للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!
إيناس يونس
بين المُجوهرات والمُحاماة عالم بأكمله، اختارت إيناس يونس أن تتحدّى نفسها وتدمج بين موضوع دراستها وشغفها في الحياة.
إيناس يونس من قرية عارة هي أم لثلاثة أطفال سارة ويوسف وعمرو، وزوجة لحسام يونس. تعمل بالأساس في المحاماة في مجال العقارات وهي مصممة فلسطينية لعلامة "أقراط" للمجوهرات الشّرقية الرّاقية.
تقول إيناس: "كمحامية عملت في مجال العقارات، وهو مجال مادي وذكوري في الغالب، هذا الامر دفعني للبحث عن الروحانية في عالم الجمال الأنثوي من خلال الفن والحرفية. في كُل مرحلة من حياتي أحببت أن أحترف الفن بشكل ما، فلجأت إلى الكثير من المجالات الفنّية منها الرّسم والخزف، بعدها تعلّمت تصميم المباني والرّسم المحوسب بشكل ذاتي، كانت البداية في الدّمج بين الرّسومات اليدويّة والرّسم المحوسب، وبدأت أرسم تصاميم بروح شرقية، لم أخطط للدّخول عالم المجوهرات، إنما هو من شدّني للدّخول إليه واتّضح لي لاحقًا أنّ هذا هو الشّغف الذي كُنت أبحث عنه.
المجوهرات والتّصميم بالنسبة لي ليس فقط فن، إنّما رسالة، ورسالة مُهمّة جدًّا أحاول فيها ان أبرز دور المرأة وشخصيّتها بجميع الأدوار التي تلعبها المرأة، كُل قطعة تحمل قصّة ورواية وهدفًا، وتُعبّر عن السّيّدة التي تختارها، لذلك أعمل بعناية على كُل قطعة وأضع بها كُل شغفي.
حول استخدام اللغة والزخرفات العربية تقول ايناس: "المجوهرات التي أصمّمها مستوحاة من الثّقافة العربيّة التي تشمل زخرفات مأخوذة من أماكن تاريخية، والخطوط العربيّة المُميّزة، لأنّي أجد بأنّ ثقافتنا العربية موروث مّهم يجب أن نعمل على إبقائه حيًّا بيننا في كّل الطّرق المُمكنة وأنا أحاول ذلك عن طريق تصاميمي، وأجد في ذلك مُتعة لأنّي أعتبره وسيلة تعبير بإحساس قوي وعالٍ جدًّا.
(أنت بداية روحي وأنت الختام)
وتابعت عن اللغة: "اللغة العربية تحاكي روحي في المرتبة الاولى، لذلك أردت أن أصنع ما يُشبهني وما يمثّلني، فأختار بعناية ودقّة شديدتين العبارات المُعبّرة التي سأضعها على أي قطعة، ومن خلالها أنشر رسالة مُباشرة للمرأة مستخدمة عبارات لكبار الشعراء والكتاب العرب، كعبارات محمود درويش "كوني لنفسك كل شيء" "سأصير يومًا ما أريد" "كن حاضرًا في الغياب" "نسيمك عنبر وأرضك سكّر"، وجلال الدين الرومي "أشرقي وكأنّ الكون كلّه لك"، وغسان كنفاني "لك شيء في هذا العالم فقم" وغيرها من المقولات، وربّما يكون هذا أيضًا ما يميّزني أنّي أدخل الجمل التي تُحفز المرأة بداخلي وتمنحني الكثير من القوّة التي تنعكس في كُل تصميم".
أمّا عن الزخارف الشرقية فقالت: "أستوحي تصاميمي أيضًا من الزّخارف الشرقية من الأماكن التّاريخية والمقدّسة، من مساجد وكنائس، مثلًا انا أستوحي كثيرًا من مدينة القدس التي تملك مكانا خاص في قلبي وأدخلها في تصاميمي وبالذّات تلك التي تتعلّق بخواتم زفاف أو خطوبة فتأخذ عندها بُعدًا أكثر قداسة، فيصبح الخاتم أكثر من كونه قطعة كلاسيكية تقليدية، بل تُجسّد روحًا وقصّة مُعيّنة ترافق حامليها لكل العمر".
أنا لا أعتبر "أقراط" مشروع تجاري فحسب، إلا أني أراه في المرتبة الاولى ملاذي الذي ساعدني في الوصول إلى الاكتفاء والرّضا الذّاتي، وأشعرني أنّني كامرأة قادرة على إبراز أفضل ما لديّ في المجال الذي أحبه الأمر الذي يمنحني الكثير من الطاقة الإيجابية والسّعادة لأستمرّ.
ضيق الوقت، العائلة الأطفال ما بين العمل والشّغف تقول إيناس: "للحقيقة ما شجّعني على الانطلاق في الخوض في المجال الذي ألتقي فيه بذاتي رغم ضيق وقتي بسبب عملي الثاني في المحاماة هي عائلتي، زوجي وأطفالي وأهلي، دعمهم جميعًا لي كان بمثابة خطوتي الاولى في تحقيق حلمي، إصرارهم دفعني بقوّة لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، وهذا عدا عن دعم الصّديقات والمعارف بالذّات بعد إطلاق مجموعتي الاولى التي لقيت إعجابًا من قبل الكثيرات بوقت قصير، وأمست علامة أقراط محط أنظار الكثير من السيّدات من شمال البلاد وحتّى جنوبها اللواتي تستهويهن المجوهرات الرّاقية".
