الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 21 / نوفمبر 14:02

صفقة القرن، بناء الهيكل وتحقيق حلم الميعاد

بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 10/02/20 19:21,  حُتلن: 23:23

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

خالد خليفة في مقاله:

لسخرية القدر أن هذه الخطّة يمكن ان تتم بتمويل ودعم عربيّ بحيث تقتطع الاموال من دول الخليج التي صادرتها الولايات المتحدة من العراق، السعوديّة ، أبو ظبي والكويت

نالك حاجة ماسة لمواجهة تلك الخطّة بادئة ذي بدء في العنق العربيّ، حيث ان سياسة نتانياهو اولا ثم ترامب ثانيا يهدفان للقضاء على ما بقي من العالم العربيّ والفلسطيني بشكل خاص

لقد بات من المؤكد أن المقترحات الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية وما سميّ بصفقة القرن هي بالأساس مقترحات إسرائيلية بحته ، تتعلق بمحاوله شفافة وواضحة المعالم لإخراج الدولة العبريّة من أزمتها ، هذا وقد اتسمت السياسة الإسرائيلية منذ مطلع التسعينات وبعد اتفاقية أوسلو، بان إسرائيل لا تريد فعلا أي حلول جزئية آم كاملة مع الفلسطينيين بل تريد كسب الوقت بهدف تعميق احتلالها وسيطرتها الجغرافيّة على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة . فإسرائيل تريد الهيمنة والسيطرة المطلقة على تلك المناطق وتحقيق حلم انبعاث الهيكل وارض إسرائيل بدون الاخذ بعين الاعتبار لوجود شعب فلسطيني في هذه المناطق ، ويتمثل تحقيق ذلك بجلب عشرات الآلاف من اليهود سنويا إلى البلاد للمشاركة في الحلم الصهيونيّ في اطار حقّ العودة.
وهنالك إجماع قوميّ في المعسكر الصهيوني لتحقيق تلك السياسة ، حيث أثبتت الانتخابات الأخيرة أن حزب الليكود وكحول لافان وأحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينيّة ، كلها تلتقي في مطلب واحد وهو السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية وفي نفس الوقت يحرم سي الكيان الفلسطيني من السيادة ومقوّمات الدولة و75% من الأراضي التي احتلت عام 1975. هذا ويمكن القول بان صفقة القرن والتي أعطيت لهم بصكّ أمريكي وكتبت بأقلام وسياسات إسرائيلية من رئيس مرتشي للصوت اليهودي ، يمكن ان تشكّل بداية لأي حلول إسرائيلية تفرض على الفلسطينيين لاحقا .
وما يلفت الانتباه في هذه الصفقة هو أصراع نتانياهو بفرض بنودها المتعلقة بالضم والمصادرة وتعيين مسار يودي في نهاية الأمر إلى سلب الفلسطينيين حقوقهم الأساسية وإجبارهم الانصياع لسياسة ترانسفير إلى الأردن تتم لاحقا.

ولسخرية القدر أن هذه الخطّة يمكن ان تتم بتمويل ودعم عربيّ بحيث تقتطع الاموال من دول الخليج التي صادرتها الولايات المتحدة من العراق، السعوديّة ، أبو ظبي والكويت. حيث تشترط الاداره الامريكيّة مستقبلا في حال بدأ تنفيذ هذه الخطة دعمها العسكريّ لتلك الأنظمة بحيث تضمن في نهاية الامرامن إسرائيل . واكبر مثال على ذلك ما حدث في الآونة الأخيرة فعندما ازدادت الانتفاضة الشعبية في العراق بعد اغتيال قاسم سليماني في مطلع هذا العام ، للمطالبة بطرد الجيش الأمريكي من هناك ، اقترحت أمريكا الخروج من العراق ولكن بدون إرجاع العائدات العراقية الموجودة في البنوك الأمريكية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وتبلغ حوال 32 مليار دولار وستحاول الولايات المتحدة اذا استمر ترامب ونتانياهو في الحكم واعيد انتخابهما تمرير تلك الصفقة بحيث ان ترامب وضع نصب عينيه الى القضاء وبشكل مطلق وبايعاز من إسرائيل على القضية الفلسطينيّة.

هنالك حاجة ماسة لمواجهة تلك الخطّة بادئة ذي بدء في العنق العربيّ، حيث ان سياسة نتانياهو اولا ثم ترامب ثانيا يهدفان للقضاء على ما بقي من العالم العربيّ والفلسطيني بشكل خاص، ففي احد مقابلاته للإعلام الإسرائيلي قبل شهرين تفاخرنتامياهو و قالها وبشكل واضح ان اسرائيل استطاعت خلال الخمسين عام الاخيرة القضاء على ما سمي العالم العربيّ وتفتيته بما فيها يعني بالقضاء على فكرة القوميّة العربيّة وما تبقى لاسرائيل للقضاء عليه هو ايران .والدعم الامريكي االامتناهي لاسرائيل يهدف في نهاية الامر الى إخفاء القضية الفلسطينية والقضاء على النظام الايراني بالضربة القاضية مستقبلا ، وهذه هي من اهم ابعاد وعناصر صفقة القرن، بحيث ان نتانياهو يعلم علم اليقين ما يجري في الشرق الاوسط وخاصة على الساحة العربية الفلسطينيّة ، ومن هنا ذهب إلى ترامب سحره وسوّق له هذه الصفقة واقنعه بحتميّنها .وبدون ان يفقه ترامب معانيها وابعادها عرضها على العالم كانها خطته ولكنها في الواقع خطة إسرائيلية واضحة المعالم للسيطرة على الاراضي الفلسطينيّة واحاطتها بجدران من كافة الجهات لتكون ارض الميعاد 

* خالد خليفة - صحفي ومحلل سياسي 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة