الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 19:02

أسطورة فنية لن تتكرر.. ملك الطرب صاحب الحنجرة الفولاذية وليد عابد/ عمري حسين

الاعلامي عمري حسنين
نُشر: 17/03/19 09:36,  حُتلن: 10:19

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

صوت يداعب خفايا الروح ويصدح بكل شموخ، تألق في مختلف القوالب الموسيقية وأصبح قيمة فنية وقامة إبداعية ومدرسة في الفن والغناء المتزن، أبدع في اللون المعتق وأطرب مسامعنا بمساحات صوته الشاسعة ومهارته في الإطراب.
رسخ قيم ومعاني الغناء العربي الأصيل، وترك بصمته المميزة في أداء كافة أشكال و ألوان الطرب، أبدع في القصيدة والموال، والعتابا والميجنا، والجفرا والدلعونا، وتربع على عرش الغناء بقوة صوته وذكائه وحنكته في التعامل مع المقامات..

ولد الفنان "وليد عابد" في قرية البعنة في الجليل الأعلى عام 1953، ينتمي إلى عائلة فنية عريقة تميزت بفنانيها وشعرائها الكبار، حيث كان والده الفنان "خالد عابد" وعمه الفنان "يحيى عابد (الملقب بالدكتور عابد)" طيب الله ثراهما مطربين في الإذاعة الفلسطينية في القدس عام 1945.
عشق الفنان وليد عابد الفن منذ نعومة أظفاره، وكان دائماً يغني لأصدقائه وعائلته، وعندما بلغ العاشرة من عمره زاد اهتمامه بالفن والغناء إلى أن أصبح منشد المدرسة، ولاقى تشجيعاً كبيراً من معلميه وعائلته وأصدقائه الذين أعجبوا بصوته وآمنوا بموهبته.
حرص على الدخول إلى عالم الفن والموسيقى رغم الصعوبات المادية والإقتصادية التي واجهها والمعاناة الكبيرة في إيصال صوته للجمهور ، حيث لم تكن هناك جهات داعمة أو وسائل إعلام تعطي أهمية للمواهب الصاعدة في الوصول والانتشار.
اقتنى لنفسه آلة العود، وبدأ يتعلم على المقامات الموسيقية والعزف المحترف على آلة العود على يد أمهر عازفي العود في البلاد أمثال الموسيقار المرحوم "صدقي شكري" و "سليم سلامة" أطال الله في عمره.
في عام 1971 أسس عابد فرقة موسيقية خاصة به تضم أمهر العازفين كن شتى أنحاء البلاد، وقام بإحياء الحفلات والأعراس، ونال أدائه وفرقته استحسان الجمهور، وبذلك لمع اسمه في جميع أنحاء البلاد من شمالها إلى أقصى جنوبها، وتألق في جميع الألوان الموسيقية خاصة "الموال" الذي يصدح به بصوته العذب و يلامس من خلاله شغاف القلب، كما اختص بالغناء لعمالقة الطرب أمثال محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، و وديع الصافي، بالإضافة لإتقانه للون العراقي والقدود الحلبية.
في عام 1974 اشترك عابد في مهرجان "الربيع" في سينما امفي في حيفا، وكانت هذه المشاركة عبارة عن شعلة الإنطلاقة بالنسبة له، حيث شارك في المهرجان ألمع مطربي البلاد آنذاك أمثال المطرب الكبير موشيه الياهو، و كلاً من الفنان القدير يوسف مطر، نصري القط، متري بولص، ،علي موسى، والفنانة وردة، وعازف الكمان عيد الياس، وبعد نجاح هذا المهرجان سطع اسم الفنان وليد عابد في سماء فلسطين، حيث شارك في برنامج "من ليالينا" وبرنامج "من أغانينا" كما دعي لإحياء حفلات للجالية العربية في أوروبا خاصة بريطانيا وإيطاليا، وكانت له محطات غنائية دائمة في الأردن وغزة وجمهورية مصر العربية، إلتقى من خلالها بكبار الفنانين منهم المطرب الكبير "كارم محمود" ،و عملاق الجبل الفنان اللبناني "وديع الصافي"، والممثل الكبير"محمود ياسين"، والزعيم "عادل إمام".
في عام 1987 إنضم الى فرقته الموسيقية شقيقه الفنان "ناصر عابد" وطاقم موسع من خيرة عازفي البلاد، وبعدها انضم أيضا شقيقه الفنان "قاسم عابد" وشكلوا ثلاثي طربي مميز، واستطاعوا معاً أن يرسموا صورة جميلة للفن الطربي الراقي.
بين عامي 2005- 2006 أنتجت شركة نيوساوند للفنان وليد عابد البومين غنائيين، الأول بعنوان "ياحياتي" والثاني يحمل اسم "نهواند".. تضمنا أغنيات لعمالقة الطرب في العالم العربي منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافي، وتميزا باللون العراقي والقدود الحلبية، ولاقى الألبومين نجاحا كبيراً وحققا صدى واسعاً.

الفنان القدير وليد عابد توارث الجينات الفنية وورثها، وانتقل هذا الزخم الموسيقي لأبنائه فاكتسبوا منه قوة الصوت وجماله، فابنته جيهان وابنه عدي تميزا بصوتها الجميل ولكن لم يحترف الغناء، بينما ابنه الفنان "إياد عابد" نجم على الساحة الفنية، واختار الفن كمهنة أساسية إلى جانب دراسته الأكاديمية لموضوع الحقوق.

سنوات من التميز والعطاء الفني الممزوج بالعناء والجهود الجبارة التي بذلها الفنان وليد عابد في سبيل تحقيق ذاته وإثبات هويته الفنية.. واليوم هو عضو فعال من أعضاء إتحاد الفنانين والموسيقيين العرب الذين هم في سعي مستمر لاحتواء ودعم الفن والفنانين المحليين لتتكاثف الجهود لغد أفضل، للارتقاء بمستوى الفن المحلي واعلاء صوت الفنانين المحليين.
عقبات ومصاعب عارضت طريقه في البدايات حتى أصبحت مجرد ذكريات تقف على أعتاب نجاحات تتحدث عن صلابة موهبته وقوة إرادته التي جعلت منه أيقونة للفن الراقي والطرب الأصيل. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة