى، القائمة العربية الموحدة، في السياق الآني والمستقبلي، وليس الماضوي فقط.
القائمة العربية الموحدة ليست حزبا ايديولوجيا، بقدر ما هي فكرة وقيمة أصيلة، بادرت اليها الحركة الاسلامية عام ١٩٩٦، لتكون إطارا سياسيا وحدويا لاجتماع كلمة القوى السياسية العربية في انتخابات الكنيست.
خلال عشرين عاما كنا دائما ندّعي أن تعزيز قوة ومكانة القائمة العربية الموحدة، هو تعزيز قوة ومكانة المؤسسات والنهج الوحدوي التشاركي التوافقي في مجتمعنا، حتى ولدت القائمة المشتركة من رحم هذه الفكرة وهذه القيمة الأصيلة. فضلا عن تأكيد دورنا التوافقي الجامع في لجنة المتابعة ولجنة الرؤساء، وكل توجه وحدوي في مجتمعنا العربي الفلسطيني فكرا وممارسة عملية.
واليوم ندعي أيضا ان حاجتنا الضرورية لفكرة وقيمة القائمة العربية الموحدة كمنهج وحدوي تشاركي تعاوني تعارفي وحواري، ليس في البعد السياسي الانتخابي فقط، وإنما في الأبعاد المجتمعية والدينية والوطنية المحلية والقطرية، فضلا عن السياسية.
مجتمعنا يواجه تحديات ومخاطر تهدد تماسك نسيجه الاجتماعي وقدرته على القيام بالأدوار المجتمعية المختلفة، كمواجهة ظاهرة العنف والجريمة، والحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي. وهو كذلك يفقد شيئا فشيئا حالة التضامن والالتفاف، حول قضاياه الجوهرية أمام سلطة اليمين المتطرف وعنصريته وعدوانيته القومجية، وبالتالي ضعفت المشاركة السياسية الشعبية النضالية خلال السنوات الاخيرة.
لا يفوتني ان أشير كذلك الى ارتفاع سقف الخطاب المُوغِل في الغلوِّ الديني واللاديني. ومحاولات الإكراه الديني واللاديني في الحيّز العام المشترك للجميع. والذي وصل بعضه الى حد استخدام العنف والإرهاب الاجتماعي القولي والفعلي.
هذه الظواهر وغيرها تستدعي منا فكرا راشدا رائدا، يحدد البوصلة ويشير الى القيم والمقاصد المجتمعية العليا. ولا يكتفي بإدارة مساحات الاتفاق السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الديني، وإنما يطرح حلولا للأسئلة الأساسية، كيف ندير مساحات الاختلاف والخلاف في قضايا المجتمع والثقافة والهوية وبأي وسائل؟ وكيف نحفظ نسيجنا وتماسكنا الاجتماعي الوطني رغم هذه الخلافات التي قد تصل الى حد التناقض الكامل؟ وما هي المعادلات الصحيحة التي تمكننا من ترجيح المصالح المعتبرة على المفاسد المتوقعة، وتقليل الأضرار وتعظيم المنافع العامة في حياتنا الاجتماعية والسياسية عامة.
في هذه المساحة تأتي فكرة القائمة العربية الموحدة، وقيمتها المجتمعية الثقافية، وليست فقط السياسية. أن تُمارس الفكر الإسلامي الوسطي، بعيدا عن الغلو والتطرف. والانتماء العربي الفلسطيني الأصيل، بعيدا عن العصبية الجاهلية. والبعد الإنساني الرحيب، بعيدا عن الاقصاء والقهر، في مجتمع متعدد الديانة والثقافة والاعراف والتيارات الفكرية. وفوق ذلك كله مجتمع وشعب له قضاياه المصيرية والحياتية، يتعرض لعملية تغييب للهوية وتشويه لمعالمها، وسلب للحقوق وإقصاء داخل وطنه، وتفتيت داخلي تحت سلطة مشروع صهيوني عنصري يرى أن بقاءنا في وطننا خطأ تاريخي.
بهذه المعاني فإن القائمة العربية الموحدة مشروع وحدوي نهضوي راشد، من أجل الانسان وكرامته وحريته وحقوقه على أرضه وفِي وطنه.
* د. منصور عباس - رئيس القائمة العربية الموحدة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net