للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
معظم العرب في اسرائيل الذين تم تجنيدهم للعمل مع لجنة التواصل الفلسطينية لمساعدتها في الوصول الى اليهود العرب وغيرهم من اليهود بحكم إلمامهم باللغة العبرية ومعرفتهم القريبة لليهود كونهم يعيشون معهم ، تركوها تدريجياً بعد ما لمسوه من عملٍ عشوائي ارتجالي لا يحملُ رسالةً وطنية ، ما جعل اللجنة تلجأُ لآخرين جلهم من أصحاب الخلفيات المتذبذبة والمتقلبة وحتى المشبوهة في بعض الأحيان ، ومنهم من سارع الى التمسك بأنيابه في اللجنة وحولها الى الملاذ من اتهاماته بالأسرلة وحمايةً له من الإتهام بالإنبطاح والوقوفِ ضد أبناء شعبه.
كما أن اللجنة تعرضت لهجومٍ عنيفٍ من كل الفصائل الفلسطينية وقياداتٍ فتحاوية اتهمتها بالتطبيع المجاني ، نظراً لكثرةِ اللقاءات التي كانت تجري في تل ابيب وأخذت منحىً آخر بتجاوزها المجتمع الإسرائيلي والتواصل مع قياداتٍ يمينيةٍ وعسكرية ، وتمت لقاءات مع قادة سابقين في جيش الإحتلال لم تنتج عنها أي فائدةٍ للفلسطينيين ، وربما استفاد منها البعض شخصياً رغم تحذيرات رئيس اللجنة بعدم الدخول في حوارات غير تلك التي من أجلها قامت اللجنة ومنع عرض طلباتٍ شخصية.
رئيس اللجنة محمد المدني كان جاداً في انجاح عمل اللجنة معتبراً اختراق المجتمع الإسرائيلي عملاً وطنياً يخدم المشروع الفلسطيني وأنجح هذا العمل حتى تم منعه من دخول اسرائيل لتُتركَ الأمور لأعضاء اللجنة من حملةِ الهوية الزرقاء والحاصلين على التصاريح من الإحتلال للتحرك بحرية في اسرائيل ، الأمر الذي أفقد اللجنة بوصلتها وظل عملها مشلولاً يراوح مكانه ويعتمد على لقاءاتٍ خاوية ، هنا دخل المنتفعون من جديد ليقيموا اللقاءات المفبركة وتقديم الفواتير المفبركة أيضاً واستغلال اللجنة.
هذا العمل الخطير أفقد منظمة التحرير هيبتها خاصةً وأن الذين يلتقون الإسرائيليين يتحدثون رسمياً باسمها وباسم حركة فتح وباسم الرئاسة ، هنا خسرت اللجنة مصداقيتها وخسرت الأموال وخسرت إقناع الإسرائيليين ببرنامجها ، واستفاد اولئك المتسلقون الذين وصل بهم الحد الى التوسل لبعض اليهود العرب للمشاركةِ في لقاءات مع الفلسطينيين شكلياً كي يحافظوا على بقائهم على رأس عملهم الذي يرفعُ مكانتهم بين عامةِ الناس ويدرُ عليهم الأرباح.
منع المدني من دخول اسرائيل رغم اعتباره من الصف الأول في القيادة الفلسطينية وإيمانه بالسلام ، جاء من وزير الجيش الإسرائيلي ابيقدور ليبرمان الذي استند على تاريخ المدني في منظمة التحرير والكفاح المسلح ، واعتبره ذلك الذي يتحدث بلسانين ، ففي النهار يدعو للسلام وفي الليل يعمل ضد اسرائيل.
هذه الإتهامات ساهمت في ردع اليهود العرب من التعامل مع الفلسطينيين ، خاصةً وأن الأمر لم يلقَ اهتماماً عربياً احتجاجياً متواصلاً على هذه الإتهامات ومحاصرةِ من يدعو للسلام وسكوت أعضاء الكنيست العرب عن فضح هذه الممارسات ومتابعةِ الأمر.
استخدم اليهود العرب هذه الإتهامات وصمت أعضاء الكنيست وعجز أعضاء لجنة التواصل عن إقناعهم بأن قرار ليبرمان للاستهلاك السياسي فقط ، وأحجموا أكثر عن التقارب مع الفلسطينيين ، وابتعدوا أكثر نحو اليمين ، الأمر الذي جعل اليسار في اسرائيل يختفي بصورةٍ عجيبة ، وبات الإقتراب منه لعنةً أو شبهة ، هنا يتعززُ يسارٌ جديدٌ في اسرائيل يتمثل بالقائمة المشتركة التي تقف الآن أمام امتحانٍ غايةً في الصعوبة وهو فتح الأبواب من جديد وبطريقةٍ جديدة لليهود العرب .