ودعت شفاعمرو ووسطنا العربي وقبل أيام الشيخ المرحوم ابويوسف سلامه سلامه رحمه الله , هذا الشيخ الجليل الشفاعمري , الشامخ  بتواضعه والحافل  برصيده النضالي " المجهول "  , لذلك فهو يستحق ويستهال  لقب " شيخ المناضلين المجهولين" ... وبدون مبالغه  وبالأحرى "محمود درويش المناضلين المجهولين" , الأمر الذي يستدعي الإفصاح عن عينات تؤكد وتشير وتلح على ضرورة القيام بواجب نشر فضيلته وفضائله وكتابة هذه السطور القليله بحق عم ... لم تلده جدة لي ولا هو أخا لوالدي , وإنما وطيلة معرفتنا الطويله به وبأنجاله الشرفاء يوسف وسعيد وسليمان أطال الله بأعمارهم والمرحوم طيب الذكر رفيقنا زيدان سلامه كنت اناديه " عمي ابويوسف" , في حينه من منطلقات إجتماعيه ولاحقا كإستحقاق من نوع آخر وكما سآتي عليه .  وهو بدوره كان يعاملني كواحد من هؤلاء الأخوه الأحباء , لذلك وليس فقط , سأستمر بهذه المناداه ,  وبحكم القضاء والقدر الآن سأشاهر بها كشهاده تليق وتلائم وداع هذا الفارس .
في عالمنا الخاضع لسيطرة رأس المال  الداعس على رقبة  العداله وحارم غالبية البشر من المساواه ,  بحيث أصبح الآن أكثر من 2 مليار إنسان يعانون من سوء التغذيه .. هذا من جهه  , وعلى إيقاع صرخة  المناضل الشهير مارتن لوثر كينغ  المشهوره : " المصيبه ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار " من جهه أخرى , وتباعا للقول المأثور : " الساكت عن الحق شيطانا أخرس " , نرى  فقيدنا وكأنه وبفطرته الفلاحيه الصادقه كان لا يأبه بقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر ولا في وجه قريب منحرف أو حائر أو مضلل , وكان هذا يحدث في اللقاءات الإجتماعيه وغيرها وهي كثيره , والتي فيها كانت تدور المفاصلات السياسيه حامية الوطيس والتي كانت تتميز بدرجه عاليه جدا من الحساسيات الفائقه ,  وخاصة في القرى النائيه مثل قريتنا , حيث الأكثريه المطلقه من الناس غير مسيسه أبدا لا بل تسمعها تردد المواقف التي تخدم  السلطه وسياستها , عن معرفه بنسب قليله  وبدونها بنسب عاليه , وحالات كهذه بدها صبر أيوب وإقحام عنتره وحنكة معاويه وشعرته  , في هذه الإجتماعات والمناسبات كان العم ابويوسف باسلوبه الرايق وبكل جرأه وبدون تردد وبإقحام محكم  يقول كلمة الحق الجريئه ولم يسكت ..  , لا بل كان ينبري للدفاع عن المواقف الوطنيه والتقدميه غير آبه بلومة لائم , وبهذا كان من الأخيار الذين لم يصمتوا لا بل كان ذاك السند المميز للناس الوطنيين  ولما يخدم الناس ومصالحهم , بما يذكرنا بقول غاندي المشهور : " ليست القوه هي الحق بل الحق هو القوه" , وصاحب الحق وكما هو معروف عينو قويه وصوته عالي , كان عمي ابويوسف يجاهر بالحق والحقيقه وكما يليق بشيخ المناضلين المجهول , الأمر الذي يحسب لرصيده الغني والحافل والزاخر . ومن مآثره وحده ولا شريك له بذلك ,  وليس صدفة ,  إذ أن العم ابويوسف هو  من  قام بحملة لم تخطر على بال وبالنسبه له كانت بمثابة مشروع عمر ..! , كان ذلك عندما عمل على إقناع الأهل الفلاحين في بلده شفاعمرو ,  العزيزه علينا جميعا بمكانها وبسكانها وبفعل خصوصياتها الوحدويه المميزه ,  بأن يزرعوا شجر الزيتون بالذات ,  في ما تبقى لهم من أراضيهم , ليكون مجمل ممن نجح في إقناعهم بفعل هذا المشروع لوحده قاموا  بزرع  ما يزيد عن العشرين ألف زيتونه ..لتكون هذه الشجره المباركه والكريمه والمعطاءه ورمز  بقائنا كشعب فلسطيني على تراب الأباء والأجداد ,ومشروع زراعتها هذا  بالنسبه لعمنا\شيخنا ومناضلنا " المجهول " العم ابويوسف ليس مشروع حياه فقط , وإنما اغنى وأثمن وأحلى وأفيد  مشروع .. أوالأكثر وطنيه وتشبث بالأرض والوطن والجذور .. أو المشروع النضالي المدروس والمحسوس والعملي والناجز والناجح والذي لا نقاش أو مفاصله عليه أو حوله  أو الأكثر شموليه وبيوخذ العقل ويثبت الوطن والمواطن.. وكأني بهذا الشيخ الجليل يجسد قول شاعرنا الذي أنشد قائلا :
 بأسناني سأحمي كل شبر من ثرى وطني  ولن أرضى بديلا عنه لو علقت من شريان شرياني
  هذا هو النضال العملي " البراغماتي " البلدي الوطني الأصيل , وهو بذاته الذي يؤهل فقيدنا الغالي المرحوم بأن يكون جدير بلقب " شيخ المناضلين المجهولين.. أو " محمود درويش المناضلين المجهولين" . الكثيرون من العارفين رموز مناضلي شعبنا , وأقصد المتواضعين منهم والذين يعملون ويعملون .. وعلى السكيت  , ( وهم كما قال الإمام علي كرم الله وجهه : " لحسبي أن حجارة الأساس في العماره هي التي تحمله ولها الفضل في ذلك , رغم أنها غير مرئيه وبمكانه أدنى من السقف " ), ومنهم الأخ ابراهيم نعوم إبن مدينة شفاعمرو , والذي جمعتنا به وعرفتنا عليه نحن الرفاق في الحزب الشيوعي والجبهويين وأعضاء لجنة المبادره الدرزيه , المناسبات النضاليه الكثيره , إن كانت وفود التضامن والإغاثه لأهلنا الرازحين تحت الإحتلال , الفلسطينيين والسوريين منهم وخاصة الفلسطينيين , أو في المؤتمرات والمظاهرات الوطنيه والتي فيها كنا والآخرين نتعاون على رفع الضيم عن كاهلنا كأقليه عربيه فلسطينيه تعاني من سياسة التمييز ومصادرة الأراضي ومحاولات قلعنا من وطنا الذي لا وطن لنا سواه , هذا المناضل قال لنا أنه في السنه الأخيره من عمر شيخنا والتي كان فيها  مُقعد وبدون قُدره على النطق ,  لم يمر اسبوع واحد بدون ان قام بزيارة المرحوم والجلوس لجانبه ولو لفترة .. : " بدون هيك ما كنت بقدر " قالها بحراره وحرقه بعد وفاة العم ابويوسف .. , وهذه  النادره والتي من الواجب ذكرها , إنما هي فانوس قوي جدا ينير أمامنا ليس فقط حقيقة هذا الشيخ وإنما كم هو عزيز على قلوب المناضلين الأوفياء والصادقين – أغلى عمله صعبه في هالكون..  , لأنه يتبادر للذهن وعلى الفور , ما هو حجم الروابط هذه أوعمقها والتي جعلت السيد المحترم والمشغول جدا إبراهيم نعوم بأن يدوام لأكثر من سنه على زيارة عمنا المرحوم ابويوسف ورغم معرفته بحالته الصحيه المذكوره والتي "خصه " بها  الباري تعالى ؟ , اليست هي الدليل والدلول لحقيقة التميُز المميزه لهذا الجندي\المناضل المجهول  والتي جعلت مناضلنا وأخونا إبراهيم نعوم , أطال الله بعمره ,  يعطي كل إهتمامه بهذه المثابره العجيبه  لمناضلنا العم ابويوسف رحمة الله عليه. وهذه العينات هي غيض من فيض البطولات المجهوله لهذا العم الكريم وطيب الذكر , وبهذه المناسبه أتوجه لذويه واصدقائه بان يقوموا بواجب تدوينها وتوثيقها وفاءا لفقيدنا الغالي من جهه ولتوثيقها  من جهه أخرى , ولتكون جزء من كينونتنا كشعب فلسطيني .. موجود رغم نكران جولدا مئير لوجودنا  .. وأننا لسنا مجمعات قبليه أو طائفيه أو دينيه , والمرحوم هو من عنواين هذه الوحده  وهذه الحقيقه. 
نم قرير العين عمي ابويوسف , أطال الله بعمر أنجالك أعزائنا ,  وحسبنا أنهم خير خلف لخير سلف وسمعتهم قد الديني ومكانتهم عاليه ورصيدهم , كما رصيدك , فايض في الكرم والكرامه والجود والمواقف الوطنيه والتقدميه  , أما ذكراك ومكانتك في قلوبنا وعقولنا وظمائرنا باقيه وثابته ... يا عمنا الشيخ أبويوسف سلامه سلامه .