الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 13:02

التربية بالقدوة الحسنة/ بقلم: الأستاذ أحمد القاسم محاميد

الأستاذ أحمد القاسم
نُشر: 25/09/19 14:40,  حُتلن: 14:47

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الأستاذ أحمد القاسم محاميد:

التربية هي تبليغ الشيء الى كماله شيئا فشيئا, وانشاء الشي حالا فحالا الى حد التمام, فالتربية هي عملية تراكمية وتكاملية من أجل تنشئة الفرد في بيئة دافئة ومناخ داعم للسلوكيات الإيجابية

التربية السليمة والصحيحة والمبنية على أسس قوية ومتينة والمصطحبة بمتابعة دقيقة من قبل وكلاء التنشئة هي سر تقدم الشعوب والأمم وسر بزوغ فجر الحضارات الراقية المحصنة بقيم الأخلاق الإنسانية، للتربية عدة معاني وتعريفات، ومن خلال هذه المقالة المتواضعة أود أن أتطرق للتربية بالقدوة الحسنة.

التربية بالقدوة الحسنة هي من أهم وأمثل الطرق في ترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية في الجيل الناشئ, وهي الطريقة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم, فالنظريات والمناهج التربوية في حاجة دائمة الى من ينفذها ويطبقها, وستبقى هذه المناهج والنظريات حبيسة الأوراق ولا تحقق جدواها وأهدافها ما لم تتحول الى سلوك عملي ونهج حياتي وعملي للمربيين أنفسهم, لذا كان منهج النبوة في التربية يعتمد على القدوة الحسنة, وكان بمثابة حقيقة واقعة أمام الناس, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر بشيء طبقه أولا, وإذا نهى عن شيء كان اول المنتهين عنه, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة التي ترجمت الإسلام الى واقع, قال الله تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا". (الأحزاب:21).

التربية هي تبليغ الشيء الى كماله شيئا فشيئا, وانشاء الشي حالا فحالا الى حد التمام, فالتربية هي عملية تراكمية وتكاملية من أجل تنشئة الفرد في بيئة دافئة ومناخ داعم للسلوكيات الإيجابية من عدة وكلاء تربية وتنشئة الذين لهم دور أساسي في بناء الانسان وخاصة في السنوات الأولى من حياته, وفق نظرية اللوح الفارغ أو الصفحة البيضاء فان الأفراد يولدون دون محتوى أو معرفة عقلية سابقة, ولذلك فإن المعرفة تأتي عن طريق التجربة والادراك, لذلك نحن مطالبون كأهل أن نكون قدوة حسنة لأولادنا, من أجل تحقيق الأهداف النبيلة نحن بحاجة لوسائل نبيلة, ومن أجل تحقيق الأهداف المشروعة نحن بحاجة الى وسائل مشروعة, وكل وسيلة أخرى بخلاف الحق مرفوضة, وتربية الأبناء بحاجة الى وسائل صحيحة أولها "التربية بالقدوة الحسنة", الناس يتعلمون بعيونهم لا بأذانهم, والأبناء منذ ولادتهم هم مشروع بحد ذاته الذي يجب تطويره واستثماره بطريقة تربوية سليمة وحكيمة وذلك من أجل الاستقرار الاجتماعي والنفسي ومحاربة كل الظواهر الهدامة التي تعصف بنا وتفكك نسيجنا الاجتماعي وترابطنا الأسري.

وسائل التربية الفعالة يحتاجها كل أب وكل أم وكل معلم وكل وكيل تنشئة له علاقة وتداخل بالعملية التربوية للفرد بالمجتمع, وفي هذا السياق لا بد لي من التذكير أن الانسان مهما بلغ من نجاحات وتحصيلات إيجابية في حياته, ان لم يكن ابنه كما يتمنى وكما يطمح فهو أشقى الناس وأتعسهم, فكل واحد منا يطمح بأن يكون ابنه أحسن منه, ومن أجل أن يكون أبنائنا استمرارا لنا, ومن أجل أن نسعد بتربيتهم وتقر أعيننا بهم علينا مضاعفة جهودنا التربوية بعشرات المرات وتوظيف كل الموارد الممكنة وذلك لكثرة الاغراءات والمعوقات والتحديات التي نعيشها في هذه الفترة بالذات, لذلك يتوجب علينا أن نكون القدوة الحسنة لهم من خلال تصرفنا, سلوكنا, أعمالنا ونهجنا اليومي, لأنه وما أولادنا الا مرآة لنا نرى في تصرفاتهم انعكاسا لتصرفاتنا ونسمع في أقوالهم صدى أقوالنا, ما لم تكن أنت صادقا لن يكون ابنك صادقا, ما لم تكن أنت عفيفا لن يكون ابنك عفيفا, ما لم تكن أنت مستقيما لن يكون ابنك مستقيما, وما لم تكن أنت مخلصا وأمينا لن يكون ابنك مخلصا وأمينا, الأبناء وان كانوا صغارا في السن فانهم ينتبهون, يدققون ويقلدون كل شيء.

من يوجد عنده أولاد هو الموجه الأول لهم، وهو المرشد الأساسي لهم، وهو وكيل التنشئة الذي يعول عليه، وهو القدوة الأولى لهم، أيها الأب، وأيتها الأم قبل أن تلفظوا الكلام، وقبل أن تتصرفوا أي تصرف، اعلموا أن ابنائكم يتشربون ما تلفظون ويقلدون ما تتصرفون، احترموا أبنائكم ليتعلموا منكم الأدب، وكونوا لهم قدوة حسنة ليرتقوا بالمجتمع، أولادنا هم الورقة الرابحة بأيدينا، ولم يبقى بأيدينا سواهم، فحينما نعتني بهم معنى ذلك أننا نبني مستقبلهم وننتبه الى مستقبلنا، ومستقبلنا بتربية أولادنا.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة