للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
سمة طبلّج، مُعلّمة لغة عربيّة وطالبة لقب ثانٍ في اللّغة العربيّة وآدابها بجامعة حيفا. ناشطة عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ، تُقدّم محتوى تعليميّ تفاعليّ هادف في اللّغة العربيّة.
سمة طبلّج
وفي حوار لكلّ العرب مع الشّابّة سِمة طبلّج، قالت: "شغفي باللّغة العربيّة ظهر منذ أن كنت في المرحلة الابتدائيّة تقريبًا، حيث كانت معلّمتي عايدة خوري سببًا أساسيًّا بحبّي ذلك، فكانت تحبّ اللّغة العربيّة وعلّمتها لطلّابها بكلّ حبّ وبطريقة رسّخت حبّ اللّغة وأهمّيّتها في قلوبهم. وكنت على علم بأنّي سأدرس اللّغة العربيّة مستقبلًا، حيث أنّ هذه الفكرة قد رافقتني منذ كنت في الصّفّ السّادس الابتدائيّ".
وتابعت: "من هنا، بدأت بقراءة القصص المختلفة، ومن ثمّ قرأت الرّوايات والدّواوين الشّعريّة. قرأت الكثير، كنت أحبّ الكتابة، وكنت أرى بتلك الموهبة ما يمكن تطويره. وهكذا، درست اللّقبين الأوّل والثّاني في جامعة حيفا بآداب اللّغة العربيّة. وما يمكنني قوله هو إنّ الجامعة لا تُعطي الطّالب كُلّ شيء، هي فقط توفّر له الأدوات والمواد الأساسيّة ليعرف كيف يقرأ وكيف يبحث. ولذلك، أنا على يقين بأنّ طرق التّعليم الذّاتيّة أثّرت بشكل كبير عليّ، ممّا يعني بأنّ على الطّالب أن يكون شغوفًا ومهتمًّا باللّغة ليقدّم ما هو الأفضل".
أمّا حول الادّعاءات الّتي تطال اللّغة حول عدم مرونتها وعدم مواكبتها للتّطوّر الدّائم، قالت طبلّج: "لغتنا مرنة جدًّا، ومن ميزاتها أنّها قابلة للاشتقاق، وفيها أوزان وافرة، ولكن المشكلة تكمن بأنّه لا يوجد من يشتقّ هذه الكلمات. فكثيرًا ما يعتمد الأفراد على استعارة كلمات أجنبيّة في حديثهم. وهذا الأمر مسؤوليّة المتعلّمين القادرين على استخراج هذه المصطلحات، ولكنّه لا يتوقّف عندهم، فوظيفتنا أن نأخذ هذه المصطلحات ونجعل استعمالها دارجًا. لذلك، أقترح أن نبدأ بالكلمات البسيطة الّتي نستخدمها بحياتنا اليوميّة وأن نجد لها بديلًا في لغتنا، وأن نكرّر استخدامها حتّى تعلق بأذهاننا وبهذه الطّريقة سنخلق جيلًا مُهتّمًا باللّغة العربيّة".
مُتأثّرةً بحبّها الشّديد للّغة العربيّة وبشغفها، أطلقت سِمة صفحةً على تطبيق انستجرام يهدِفُ إلى تقديم معلوماتٍ لُغويّة تُفيد من خلالها المشتركين بصفحتها بطريقة ممتعمة ومُلفتة. وحول هذا الموضوع، قالت: "قبل أن أبدأ بمبادرتي في انستجرام، نشرت سؤالًا على صفحتي في الفيسبوك: "ما هو سبب الجفاء بينكم وبين اللّغة؟ أعطوني الأسباب، وكيف بإمكاني مساعدتكم بذلك الأمر؟". ومن الرّدود الّتي صدمتني كانت من شابّة، تُحبّ اللّغة العربيّة ولكنّها تُعاني من يأس معيّن تجاهها، قالت فيه: "هل تتوقّعين تجاوبًا على منشور كهذا؟". لم استسلم لتعقيبها هذا، فأنا أعرف بأنّ هذا الموضوع قد لا يُلاقي قبولًا واسعا، فأكثر ما يهمّ روّاد مواقع التّواصل الاجتماعيّ هي المواضيع التّرفيهيّة الّتي لا تتطلّب جُهدًا أو تفكيرًا، ولكنّي أُريد أن أجدَ حلًّا وأن أُحقّق رسالتي".
