للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
حسين فاعور الساعدي:
ما يتضح الآن بعد تسليم جثة الجندي زخاريا باومل بمساعدة روسية مباشرة أن المنطقة مقبلة على حرب وليس على سلام
لروسيا مصالح في إسرائيل ومن حقها أن يكون لها مصالح كدولة عظمي
كل حروب إسرائيل الناجحة قام بها حزب العمل. أما حزب الليكود فكل حروبه فاشلة أو محدودة حتى زمن ملك إسرائيل شارون. هذا للتذكير ولفت الانتباه فقط. ما لم ينتبه له الكثيرون هو ما الذي يعنيه اجتماع ثلاثة جنرالات ورؤساء أركان سابقين في قائمة انتخابية واحدة؟ أليس الحرب والحرب فقط؟
المضحك المبكي أن جميع مرشحينا للكنيست من القوائم العربية أجمعوا أن إسقاط نتنياهو هو واجب الساعة. هذا الموقف جعلنا نظن ونعتقد أن ثلاثي الجنرالات يحمل في جعبته مشروع سلام، أي سلام ولا أقول عادلاً. لأنه لا يعقل أن يجمع كل هؤلاء المرشحون العرب على هذا الموقف دون أن يكون لهم تأكيد، أو تلميح على الأقل، من طرف الجنرالات على ذلك. وقد ذهبت بخيالي الشرقي ككثيرين من الناخبين غيري إلى الظن أن نوابنا سيكونون الجسم الداعم أو المانع لحكومة الجنرالات المقبلة. هذه هي حال الغريق الذي يتشبث بقشة.
ما يتضح الآن بعد تسليم جثة الجندي زخاريا باومل بمساعدة روسية مباشرة أن المنطقة مقبلة على حرب وليس على سلام. فبوتين لا يمكن أن يكون غبياً ونوابنا في الكنيست هم الأذكياء. بوتين رئيس دولة عظمى قاد بلاده في أحلك الظروف وأدار حرباً عالمية في سوريا وانتصر فيها . فهل يعقل أن يكون أحمد الطيبي وأيمن عودة أذكى منه؟ لا أظن ذلك.
نتنياهو يهدد بالحرب دائماً ولكنه لم يقدم عليها حتى عندما حانت الفرصة الذهبية عندما كانت سوريا شيه منهارة. وعلى هذا يلومه الجنرالات ويسعون لإسقاطه كما يبدو. نتنياهو عزل ليبرمان عندما أراد الهجوم على غزة، ليس حباً بغزة وإنما خوفاً من العواقب. نتنياهو رجل خطابات ورفع شعارات وله شخصيته القيادية لكنه ليس جنرالاً لذلك تظل الحرب ليس عالمه. الجنرالات هم الذين يصنعون الحرب وهم الذين يصنعون السلام إن أرادوا. لكن ما قام به بوتين يثبت أنهم ينوون الحرب. لأن بوتين رئيس دولة عظمى ولا يبني مواقفه على مصالح ورغبات شخصية. فما يوجهه هو مصالح بلاده بالدرجة الأولى ومصالح المنطقة والعالم بعد ذلك.
قبل أسابيع كتبت على صفحتي في الفيسبوك أن الحكومة القادمة سيشكلها نتياهو غنتس وباقي الأحزاب ستكون في المعارضة. واليوم بعد ما قام به الرئيس الروسي بوتين من التدخل في الانتخابات الإسرائيلية مثلما تدخل في الانتخابات الأمريكية تأكد لي ان الحكومة القادمة سيشكلها نتنياهو وقد ينضم إليه غنتس وستكون برئاسة نتنياهو ولن تكون حكومة حرب كما كان مخطط لها.
الروس لا يريدون مزيداً من الحروب في المنطقة لأنهم هم الرابحون حتى الآن من كل ما جرى. والحرب ليست في صالح الأمريكان بعد كل الذي خسروه في المنطقة خصوصاً إذا ضمنوا حصتهم في كعكة الإعمار.
لروسيا مصالح في إسرائيل ومن حقها أن يكون لها مصالح كدولة عظمي. وما أراده الرئيس بوتين في خطوته هذه هو توطيد العلاقة مع الشعب الإسرائيلي ومع من يظنه الأقرب لتمرير صفقة غير صفقة العصر وغير الحرب، يبدو أنه يخطط لها. وللغاضبين منه أو العاتبين عليه أقول: ألا يحق له على الأقل، وهو رئيس دولة عظمى، ما يحق لمحمود عباس والسيسي وعبد الله الثاني وكل الملوك والأمراء العرب الذين يتسابقون على إرضاء نتنياهو؟
الرئيس بوتين وهو رجل المواقف الصعبة لن تهزه أنانية نتنياهو الذي كشف ما حدث من أجل مصالحه الانتخابية. وقد يكون الأمر بإذن منه وبقصد دعم نتنياهو في معركته الانتخابية كما دعم صديقهما المشترك ترامب. فهو من ناحية يرى الضعف والتهافت العربي المجاني على نتنياهو، ومن ناحية ثانية يعد العدة لملء الفراغ الذي يخلفه التراجع الأمريكي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com