للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الفيديو تصوير ومونتاج سامر خشيبون
يارا وعائشة:
نرى بأنّ هٰذه المبادرة، من جهة، قد كانت مساحة للنّقاش وتبادل الآراء، وهو ما نحن بحاجة إليه في عصر التكنولوجيا الذي منعنا عن التواصل الفعليّ
تحت عنوان "الشّعر أقرب من البحر" بادرت كلّ من الشابتين يارا أبو داهود وعائشة ياسين بتنظيم أُمسيّة مميّزة في سوق النّاصرة حول موضوع الشّعر ليلة أمس، الجمعة.
حيث جمعت هذه الأمسية شبابًا وشاباتٍ من بلدات مختلفة، في زاوية غادة، بجوّ لطيف يغمره حبّ الشّعر والإبداع. وبدأت الأُمسيّة بإلقاء قصائد مختلفة، باللّغتين العربيّة والانجليزيّة، تحمل ثيمة وفكرة مُشتركة، ألا وهي التّأمّل. واهتمّت الشّابتان بتقديم أساليب وطرق عديدة وسهلة للمستمعين تجعل من عمليّة قراءة الشّعر رحلة مُمتعة وعميقة.
بعد كلّ قصيدة، منحت يارا وعائشة الحاضرين فرصةً لتقديم أفكار وتحليلات حول ما أُلقي على مسامعهم، وذلك بعد أن قدّمتا نبذة صغيرة عن الشاعر وطرف خيط يحفّز عقلهم على التّفكير في البيوت الشّعريّة وما تحمله من معانٍ مبطّنة.
واختتمت الأمسية بمشاركة الحاضرين بإبداعاتهم الشّخصيّة من حيث إلقاء الشّعر والخواطر والعزف على آلاتٍ موسيقيّة، ما أضاف رونقًا خاصًّا وطابعًا دافئا.
وفي حديث لـ كلّ العرب مع الشّابّتين القائمتين على أُمسية "الشّعر أقرب من البحر"، قالت يارا: "المشترك بيني وبين عائشة هو حبّنا للتّعبير اللغويّ. قبل مدّة اقترحت عائشة عليّ أن نبادرَ بالاستفادة من طاقاتنا اللغويّة في المجال الشعريّ، وقد تحمّست جدًّا وبدأنا بتطوير الفكرة سويّةً. رأينا أنّه من المناسب اختيار القصائد مشترِكةً بثيمة واحدة، وقد اخترنا ثيمة التأمل". وأردفت الشّابة عائشة ياسين على ذلك قائلةً: "راودتني الفكرة عندما كنت أنظر إلى بحر حيفا من الجامعة، وفكّرت حينها بأنّ البحر قريب جدًّا، ولكنّ الشّعر أقرب منه لقلبي، وهذه اللّحظة دفعتني بقوّة لأُشارك جمالها مع الآخرين".
وتابعت يارا: "عائشة مهتمّة جدًّا بالأدب الإنچليزيّ وأنا مهتمّة بالأدب العربيّ، وقد عرفنا كيف نستغلّ ذٰلك، بحيث أنّنا قد جمعنا باختيارنا ما بين قصيدتين من الشِّعر العربيّ الحديث وقصيدتين من الشّعر الإنچليزيّ".
أمّا عن المبادرة ذاتها، قالت يارا وعائشة: "نرى بأنّ هٰذه المبادرة، من جهة، قد كانت مساحة للنّقاش وتبادل الآراء، وهو ما نحن بحاجة إليه في عصر التكنولوجيا الذي منعنا عن التواصل الفعليّ. ومن جهة أخرى، هي مبادرة تقرّب الحضور من عالم الشّعر، تعطيهم طرقًا لقراءته وفهمه".
تفاعلَ الحاضرون كلّهم دون استثناء مع جميع القصائد، وقد كانت حلقة النقاش مُثرية ومتناغمة، حيث عبّرتا عن سعادتهما بذلك، وأفادتا بأنّ ذلك "هو ما أسعدَنا وأثبتَ لنا أنّ الشّعر هو طريق إبداعيّ نحو نقاش إبداعيّ".
ووجّهت يارا رسالة عبر موقع كلّ العرب عن أهمّيّة القراءة وتطوير مجال الإبداع قائلةً: "أتوجّه للجميع بتذويت موهبة القراءة في ذاته وفي أطفاله، فهي لا تفيد في اكتساب المعلومات فقط، بل في تفعيل العقل وتطوير الأفكار الشخصيّة. والشّعر بشكل خاصّ مع كلّ ما يحتويه من مفردات وأساليب وأفكار، يحفّز العقل على التفكير واختبار مشاعر مختلفة أيضًا.
كما علينا الاهتمام بتطوير مجال الإبداع الشخصيّ، فهو وسيلة للتواصل مع الذات ومع المجتمع والعالم ككلّ، وهو بمثابة نقطة قوّة ترفع من ثقة الفرد بنفسه بالأخصّ".
وأضافت عائشة بأنّ "تنظيم الأمسية في زاوية غادة في سوق النّاصرة أضاف لها طابعًا ممُيّزًا، كما كانت بمثابة حدث أعاد إحياء السّوق وعمل على تقوية المصالح الصّغيرة والتّواصل مع الحيّز العام والخاص في مجتمعنا. والأُمسية بالنّسبة لي، إضافة لما ذكرته سابقًا، هي خوض تجربة شعريّة رائعة، حيث تفاعل الجمهور معنا بشكل رائع. وهذا ما بثّ بداخلي مشاعر إيجابية مليئة بالأمل، خصوصًا مشاركة الحضور بأعمالهم الإبداعيّة، إن كان ذلك في إلقاء الخواطر أو العزف على آلات موسيقيّة". وأمّا عن رسالتها للجمهور فقالت: "إقرؤوا لأولادكم القصص والشّعر، اشتروا الكتب، زوروا معارض الكتب وتابعوا الورشات والمبادرات لنفكّر معًا ونوسّع آفاقنا".