أنا مقتنعة بأنّ الإنسان لا يأخذ كُل شيء يتمنّاه، وعليه في بعض الأحيان أن يُحدّد أولويّاته وحتّى أن يقوم بأمور على حساب أمور أخرى. اقتناعي التّامّ بأنّ ما أقوم به من أجل تحقيق شغفي في الحياة يتطلّب تقديم بعض التّنازلات قرّرت التّنازل عن جزء من وقتي في عملي بدلا من التّنازل عن وقتي المهم مع أطفالي، وهكذا استطعت من موازنة حياتي مع شغفي وعملي الأساسي.
هل ستترك إيناس المُحاماة من أجل "أقراط" تقول إيناس: "لا زالت الامور غير واضحة بالنسبة لي حول هذا الموضوع، مزاولتي لمهنة المحاماة لسنوات طويلة قدّمت لي الكثير وأغنت تجربتي من جميع النواحي، وشغفي اليوم هو بالفن وفي المجال الذي اختارني قبل أن أختاره، ولكني لم أغلق باب المُحاماة على الاقل في هذه الفترة بل سأبقيه مُواربًا ولا أعلم ما تُخبئه لي الأيّام".
حول تعدّد المشاريع التي تحمل نفس الخطّ، تقول إيناس: "لاحظت في الفترة الأخيرة تعدّد الشّابات اللاتي انخرطن في هذا المجال الفنّي، وهذا يزيد من المُتعة والتنوّع في المجال، ويحفّز على الأبداع من أجل ترك بصمة كل حسب تفكيرها، إن كان بالفكرة أو الطريقة التي تعرض بها أو بالمواد المستخدمة في كُل قطعة، ولا أعتقد أنّ هناك فنانا يشبه الآخر بشكل مُطلق إلا إذا كان الأمر تقليدًا بحتًا، ما يميّز عملي بالإضافة للفكر والاحساس الذي أحاول إيصاله للناس، هو أني أدخلت ثقافتي العربية التي أفتخر بها لعالم المجوهرات الراقية، ففي خواتم الزواج مثلًا أنا اعتمد على الذّهب والحجارة الكريمة والماس مانحة بذلك ثقافتنا المكان الذي تستحقّه من وجهة نظري".
كما وأعتقد أنّ لي بصمتي الخاصّة في عالم خواتم الزواج، حيث أنّي اهتممت بنقل خاتم السوليتير الكلاسيكي أو الماسي الذي تحلم به كل سيدة مُقبلة على الزّواج إلى مكان آخر، مضيفة له بُعدًا روحانيًّا آخر. إن كان باستخدام جمل ومقولات تُجسّد تجربة الزواج لدى الزّوجين كعبارة "أنت بداية روحي وأنت الختام" "فقد تعاهدنا على السير معًا، "لقد جمعنا الحب فمن يفرّقنا"، أو باستخدام زخارف مستوحاة من أماكن مقدّسة أو حتّى ببناء خاتم زواج مختلف وخاصّ وفقًا لرغبة الزوجين وتجربتهما الخاصّة، يحمل كلماتهما الخاصّة التي تلهمني أنا في الكثير من الاحيان، كما وأني لا أتنازل عن جودة القطعة، إذ أمنح كُل واحدة حقّها الكامل في المجهود، وأعمل بدقّة على الزّخارف واختيار الخطوط العربية فأنا أتعامل مع أهم الخطاطين والحرفيين في البلاد، وهذه المنظومة بأكملها تؤدّي إلى قطعة مُميّزة وجميلة وغير مألوفة".
عن الطّموح قالت إيناس: "كُل إنسان يطمح للوصول إلى أبعد مكان بمشروعه أو فكرته، وطموحي لا حدود له، بالطّبع أنا أسعى لأن ينتشر فكري وفنّي عالميا وبفضل الله أنا أتلقّى الكثير من العروض وقريبًا سيكون انتشار على مستوى عالمي ليس فقط محلّي.
عن جمهور الهدف تقول إيناس: "جمهور هدف أقراط هو كل امرأة تحب التّميّز والابداع، كل امرأة قادرة على أن تكون فعّالة في المجتمع مهما كان دورها، فأنا لا أرى بالمجوهرات مجرد قطعة جميلة نضيفها على مجموعة حلينا، إنّما كُل قطعة هي بمثابة فرصة لنقول من خلالها ما يُعبّر عنا، فُرصة لنقول أنّنا كنساء عاملات، مُكافحات، أمهتا معطاءات، زوجات داعمات، عاملات متفانيات، أخوات وبنات مُخلصات، نحن رائعات ويحقّ لنا أن نكافئ أنفسنا بمجوهرات مميّزة ومختلفة وناطقة تحاكي أرواحنا وأذواقنا".
رسالتي لكل امرأة، كوني جريئة والحقي شغفك نحو النّهاية، والأهم أن تكوني ذاتك، اعملي ما تحبّين لأنّ في هذه المساحة فقط ستنجحين وستجدين الكثير من الإجابات عن التّساؤلات لذاتك وروحك، اتّبعي الحلم وأصرّي على أن تكوني في المكان الذي يمنحك إكتفاء ذاتيًّا عظيمًا يجلب لك ابتسامة دائمة، لا تتقاعسي في البدء اليوم الآن هو الوقت الصحيح لبداية تحقيق الأحلام، لا تضعي الحجج واجتهدي فقط، وستضمنين نجاحا يتخطّى كُل توقّعاتك. وعدا عن ذلك، بالفترة الأخيرة نرى انتعاشًا كبيرًا لدى الجمعيات الدّاعمة للمشاريع النّسوية الصّغيرة، الجئي لها واعملي على تطوير ذاتك طوال الوقت وستجدين الفرص حتمًا.