الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 18:02

إصابة عمل خلال العمل من البيت

بقلم: المحامي د. علاء حيدر

د. علاء حيدر
نُشر: 20/04/20 18:42,  حُتلن: 07:42

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. علاء حيدر- محامي ومحاضر في موضوع التأمين الوطني:

سؤال يُطرح: هل يعترف التامين الوطني باصابة حدثت للعامل أثناء عمله من البيت؟

تزداد اهمية وجوهرية هذا السؤال في ظل الاوضاع الراهنة (انتشار فيروس الكورونا) والتي انتجت اجواء عمل جديدة يعمل من خلالها جزء من العمال/الموظفين/ات من البيوت (عن بعد).

من الناحية المبدئية تسري جميع الحقوق على العامل سواء ادى عمله في مكان العمل ام من البيت، لكن في مثل هذه الحاله يقع "عبء الاثبات" على كتفي العامل بالنسبة لمركبين اساسين: الاول: ان الاصابه قدحدثت اثناء العمل ("תוך כדי העבודה")، والثاني: ان الاصابة قد حدثت نتيجة العمل ("עקב העבודה").
يُجمع العاملون والباحثون في قضايا اصابات العمل ان مؤسسة التامين الوطني عادة لا تُسرع في الاعتراف بمثل هذه الاصابات كاصابات عمل، لا وبل تطلب تحقيق معمق للعامل وفي بعض الاحيان لصاحب العمل حول ظروف العمل والاتفاق بين العامل وصاحب العمل وما الى ذلك. ان رفض التامين الوطني الاعتراف بمثل هذه الاصابات (اثناء العمل من البيت) كاصابات عمل لا تترك امام العامل سوى التوجه الى محكمة العمل لتعترف بالاصابة كاصابه عمل.
من خلال القضايا التي وصلت الى محاكم العمل في مثل هذه القضايا يمكن التوصل الى نتيجة جوهرها ان المحكمة ترجمت المركبين (أثناء ونتيجة العمل) الى عدة اسئلة تتمحور حول علاقة الاصابة بالعمل, منها: باي وقت حصلت الاصابة؟ عندما اصيب العامل- هل قام بعمل/حركة لها علاقة مباشرة او ذات صلة بالعمل؟ هل كان سيتم الاعتراف بهذه الاصابة كاصابة عمل في ما لو حصلت في مكان العمل؟

فى احدى القضايا (استئناف 376/03 يافا الجريسي ضد التامين الوطني) طلبت احدى الموظفات في مجال الحسابات ان تُكمل عملها من البيت. بعد ان وصلت الى البيت, اخرجت بعض المستندات من الحقيبة وتوجهت الى الحاسوب الموجود في غرفة الضيوف لتواصل عملها لكنها انزلقت في الطريق الى الحاسوب بسبب وجود مواد على الارض وتضررت. توجهت للتامين الوطني كي يعترف بالاصابة كاصابة عمل فرفض التامين, وعلى اثر ذلك قدمت استئناف الى محكمة العمل اللوائية فرُفض الاستئناف فلم يكن منها الا ان تقدمت باستئناف الى المحكمة القطرية فقُبل الالتماس بالرغم من وجود راي اقلية لأحد القضاة.

لقد توصلت محكمة الاستئناف الى قرار الاعتراف بالاصابة في البيت كاصابة عمل من خلال النظر الى تقدم الموظفة نحو الحاسوب كجزء من سيرورة العمل وكذلك على انه قد حصل اثناء ونتيجة العمل.
يمكن القول ان لكل حالة ظروفها وحقائقها, لكنها تُفحص امام المحكمة على اسس موضوعية لكن يتوجب على كل مصاب سواء كانت الاصابة قد حصلت في البيت او بمكان العمل او بكل مكان اخر له علاقة بالعمل ان يتوجه على الفور الى محام مختص في مثل هذه القضايا لان لكل افادة او معلومة يُدلي بها المصاب -حتى وان كانت بحسن نية -ممكن ان تؤدي الى رفض الدعوى.

• هذا المقال لا يقدم ولا يعتبر بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية ولا يُغني عنها ولا يجوز الاعتماد عليه كاستشارة قانونيه كذلك يجب التوجه الى محام مختص لفحص كل قضيه وحيثياتها.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة