يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:"اعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه."وكاْنه يوصي اولئك المسؤولين بالاستغلال والاستعلاء وهضم حقوق العمال .ثم المماطلة في اعطائهم حقهم ،الى ما بعد بعد ان يجف عرقهم ويذوب تعبهم بالحسرة والاحساس بهدر الكرامة.
ان الكثير من رجال الاعمال في مجتمعنا العربي المبجل ،يظهرون وكانهم وحوشا ضارية وسط الغابة المستوحشة.فتارةَ يستمتعون في ذل عمالهم واهانتهم وفتك كرامتهم،وتارةَ اخرى يستغلونهم باعمال ليست من شاْن اولئك العمّال المساكين ولا ياخذوا عليها اجرا اضافيا.
والعامل المسكين وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة المنتشرة بكثرة،يجهل حقوقه او يعرفها ولكنه يصمت ويصمت من اجل بضعة قروش.يمشي ويطلب الستر والرزق الحلال  .
ونحن لا نعرف ونجهل اننا بالصمت والخضوع نقّوي اعينهم على استغلالنا واهانتنا ..ثم هدر حقوقنا .
فالى متى سيبقى الواحد منّا صامت وكاْنه اصم ابكم..متى سنتعلم قول لا؟؟
فلا للاستغلال ..
لا لهضم حقوقنا..
والف لا لذلنا واهدار كرامتنا ولو كان الثمن مليارات الدنيا باسرها.
وليت الوضع الماساوي يصل الى هنا فحسب ..فالامثلة كثيرة تبدا ولا تنتهي ،وحياة الخضوع اراها تاخذ عدة اشكال والوان.
فانني رايت احداهن تعمل في احدى المصانع تقوم بتنظيف المكاتب هناك ومسح الاواني والارضيات ،مع ان عملها الاساسي داخل المصنع نفسه ،وما ذكرته يحتاج الى عاملة متخصصة بالنظافة .ولكن المسؤولين وحتى يوفروا اجر عاملات اضافيات يقوموا باهلاك العاملات لديهم.ولانّ المسكينات لا يجدن العمل الا بالف ويلاه فانهن يسكتن ويعملن ما يطلب منهن بكل هدوء وسكينة ،دون معارضة ودون حتى ابداء الراي.
وللاسف ارى وبالمقابل ان العمل في المجتمع اليهودي افضل وارحم حالا.
فهناك يحال المساس بكرامة العامل والتقليل من شانه ..ثم انّ اي عامل يعرف حقوقه ما له وما عليه .ولا يجراْ احد على اهانته او هضم حقه ،فاي مخالفة تتحول الى قضية ومحاكم ومطالبة بالحق والحفاظ على الذات الانسانية للعامل.
وبالنسبة للمعاشات مثلا في المصانع التي تنسب لرجال الاعمال اليهود ،فلا يجراْ اي منهم على التخفيض من اجر العامل او المماطلة في اعطائه حقه .لانه سيكون مراقب وسوف يحاسب على اي خطا بحق الاجيرين لديه.
فاين المسؤول عن العمّال العرب في المصانع العربية والمحلات التجارية العربية؟؟
ومتى سنعرف حقوقنا ونحافظ عليها ،ثم نحارب من يستغلنا او يستغفلنا بالصوت العالي والمعارضة.؟
ثقوا يا اخوتي واخواتي بالله انه لا يوجد من يموت من الجوع وحتى لو حدث ومتنا جوعا وعطشا ،افضل لنا من الموت كل يوم بسكين الذل والخضوع من اولئك الذين يستضعفونا ويفتكوا بنا ثم يرمونا..
ثم انهم بحاجة لنا ..بحاجة لاخلاصنا في العمل وسواعدنا القوية .فلا رجال الاعمال ولا كل اموالهم يساوي شيئا دون  عمّالهم البسطاء .
فاتقوا الله يا من اعطاكم من خيراته ،بدل الندم حين لا ينفع الندم ،ولا ينفع المال الذين تفخرون به ..فالقبر ليس له جيوب تتسع لاموالكم وعقاراتكم ولن تاخذوا معكم سوا عملكم الصالح ،والدعاء بالرحمة من الناس الذين احسنتم لهم.
وفي نهاية حديثي اقدم اعتذاري لرجال الاعمال الشرفاء الذين نفخر بهم اشد الفخر واقول لهم:دمتم علمنا المرفوع بكل شموخ وعنفوان.