الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 22:02

فكروا كثيرًا.. كلهم رضعوا من حليب الصهيونية/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 01/09/19 11:49,  حُتلن: 15:21

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أحمد حازم:

الشعار المطروح الآن في المرحلة الإنتخابية للكنيست هو:"إسقاط نتنياهو". نعم، نحن كلنا لا نريد نتنياهو ونتمنى لو يسقط اليوم قبل غد

لا يزال مصطلح "الأحزاب اليسارية" في إسرائيل متداول به في المجتمع العربي، وكثيراً ما نسمع أيضاً بصياغة "القوى اليسارية" التي يشار إليها في وسائل الإعلام. ومنذ وجود كل ما يمت إلى اليسار بصلة في الوسط اليهودي، أو بالأحرى ما يلصق باليسار، لم نلمس لغاية الآن أي تأثير له على الحكومات الإسرائيلية فيما يتعلق بمطالب المجتمع العربي، باستثناء بيانات وتصريحات لوسائل الإعلام.

الحقيقة التي يريد مؤيدو مصطلح اليسار عدم سماعها أن اليسار واليمين في إسرائيل هم أناس تربّوا على مباديء الحركة الصهيونية، التي تعتبر الفلسطينيين بعيدين عن الجنس البشري. وكل شيء يتعلق بإسرائيل ترى اليمين وإسرائيل في صف واحد ولا فرق بين يساري ويميني.

الشعار المطروح الآن في المرحلة الإنتخابية للكنيست هو:"إسقاط نتنياهو". نعم، نحن كلنا لا نريد نتنياهو ونتمنى لو يسقط اليوم قبل غد. لكن ماذا بعد إزاحة نتنياهو عن الحكم ؟ من سيأتي يا ترى؟ هل تفرز لنا انتخابات الكنيست ألـ 22 المقبلة رئيس حكومة يعلن مساواة العربي باليهودي؟ أكيد غير معقول؟ هل تبعث لنا الأقدار برئيس وزراء يؤيد حل الدولتين؟ طبعاً مستحيل. هل يسقط علينا رئيس حكومة من السماء يوقف أعمال هدم البناء ويهتم بمعالجة العنف المتفشي في مجتمعنا العربي وقضايا التعليم والسكن؟ أكيد لا. إذاً لا فرق بين نتنياهو وخليفته مهما كان توجهه السياسي. كلهم رضعوا من حليب "الصهيونية" وكلهم لا يهتمون بما يعانيه المواطن العربي، لكنهم كلهم يعيرون اهتماماً بالصوت العربي.

بعض قصيري النظر يرون في الجنرال بيني غانتس زعيم ائتلاف (أزرق أبيض) بديلاً عن نتنياهو،لدرجة أن بعض العرب يعتبره وسطياً وآخر يعتبره يسارياً. إقرأوا يا من تطرحون غانتس بديلاً لنتنياهو ما جاء في استطلاع نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، وقناة التلفزيون اليهودية الفرنسية في يافا «i24NEWS»:
"معسكر اليمين القائم حالياً سيفقد أكثريته الحالية، ولن يستطيع العودة إلى الحكم، إلا إذا انضم إليه حزب ليبرمان. فيما يعلن ليبرمان أنه لن ينضم إلى ائتلاف لمعسكر واحد أياً كان، وسينضم فقط إلى حكومة وحدة تضم حزبي الليكود و«كاحول لافان» الذي يرأسه غانتس، علماً بأن أحد الاستطلاعات، ذكر:أن "حزب الجنرالات (كاحول لافان)،، يفضل إقامة ائتلاف حكومي برئاسته، يضم حزب الليكود اليميني، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، وحزب العمل برئاسة عمير بيرتس، ولا يفضل تشكيل حكومة يسار". هل ففهمتم الآن يا عرب أن لا فرق بين يسار ويمين إذا كان الأمر يعود لصالح إسرائيل؟

في السابق راهن العرب على حزب العمل، لدرجة ان بعض منتسبيه من العرب كنت أتخيل عندما يتحدثون عنه وكأنه حزب فلسطيني. حزب العمل يا سادة تم في عهده بناء أكبر عدد من المستوطنات، وحزب العمل، يا أصدقاء العمل هو القوة الأساسية التي خاضت إسرائيل منذ قيامها وحتى العام 1977 جميع حروبها الكبرى ضد الفلسطينيين والعرب عموما، خصوصا حروب 1948، 1956، 1967. كلهم شاركوا في حروب ضد الفلسطينيين وكلهم لم يفعلوا أي شيء للمواطن العربي في البلاد. فلا يسار ولا يمين يهتم بالمجتمع العربي. صحيح أن القضية نسبية بينهما لكن بدون شك فإن قانون القومية يجمعهما .
فهل فهمتم الآن يا عرب، أن قادة أحزاب اليمين واليسار والمتدينين وغيرهم في الماضي والحاضر، كلهم وبدون استثناء رضعوا من حليب الصهيونية وترعرعوا وكبروا على تعاليمها؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة