للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
يقول السكان إن الخطة تمّت المصادقة عليها قبل حوالي تسع سنوات، دون إعلام أهل القرية، لافتين إلى أنّ أعمال التطوير لبناء الخزان ستدمر كل القبور
قدم سكان قرية خشم زنّة مسلوبة الاعتراف بالنقب، الواقعة بالقرب من موشاف نفاطيم جنوب بئر السبع، التماسا إلى المحكمة العليا، اليوم الأحد، للمطالبة بمنع إقامة خزان للمياه على أنقاض مقبرة القرية التاريخية.
اجتماع سكان قرية خشم زنّة مسلوبة الاعتراف بالنقب
ويقول السكان إن الخطة تمّت المصادقة عليها قبل حوالي تسع سنوات، دون إعلام أهل القرية، لافتين إلى أنّ أعمال التطوير لبناء الخزان ستدمر كل القبور. ويطالب السكان المحكمة بأن تمنع تدنيس المقبرة وتحذر من إلحاق ضرر جسيم بكرامة وحرمة الموتى - ومشاعر أسرهم.
على تلة تُعرف أيضا باسم "كتف إبراهيم"، توجد مقبرة قديمة، تضررت العديد منها مع الوقت. السكان الكبار في السن يؤكدون أن أقاربهم دفنوا في هذه المقبرة في الأجيال السابقة. هناك أدلة حديثة على حدوث دفن في الموقع منذ بداية القرن العشرين حتى عام 1992.
يعيش في قرية خشم زنّة نحو ثلاثة آلاف نسمة من عائلات العثامين والنباري والربايعة والحميدي والاصلع وابو غنيمة والعفاوي ، وتنقصها كسائر القرى مسلوبة الاعتراف الخدمات الحياتية الأساسية. والمقبرة كانت مزارا مقدسا للبدو في المنطقة، حيث كانوا يحلقون شعر الأبناء بجوارها ويذبحون الذبائح وحتى أن كبار السن كانوا يوصون أولادهم بأن يدفنوا فيها، رغم أن عملية الحفر تستغرق اليوم بطوله.
يقول الطبيب د. كايد العثامين، رئيس اللجنة المحلية في القرية: "المقبرة قديمة في قريتنا، وهنا تم دفن جدتي وأعمامي وغيرهم من أفراد العائلات الأخرى. محاولة استيلاء شركة مكوروت على المقبرة بدأت منذ العام 1999 بحجة بناء خزان مياه كبير في مكانها، رغم وجود مساحات شاسعة مجاورة لمنطقة المقبرة. نحن لسنا ضد بناء الخزان، لأنه سيخدم كل سكان المنطقة، بل ضد هدم المقبرة حيث تدعي شركة المياه القطرية عدم وجود أضرحة ما عدا قبور جديدة، وأنه في حال ثبت وجود قبور فيها فهي ستوفر معدات هندسية لنقل القبور إلى مقبرة أخرى الأمر الذي يرفضه الأهل".
وتابع قائلا: "مقبرة خشم زنة من أقدم المرافق الموجودة في قريتنا التاريخية، وهي قائمة منذ مئات السنوات، كما احتوت على مزار تاريخي عمره غير معروف. وكانت هذه المقبرة بالإضافة إلى مقبرة بئر السبع لعرب النقب في منطقتنا، وآخر المدفونين في مقبرة خشم زنة هما المرحوم عمي إبراهيم العثامين الذي توفي عام 1992".
وحول ممارسات شركة المياه قال: "في العام 2017 قمنا بحملة لترميم المقبرة وفوجئنا باقتحام موظفي شركة المياه وإلصاقهم أوامر تأمرنا بإخلاء المنطقة لأن الشركة حصلت على كل التصاريح اللازمة لبناء خزان مياه منذ عام 2008، حيث اتضح انهم نشروا اعلانين في صحيفتين عربية وعبرية علما أن هاتين الصحيفتين لا يتم توزيعهما في القرية - وبالتالي لم نقدم اعتراضا على النشر الذي جاء تحت عنوان خزان مياه اضافي نفاطيم، ولك يذكر فيه خشم زنّة بتاتا".
وقد رفض الأهل إخلاء قبور الآباء والأجداد، وعرضت عليهم "سلطة تطوير النقب" نقل القبور إلى المقبرة الجديدة للقرية، بدعم حكومي وأدوات هندسية من شركة المياه القطرية "مكوروت"، وحتى أنهم زعموا كذبا أن المحكمة الشرعية أقرت عدم وجود مقبرة، الا أن الأهالي أكدوا أن "المقبرة موجودة قبل قيام إسرائيل، ولا يعقل أن تحافظ إسرائيل على مقابر اليهود في أي مكان، وتقوم بهدم مقابر المسلمين".
المحامي عبد الله دكور، الذي قدم الالتماس نيابة عن السكان
المحامي عبد الله دكور، الذي قدم الالتماس نيابة عن السكان قال: "هذه مقبرة إسلامية قديمة، تم الدفن فيها حتى عام 1992. إنه مكان مقدس يحميه القانون الإسرائيلي والمعايير الدولية، وبالتالي من الضروري إعلانه كموقع اثري يجب الحفاظ عليه. بالتأكيد لا ينبغي نقل الموتى من قبورهم. تم إقرار هذه الخطة بدون العودة إلى ملاك الأرض، وبدون فحص مع علماء الآثار، أو التشاور مع وزير الأديان. ولذا يجب أن تٌلغى وفقًا لقانون الحفاظ على الأماكن المقدسة".
عطية العاصم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها قال: "هذا المشروع يمس بكل مسلم وبل مواطن محترم وإنساني. يوجد في النقب مساحات شاسعة، ولا يوجد سبب حقيقي لبناء خزان للمياه على المقبرة. لو كانت مقبرة يهودية لقامت الدنيا. سنعمل بكل الطرق القانونية لإلغاء القرار، ونطلب أيضًا دعم القيادة الدينية اليهودية. لن نسكت! نأمل أن تعيد "مكوروت" النظر في موقفها، احتراماً للجمهور المسلم وكرامة الإنسان".
من جانبه، أضاف المحامي دكور: "لقد تلقينا رأي خبير التخطيط الذي أكد عدم وجود عائق تخطيطي لإنشاء الخزان في مجمع قريب، وبالتالي فإن إصرار "مكوروت" ليس له أي سبب موضوعي. ندعو إدارة شركة المياة إلى النظر مجددا في قرارها".