الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 20:01

كلكم شاركتم في إفشال المشتركة /بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الاعلامي أحمد حازم
نُشر: 26/07/19 10:25,  حُتلن: 13:53

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

لإثبات نيته السليمة (ما شاء عليه) أعلن الطيبي تنازله عن كل طلباته التي أسماها بـ (العادلة) لتغيير ترتيب مواقع في القائمة، وأعلن قبوله اقامة القائمة المشتركة بدون شروط

التجمع لم يعجبه أبداً بيان "العربية للتغيير" وسارع هو الآخر على لسان عضو اللجنة المركزية للحزب عز الدين بدران توجيه انتقاد حاد للبيان

الجبهة أصرت على رئاسة أيمن عودة لأي قائمة مشتركة "واللي مش عاجبو يطلع برا" 

الدكتور منصور عباس رئيس "الموحدة" غادر المشتركة وأسس "مشتركة ثنائية مع "التجمع" يعني "التجمع والموحدة كانا شريكين في الإنفصال

في مقال تحليلي لي نشره موقع العرب في السادس عشر من الشهر الجاري تحت عنوان "إخجلوا وكفّوا عن المحاصصة والأرقام"، ذكرت بكل وضوح " أن حلفاء الأمس غيّروا أماكنهم ومواقفهم، بمعنى أن الحركة العربية للتغيير وحزب التجمع أصبح لهما موقف آخر من المشتركة ولجنة الوفاق، لكن الحقيقة الواضحة أن أحمد طيبي ومطانس شحادة لا يستطيعان أبداً أن يغرّدا انتخابياً خارج سرب المشتركة، وسيعودان إلى حضنها مرغمين بمبررات وطنية، وبطريقة تحفظ ماء وجهيهما".

ما حصل يوم الأربعاء الماضي أكد صحة تحليلي. فقد أصدرت الحركة العربية للتغيير بياناً حول "التصعيد ضد مجتمعنا العربي وبلداتنا العربية وشعبنا الفلسطيني من هدم عشرات البيوت في وادي الحمص في القدس وتسلل قوات الغدر الى قرية عرعرة وهدم منزل السيد ابراهيم مرزوق". هذه الممارسات أصابت كما يبدو قلب الدكتور أحمد طيبي في الصميم (ّ!!)، ولم يتحمل هول ما رآه أو ما سمع به، فسارع للدفاع عن شعبه بأسلوبه الخاص. ولكن كيف؟؟ فقد دعا إلى "اجتماع حاسم وطارئ بين مركبات القائمة الأربعة تترفع فيه الأحزاب، عن الخطوط الحمراء وتقدِّم مصلحة شعبنا ومجتمعنا فوق مصلحة الأحزاب، حتى خروج الدخان الأبيض والاعلان عن القائمة المشتركة". هكذا قال الطيبي في البيان. ومن أجل ذلك ولإثبات نيته السليمة (ما شاء عليه) أعلن الطيبي تنازله عن كل طلباته التي أسماها بـ (العادلة ) لتغيير ترتيب مواقع في القائمة، وأعلن قبوله اقامة القائمة المشتركة بدون شروط. وهذا يعني أن الطيبي عندما وجد نفسه في موقف ضعيف جداً، أبدى استعداده لفعل أي شيء "بس خلوني معاكوا وما تتركوني".

الطيبي فعل تماما كما توقعت في مقالي التحليلي. استغل عمليات هدم البيوت ورأى فيها مخرجاً للحديث حول ضرورة وحدة الأحزاب الأربعة في المشتركة، إذ غلّف بيانه بغاف وطني يحفظ ماء الوجه وخط الرجعة إلى المشتركة الأم. أحمد طيبي اعترف في بيانه بأن ضررا كبيراً لحق بالمشتركة ومن الضروري ترميم هذا الضرر. وكان من الأفضل للطيبي لو كانت عنده الجرأة الإعتراف بأنه هو أساس هذا الضرر لأنه أول من انسحب من المشتركة، وبذلك هو الذي أحدث صدعاً كبيراً في المشتركة إن كان بقصد أو غير قصد. ثم يطالب الطيبي في بيانه "بتعزيز التمثيل العربي في الكنيست، خاصة في هذه المرحلة الفارقة في الساحة السياسية الاسرائيلية". يعني يا دكتور أحمد صحيح أن الحقيقة تجرح، لكن لا بد من قولها وهي: لولا عمليات هدم البيوت وتسلل القوات الإسرائيلية إلى بلدة عرعرة، لما أقدمت على إصدار هذا البيان، الذي أردت منه ضرب عصفورين بحجر واحد: الأول إدانة عمليات الهدم باستخدام المفردات المثيرة في القراءة، والثاني: استغلال الحدث للعودة إلى المشتركة بطريقة تحفظ ماء الوجه. هذه هي الحقيقة.

مرة أخرى اختلف "المتفقون الجدد". حزب التجمع الذي كان في الأسابيع الأخيرة حليفاً غير معلن رسميا للحركة العربية للتغيير، حيث جمعهما القدر ليكونا شريكين في الموقف من المشتركة ولجنة الوفاق التي فشلت فشلاً ذريعا في جمع شمل الأحزاب الأربعة، هذا الحزب لم يعجبه أبداً بيان "العربية للتغيير" وسارع هو الآخر على لسان عضو اللجنة المركزية للحزب عز الدين بدران توجيه انتقاد حاد للبيان. صحيح أنه لم يتم تسمية الحركة باسمها، لكن الكلام واضح ولا يحتاج إلى تفسير، وأن اللبيب من الإشارة يفهم. فقد جاء في البيان: "وبدل الانشغال بمناورات اعلامية انتخابية فإن مسؤوليتنا الآن (ونعم نحن جميعا مقصّرون فيها) حماية البيوت وقلوبنا مع أصحاب البيوت المهدمة في صور باهر وعرعرة وأهلنا الصامدين في العراقيب، إلا أن البعض يصر على تحريف البوصلة السياسية وتحويلها لمناورة انتخابية إعلامية، الآن بالذات!".
على كل حال، وكما يقولون بالعامية "ما في حدا أحسن من حدا" وكل حزب من الأحزاب الأربعة ساهم في إفشال المشتركة على طريقته الخاصة من خلال الإصرار على المقاعد وأرقامها. فالجبهة أصرت على رئاسة أيمن عودة لأي قائمة مشتركة "واللي مش عاجبو يطلع برا" وأحمد طيبي أعلن انسحابه منها، والدكتور منصور عباس رئيس "الموحدة" غادرها وأسس "مشتركة ثنائية مع "التجمع". يعني "التجمع والموحدة كانا شريكين في الإنفصال.

الأمر المضحك في بيان عز الدين بدران، الإدعاء بأن " التجمع هو أب وأم ومهندس المشتركة في العام 2015". على مهلك شوي يا عز. ألم تقرأ أو ألم تعلم بأن المشتركة ظهرت في المجتمع العربي بسبب رفع نسبة الحسم في الإنتخابات؟ فأين كان التجمع بعزمه وعزه في سنوات ما قبل عام 2015؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة