لكل منا حلم،هدف يريد تحقيقه ويسعى اليه كما يسعى الجائع نحو رغيف الخبز بعد طول انتظار.
والفتاة مخلوقة من عباد الله،بل ومن اعظم المخلوقات ،هي نصف المجتمع وام للنصف الاخر ..هي الشمس الدافئة والقمر المضيء في عتمة الليالي.
لها كل الحق ان تحلم وتطمح ان تكون من المتميزات الرائعات ..تسعى الى ارتشاف العلم،تنهض نحو العمل والخبرة ،وتركض الى الحياة الى التغيير ،الى الافضل دون اضاعة الوقت.
لتتفاجىء بعد ذلك بالتعيسين ،المجرمين الذين ينتظرونها لينهشوا بها ويدمروها.
وكاّْن الفتاة حين تخرج لسوق العمل تكون قد ذهبت بيدها الى حتفها ..او كمن يمشي وكفنه بيده ..يظنون بها اسوء الظنون ويجدونها فريسة سهلة يمغضوها ثم يرموها بلا شفقة ولا رحمة.
واني لا اكتب عبثا او رغبة مني للتسلية واضاعة الوقت .فكل حرف اخطّه بقلمي هو نتيجة خبرة وتجربة في الحياة .وحمدا لله فتجربتي خالية مما يشين او ينقص من قيمة الانسان.
فخلال عدد الاعمال التي قمت بها لم يتجرا احد على ايذائي او تلويثي بقذارة تفكيره ولكن ما يحصل مع اخواتي يعنيني ويغصني.ياْلمني ما اراه من المضايقات والانتهاكات الكثيرة بحق كل فتاة تقرر ان تخرج لتعارك الحياة وتعمل بجد من اجل بناء ذاتها وتطورها.
اتسائل كثيرا اين الرجولة ؟واين شهامتنا واخلاقنا العربية الاصيلة ؟ما الذي حل بكم يا شباب ورجال المستقبل ؟!!
ابات اكبر همكم مضايقتنا بسهامكم الجارحة ؟وتلويثنا بالسخف والقذارة التي تظنونها حكرا على جميع العاملات.
يا اسفي عليكم واذا مال الواحد منكم على الحائط كسره.
فبدل ان تكونوا لنا الاخوة الشرفاء المدافعون عنا ،فانتم اول من ينهش بنا ويسعى لدمارنا وقتلنا.
حتى باتت الفتاة التي تبحث عن عمل شريف ومحترم لبناء وتطوير مستقبلها،كمن تبحث عن ابرة وسط كومة من القش.فاي عمل مهما صغر حجمه بات لا يخلو من الازعاج والانتهاكات الكثيرة ،والمضايقات التي وان لم تكن داخل مكان العمل ومن قبل الزملاء فانها تكن اثاء الطريق اليه.
ورغم كل هذا اني لا القي كل اللوم على الشباب فان الفتاة المحافظة على شرفها وكرامتها تستطيع ان تحمي نفسها ولو كانت بين مليون رجل .ولكن الزمن تغير فكما رحلت الرجولة والنخوة من شبابنا ،اجد وارى بعيناي ان بعض الفتيات تخلين عن الصفات والاخلاق الحميدة وتاج العفة الذي يجب ان يتميزن به.
وانني اقول لشبابنا الكريم عودوا لرشدكم يا اخوتي بالله ،وكونوا قدوة حسنة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ،الذي سيحزن اشد الحزن حينما يعلم عن الحال الذي وصلتم اليه.
واتقوا الله في اعمالكم واستوصوا بالنساء خيرا فهنّ الام او الاخت او الزوجة او الابنة لكل منكم .هن شرفكم وعرضكم وما لايرضاه الواحد منكم لنفسه حتما لن يرضاه لغيره.
ولا تنسوا ايها الشباب ان الله يراكم ويرقب تصرفاتكم فكلي امل ان لا تفعلوا في السر ما تخجلوا منه في العلانية ..
وبارك الله بمن عرف مقدار نفسه..