الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 19:01

عندما يحط التآكل رحالة عند الضمير/ بقلم: دكتور نجيب صعب

دكتور نجيب صعب
نُشر: 17/10/19 13:09,  حُتلن: 13:27

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

دكتور نجيب صعب في مقاله: 

الضمير الحي له مميزاته التي تلصق في صاحب الضمير منذ نعومة اظفاره، وينشأ على هذا المنوال ويكون صادقاً مع ضميره، مؤمناً به ويعمل في الحفاظ عليه دائماً كي لا يمس هذا الضمير الحي بسلبية معينة

توجد ضمائر مهتزةً لكل هبة ريح، غير ثابتة واصحابها يتململون في نفوسهم، والضمير عندهم كثيراً ما يكون غائباً، او قد يكون في إجازة، او ربما حاضراً غائباً، حيث ان هذه الامور ايضا تجعل من الضمير الحي في بعض الاحيان متقوقعاً لوحده بعد ان ينكشف في صفوف المجتمع بفضل تقلبات صاحبه وتذبذبه وفي بعض الاحيان

ان الله سبحانه وتعالى خلق بني البشر بصفات متفاوتة، بأحجام متفاوتة وكذلك بعقول متفاوتة، وبصور متفاوتة في الجمال مثلاً وغيره، حيث ان الباري عز وجل جعل لكلٍ ميّزات وصفات تختلف في كثير من الامور كما انها تتشابه ايضاً في بعض الاحيان في امور أخرى هذا ما ينطبق مع المقولة ((يخلق الله من الشبه اربعين)).
وكثيرة هي الأمور التي يمكن التعرُّض لها في هذا السياق والتي تخص كل فرد من افراد المجتمع، وطبعاً ليس بنفس النِسَب، اذ ان كلٌ من الادميين له ما له من الصفات.
فلكل انسان ضمير، وبدون ريب تنوعت الضمائر كما اسلفت، ولكل في هذا الكون ضمير خاص به، ولا ريب فيما اقول ان الضمائر جميعها تعطي صورة حقيقية عن اصحابها، فالضمير الحي له مميزاته التي تلصق في صاحب الضمير منذ نعومة اظفاره، وينشأ على هذا المنوال ويكون صادقاً مع ضميره، مؤمناً به ويعمل في الحفاظ عليه دائماً كي لا يمس هذا الضمير الحي بسلبية معينة، ذلك من أجل صيانته من الشوائب التي تجتاح عصرنا اليوم، وكم من الضمائر يجرفها التيار؟؟ وقد يصيب بعض الضمائر ضرر وتراجع وربما تآكل الخ....

وفي ناحية أخرى توجد ضمائر مهتزةً لكل هبة ريح، غير ثابتة واصحابها يتململون في نفوسهم، والضمير عندهم كثيراً ما يكون غائباً، او قد يكون في إجازة، او ربما حاضراً غائباً، حيث ان هذه الامور ايضا تجعل من الضمير الحي في بعض الاحيان متقوقعاً لوحده بعد ان ينكشف في صفوف المجتمع بفضل تقلبات صاحبه وتذبذبه وفي بعض الاحيان.
انماط من هذا القبيل من شأنها ان تعمل جاهدهً في تآكل الضمير الذي كان قد عُرف عند فلان وعلان من الناس انه ضميرٌ حي، ضمير امين، ضمير صادق وهكذا يظهر ويبرز صاحبه ايضاً بين الجماهير.
وبعد فترة معينة قد يتغير هذا الضمير متأثراً بمجريات الامور وتأثيرها على الاصدقاء والاقارب والرفاق في كثير من الحالات، وعند حدوث امور كهذه لا بد للضمير ان يتغير بنسب متفاوتة بفضل التآكل الذي اصابه وحط رحالة عنده، فقد يتغير المرء صاحب الضمير وكأنك تظن من تصرفات مستحدثه عند صاحب هذا الضمير او ذاك، انه قد تغيرّ راساً على عقب، وهذا الانسان ليس هو كما كان، وترنو عندها انت ايها المراقب لتقصي الحقيقة والبحث المتواصل لإدراك مع حدث لدى هذا الانسان!!!

وقد يفكر المرء ويكون تفكيره على الغالب في مكانه، اي ان كثرة الهفوات والتصرفات غير المألوفة عند هذا الانسان صاحب الضمير الآخذ بالتغير لا بد الا ويعمل التآكل في هذا المرء وفي ضميره نتيجة تصرفات غير مألوفة الى ان يؤدي الامر بالتالي الى التغير الكامل في تصرفات المرء نفسه، وكان الضمير عندها قد غاب، والله اعلم متى تكون الرجعة إليه اذا وجدت!!
وخلاصة القول اعزائي القراء ان الضمير الحي والنقي يترتب بل ينبغي على صاحبه ان يصونه كلياً وان يقف سدا منيعاً كالطود لا يزحزحه شيء او امر مما نراه في المستجدات التي يمكنها ان تأخذ مأخذها وتجعل صاحبه يتحسر على ايام قد فاتت وذهبت خاصة عندما كان ينهج نهجاً غير مناسب وينسى عندها انه يؤثر ويعمل بغير قصد ربما للإنحراف عن المبادئ والاصوليات التي نما عليها وترعرع على النهج الصحيح والسليم، وعندها تقول لات الوقت وقت ندامة!؟
فالضمير الحي يجب ان يُصان، آلا يستهان به، وعلينا جميعاً الحفاظ كل في موضعه وعلى طريقته على اصحاب الضمائر الحية، ولا ندع للسلبيات ان تلعب دورها، وآلّا ندع التآكل ينال من اي ضمير كان، لان في ذلك صلاح النفس ونقاوة الضمير والتي من شأنها التخفيف من السلبيات التي تجتاح المجتمع بدون هواده، عندها نرى ان الامور افضل والحياة أنقى والنوايا تبقى نوايا سليمة ان شاء الله، ما يصب بالتالي من انسانيات، ومن حماية الضمائر والحفاظ عليها، لا ريب ان يعمل كلنا في التصدي بشكل او بآخر لصيانة صرح الضمائر ولمقاومة السلبيات التي قد تطال من مجتمعنا لا سمح الله.

أبو سنان 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة