للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
تتساءل أم عودة: كابوس المدارس متى ينتهي؟ وتقول لـ"كل العرب" والحيرة بادية على محياها: "المدارس تأخذ مني الكثير من المال والجهد
في كل عام، ومع بدء العام الدراسي، تشعر أم عودة، من بلدة تل السبع في النقب، بثقل المصاريف التي تضاف إلى قائمة احتياجات أسرتها اليومية مثل أغلب الأسر في النقب، ولا سيما أنها تتهيأ لتجهيز تسعة من الأبناء والبنات، من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية.
صابرين أبو جودة
وتتساءل أم عودة: كابوس المدارس متى ينتهي؟ وتقول لـ"كل العرب" والحيرة بادية على محياها: "المدارس تأخذ مني الكثير من المال والجهد، فعليّ تجهيزهم بما يحتاجون من قرطاسية وملابس وكتب. هذه الأوضاع تثقل كاهلنا وأحيانا نرفع أيدينا ونقول ما باليد حيلة".
أم عودة ليست الوحيدة في النقب، حيث يواجه الأهل هذه الأيام ثلاثية العيد والأعراس والعودة إلى المدارس، مما يُثقل كاهل المواطنين خاصة من محدودي الدخل، حيث يشعر العديد من المواطنين النقباويين بثقل المصاريف التي تضاف إلى قائمة احتياجاتهم اليومية، ما يتسبب في شرائهم لقسم من احتياجات الأولاد.
أم يوسف أبو كف، من قرية أم بطين، لها من الأطفال أربعة يتعلمون في مراحل مختلفة، وهي تؤكد بدورها أنها تتنازل عن الكثير من القرطاسية وتبحث عن الرخيص من الحقائب المدرسية والقرطاسية من أجل التوفير على الأسرة.
ريماس أبو كوش
أما الأم صابرين أبو جودة: "الوضع سيء للغاية. لنا من الأطفال سبعة، بينهم خمسة في المدارس ولا يوجد معيل غير الوالد. التأمين الوطني لا يساعد. كل طفل تريد أن تجهزه من كتب وحقيبة ومستلزمات المدرسة الأخرى – وإذا فرضنا جدلا أننا نريد شراء الأرخص فأقل طفل يكلف 1500 شيقل، أي 7500 شيقل لأولادي".
وتضيف: "من أول أيلول وحتى 30 حزيران نبدأ التفكير كيف سنجهّز أولادنا للمدارس في العام القادم. حتى هذه اللحظات، بقيت عدة أيام للمدراس – لم أشترِ لأولادي أي من مستلزمات المدارس، لا كتب ولا ملابس ولا غيره".
بعض الأهالي لا يصطحبون أولادهم لعدم الإحراج
ويقول سالم أبو شلظم، صاحب مكتبة "النور" في السوق البلدي في مدينة بئر السبع، في حديث لمراسلنا: "الأوضاع سيئة حيث غالبية السكان في النقب يعيشون على مخصصات التأمين الوطني ولولا أنهم يتلقون الدعم – لكان خمسين بالمائة من الأطفال لا يذهبون إلى المدراس أو يذهبون إلى المدارس بدون اللوازم الأساسية".
وتابع قائلا: "أشعر أن الأشخاص الذين يحضرون إلى المكتبة يريدون أن يشتروا لأولادهم – ولكنهم غير قادرين. يريد شراء حقيبة جيدة لولده ولكنه غير قادر فيشتري الحقيبة الرخيصة بـ70 أو 80 شيكل. من لديه أربعة أو خمسة طلاب لا يستطيع أن يشتري حقيبة بـ180 شيقل".
الطفلة ريماس رباح أبو كوش، من عرعرة النقب، حضرت مع والدتها لشراء مستلزمات المدرسة، والسعادة بادية على محياها. وتقول: "أنا سعيدة اليوم بعودتي إلى المدرسة حيث قمت بشراء ما يلزمنا من كتب وقرطاسية وكتب".
مُصعب أبو كوش، صاحب مكتبة في السوق البلدي، يقول لمراسل "كل العرب" إنّه يلمس الضائقة عن كثب على وجوه الأهالي، ولكن بعض الأهالي يبذلون قصارى جهدهم من أجل إسعاد أولادهم رغم أن من بينهم من يعاني من ضائقة اقتصادية".
أما صاحب مكتبة ثالثة فيؤكد: "أعلم جيدا أنّ الأوضاع المعيشية للكثير من الناس تتسبب في تنازلهم رغما عنهم عن نصف الكتب المدرسية وعن بعض القرطاسية. الكتب كثيرة والأسعار باهظة للأسف، وبالتالي الكثير من الأهالي يفضل عدم اصطحاب أولاده معه من أجل عدم إحراجه أثناء المشتريات".
بلوزة بعشرة شواقل
وعن إدعاءات الأهالي بأن أسعار الكتب عالية يقول: "الأسعار باهظة من الأساس، وعلى سبيل المثال الربح الفعلي لكتاب اللغة الإنجليزية، لا يتعدى 14% وبقية الكتب لا يتعدى الربح عليها 10%. هذه هي أسعار المكتبة عندي، ولا استطيع أن أتحدث عن مكتبات أخرى".
توجهنا إلى مركز ملابس للطلاب في مدينة بئر السبع، فوجدنا حملة كبيرة على البلايز المدرسية. سعر 10 بلايز وصل إلى 100 شيقل، وهناك حركة غير عادية على "محساني هلباشاه" في مركز بيغ من قبل المواطنين العرب في النقب.
ويقول أحد سكان بلدة حورة في النقب: "الأسعار هنا أفضل بالنسبة لنا من البلدات العربية. التجار يقومون بحملات بمناسبة افتتاح العام الدراسي، وتجارنا يشتكون لماذا تبقى محلاتهم بدون حركة. يتساءلون لماذا نسافر إلى بئر السبع أو الخليل والظاهرية لشراء مستلزمات اولادنا. في الخليل تجد الحملات لافتتاح العام الدراسي في كل المكتبات".
خالد أبو مديغم، صاحب محل لبيع الملابس في مدينة رهط، يقول من جانبه: "أعلم حاجة الناس، وأقول لك بصراحة بسبب العيد والأعراس وافتتاح العام الدراسي، فالكثير من الأهالي اشترى "كسوة" العيد لتكون أيضا ملابس المدارس. البعض منهم يقوم بشراء بلايز مع شعار المدرسة بعشرة شواقل، وبنطلونين للزي الموحد. كما ترى، الحركة ضئيلة جدا هنا، وأنا أفهم الوضع العام للمواطنين الذين تثقل المصاريف كاهلهم".
بالرغم من ظروف العديد من الأسر في الجنوب، فهم ينتظرون بفارغ الصبر دخول الكتب الألكترونية بدل الكتب الورقية إلى المنهاج الدراسي، مما قد يخفف من معاناتهم ومصاريفهم الكبيرة.
سالم أبو شلظم - صاحب مكتبة النور
مصعب أبو كوش- صاحب مكتبة في بئر السبع