للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
شاكر فريد حسن في مقاله:
الواقع أن الإنسان العربي الفلسطيني ليس مغفلًا، ولا تنطلي عليه الأقوال والتصريحات والمواقف، واصبح قادرًا على التمييز بين التمثيل والتهريج والاستعراضية والزيف الكلامي، وبين من يحمل مشروعًا سياسيًا وطنيًا يمكن للجماهير أن تلتف حوله
نحتاج إلى إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية على أسس وطنية واضحة، ووضع مشروع سياسي ووطني كفاحي مستقبلي، متكامل الملامح، لتحقيق أهدافنا الوطنية ومطالبنا اليومية العادلة بالمساواة في الحقوق والسلام العادل، ورسم استراتيجية نضالية جديدة لكافة قطاعات شعبنا
لا جدال في أن الحركة الوطنية الفلسطينية داخل حدود العام 1948 المسمى الخط الاخضر، تشهد في الاعوام الأخيرة تراجعًا كبيرًا، فكرًا وممارسة، وتسمها مظاهر سلبية خطيرة، ومصابة بأدران وأورام خبيثة، كسيطرة الانتهازية السياسية، وانتشار النزعة الذاتية الشخصانية بدلًا من الأخلاق السياسية، وتفضيل المصلحة الشخصية على المصالح الجماعية العامة، فضلًا عن نكوص العمل النضالي الشعبي، وتحول الأحزاب السياسية في الشارع العربي إلى أحزاب موسمية، بعد ان كانت في يوم من الأيام احزابًا منظمة وفاعلة وناشطة، والأمر الأخطر أن يتحول الكنيست إلى المنبر المركزي، حيث نرى إشتداد التعلق بالكنيست والوصول إليه هو الهدف الأسمى، وتحوله إلى ساحة العمل السياسي الأساسي، وكذلك ساحة منافسة وصراع بين هذه الأحزاب، وذلك على حساب العمل الشعبي والجماهيري المنظم، حتى بات الكرسي أهم من المبادئ والمصلحة العامة للشعب.
ومن نافلة القول أننا فشلنا واخفقنا في مأسسة مجتمعنا العربي الفلسطيني وتنظيمه جماعيًا، ويتحمل ذلك القيادات بل الزعامات السياسية، التي بات همها المواقع والمناصب والتمثيل البرلماني والحصول على مقاعد اكثر، وغدا نضالها ينحصر في العمل البرلماني وليس الميداني .
والواقع أن الإنسان العربي الفلسطيني ليس مغفلًا، ولا تنطلي عليه الأقوال والتصريحات والمواقف، واصبح قادرًا على التمييز بين التمثيل والتهريج والاستعراضية والزيف الكلامي، وبين من يحمل مشروعًا سياسيًا وطنيًا يمكن للجماهير أن تلتف حوله .
وعلى ضوء ذلك ، وفي هذه المرحلة الانعطافية العاصفة الخطيرة التي نمر فيها ونعيشها، ولمواجهة التحديات الراهنة والمقبلة، والاخطار المحدقة بنا كجماهير عربية باقية في وطنها، وكشعب فلسطيني يكافح ويقاوم لأجل الخلاص من الاحتلال، وفي سبيل التحرر والاستقلال الوطني، فإننا نحتاج إلى إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية على أسس وطنية واضحة، ووضع مشروع سياسي ووطني كفاحي مستقبلي، متكامل الملامح، لتحقيق أهدافنا الوطنية ومطالبنا اليومية العادلة بالمساواة في الحقوق والسلام العادل، ورسم استراتيجية نضالية جديدة لكافة قطاعات شعبنا، والعمل على تشكيل مؤسسات وطنية تمثيلية موحدة منتخبة تستمد شرعيتها من الجماهير والناس، وقادرة على قيادة وتنظيم الشعب بكل شرائحه وقطاعاته وميوله واطيافه السياسية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com