وأضافت طبلّج: "انطلقت بصفحتي على الانستجرام لأُقدّم درسًا قصيرًا عن الإملاء الصّحيح حول الطريقة الصّحيحة لكتابة الهمزات والشّدّات، ومن ثمّ عملت على إدراج مضامين نحويّة أُخرى وأدبيّة. أتاح الاسنتجرام أمامي فرصة لتقديم المعلومات بطريقة ممتعة، كما أنّ المشاركة سرّيّة ولن يضطر المشاركون لكتابة إجابات فما عليهم إلّا اختيارها، وأعتقد بأنّي لو بادرت بنشر هذه الاسئلة على صفحتي بالفيسبوك على شكل اسئلة مفتوحة، لما كانت ستلقى ذات النّجاح، فلن يتجرّأ الكثيرون على الكتابة".
هذا، وشدّدت طبلّج على دور الأهل في ترسيخ حبّ اللّغة العربيّة بأبنائهم، مُشيرةً إلى أنّ لغتنا الأم هي أكثر من وسيلة تواصل، فهي عبارة عن ثقافة، حضارة، هُويّة، أدب... كما قالت إنّه على المعلّمين عدم الاستسلام للوضع القائم، وعليهم أن يُعلّموا بحبّ وشغف لتنال لغتنا حقّها ولتصل لقلوب شبابنا.
علينا ألّا نستسلم للأمور الّتي تحدّ من قيمة لغتنا. كما علينا أن نتخطّى عبارة "اللّغة العربيّة لا تُفيدني في مجال عملي"، حيث قالت: "أنت كشخص عربيّ، تعمل في بلدة عربيّة ستتوجّه للجمهور عربيّ، وبالتّالي عليك أن تُتقن اللّغة وأن تتوجّه إليه فيها، فلا يُتقن جميع الأفراد اللّغة العبريّة، ولا يُعقل أن تتوجّه لهم بلغة غير اللغة المشتركة بينكم، ألا وهي العربيّة".
وأردفت طبلّج قائلةً: "أعمل في مبادرتي هذه على هدف واحد، أريد أن أقرّب اللّغة من الطّلّاب وأن أحبّبهم فيها كي لا يشعروا بأنّها بعيدة عنهم أو بأنّها مُخيفة. وأنا أُحاول تحقيق هدفي هذا بشتّى الطّرق الّتي أبتكرها. وأكثر ما يُساعدني الآن هي المواضيع الجديدة الّتي أطرحها، وهو أمر أعتمد عليه بشكل كبير. مثلًا: القصائد المغنّاة. قمت بعرض جمل من قصائد مغنّاة فيها كلمات خاطئة وعلى المشاركين إيجادها، أو عرض جملة ومن بعدها سؤال عن معنى كلمة معيّنة. المواضيع الجديدة والقريبة من الطّالب تجذبه وتشدّ انتباهه. ليس هذا فقط، بل أعتمد في المعلومات الّتي أقدّمها على المؤثّرات البصريّة والصّوتيّة. يُسعدني التّفاعل جدًّا على المنشورات بصفحتي، وأنا أعمل على تطوير هذا المجال، حيث أنّي أريد الوصول لشريحة أكبر من الطلاب".
واختتمت سمة طبلّج حديثها قائلةً: "أنا أتوجّه لجيل الشّباب المتعلّم، فهم يملكون الأدوات والأساليب اللازمة لتقريب اللّغة من الأفراد، اعتمدوا على ما هو ممتع وجديد وازرعوا حبّ اللّغة بقلوبهم من صغرهم".
إليكم بعض المنشورات الممتعة والمفيدة من صفحة سِمة على تطبيق انستجرام