للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
istockphoto
كيف بإمكان والدٍ واحد إعطاء إهتمامٍ خاص لكل توأمٍ رغم تواجده معهم لوحده؟
من الجميل أن نقضي وقت جودة مع كل توأم على حِدَة, ولكن لا يتسنى لنا دائما , فلحدوث ذلك يتوجب على الوالد الآخر أو شخص آخر بأن يأخذ التوأم الآخر او التوائم الأخرى. لكن يمكننا إعطاء اهتمام خاص لكل توأم أيضًا عند تواجد التوأم الآخر, إهتمام من هذا النوع يساعد التوائم على تحقيق إستقلاليتهم فبمجرد رؤية ألاخ التوأم يقضي وقتًا أو يأخذ إهتمامًا من والده/ والدته أمام عينه يمكنه من إدراك أنهم اشخاص منفردون وليسوا شخصًا واحدًا.
كيف نفعل ذلك؟ نفعل ذلك بمساعدة نقطتان مهمتان:
توجه شخصي: علينا تجنب المناداة او طرح الأسئلة بصيغة الجمع مثل "هيا يا أولاد حان وقت الطعام" "ماذا تفضلون أن تأكلون على الغداء؟" "الى أين تفضلون الذهاب؟"
التوائم غالبًا يبقون سويةً, منذ أن تقاسموا نفس الرحم في فترة الحمل وهم سوية, هم يشعرون بكونهم مجموعة. مهمتنا كأهل أن نظهر لهم أنهم أيضا عبارة عن أفراد داخل هذه المجموعة, علينا أن نظهر لهم أننا نرى كل واحدٍ منهم بمميزاته وإختلافاته عن الاخرين. لذلك علينا أن نتوجه بالحديث مع كل توأمٍ بشكلٍ مباشر, وهكذا يدرك التوأم أنني أكلمه/ أنظر اليه/ أهتم به وبخياراته. عندما أنظر لأحد التوائم, وأسأله بشكلٍ مباشر "ماذا تريد أن تأكل" هكذا يفهم أنني مهتمة به وبإختياره وأن له الحق بأن يختار شيئًا مختلف عن الشيء الذي اختاره أخيه التوأم, إضافة الى ذلك فبمجرد أن يختار شيئًا مختلفًا يساعده من تحقيق إستقلاليته والتأكد من أنه شخص منفصل عن بقية إخوته التوائم.
التوجه الشخصي يساوي الاهتمام الشخصي, يمكنني تقوية توجهي وتطويره لمحادثه, وجود أخ توأم آخر في نفس الوقت لا يمنع حدوث ذلك. يمكنني مثلا طرح سؤال "كيف كان يومك في الروضة؟" وبعد ذلك أقوم بالتوجه للأخ التوأم الآخر وسؤاله "وأنت يا عزيزي, كيف كان يومك؟" علي الامتناع من تحديد الإجابة بالشكل التالي "كيف كان يومك؟ هل كان جيدًا مثل أخيك؟" هذا من شأنه ان يجعل الطفل يظن ان عليه أن يشعر تماما مثل أخيه. تواجد التوائم في نفس الروضة لا يحتم عليهم ان يعيشوا نفس التجربة, فلكلٍ منهم تجربته الخاصة وعلينا سماعها والتفاعل معها.
انتبهوا! التوائم الغير معتادة على هذا النوع من التوجه الشخصي من قبل الوالد في البداية من الممكن أن يواجهوا صعوبة في الانتظار ويحاولون الرد بدل أخيهم التوأم. في هذه الحالة علينا أن نقول: "لحظة يا صغيري, الآن أخيك يتحدث, عندما ينتهي سوف يأتي دورك وسوف أصغي لحديثك".
من الآن سنتوجه لكل توأم بشكل شخصي: "أسامة لقد حان موعد الغداء, تريد أن أسكب لك أو أنك قادر على فعل ذلك لوحدك؟", "إيهاب, لقد حان وقت الغداء, تعال وأخبرني, تريد أن أسكب لك أم تسكب لوحدك؟".
وقت للعب مع كل توأم بشكل منفرد بوجود أخيه التوأم الآخر: عندما يلعب الوالد/ الوالدة مع أحد التوائم, يفهم التوأم الآخر أنهم غير ملزمين على اللعب سوية طيلة الوقت, وهناك حالات معينه يلعب فيها أحدهم مع والده/ته لوحدهما. من المفضل تبديل الأدوار, اذا بدأنا اليوم اللعب مع التوأم الأول فغدًا نبدأ باللعب مع التوأم الآخر.
نقوم بتحديد مدة اللعب حسب عمر التوائم, فلدى الطفل قدرة على الإنتظار ليأتي دوره حسب عمره, كلما كبر كلما زادت قدرته على اللإنتظار. لذلك نبدأ بتخصيص دقائق معدودة لكل توأم ونبدأ بإضافة الوقت بشكلٍ تدريجي.
نستخدم أسلوب الأدوار, الآن دورك, وبعد قليل سيكون دور أخيك والعكس. في البداية ممكن أن نواجه صعوبة لدى التوائم لأنهم يريدون المشاركة ويصعب عليهم رؤية أخيهم بتمتع بوقتٍ مع واده/ته, فهم أيضا يرغبون بالتمتع مثله ولا يوافقون على الإنتظار. لذلك نبدأ بتخصيص وقت قصير جدًا (دقيقة/ دقيقتان) ونبدأ بزيادة الوقت بشكل تدريجي.
عندما ننتهي من اللعب مع التوأم الأول نقول له: "سعدت كثيرًا باللعب معك, أما الآن فهو وقت اللعب مع أخيك", أما للتوأم الذي إنتظر دوره (حتى إن بكى ولم يتمكن من الانتظار بهدوء) نقول: "كل الاحترام أنك نجحت أن تنتظر, الان دورك, بماذا تريد أن نلعب؟". التوأم الآخر غير مجبر على إختيار نفس اللعبه التي إختارها أخيه, له حق الاختيار.
عند الانتقال للعب مع التوأم الآخر وبالرغم من أننا فقط منذ لحظات أنهينا اللعب مع التوأم السابق فعلينا أن نتوقع أن يبكي ويطلب الإشتراك في اللعبة. تذكروا جيدًا! هم يتعلمون شيئًا جديدًا, يتعلمون تأجيل رغباتهم, يتعلمون أن يقفون جانبًا وينتظرون دورهم وهذا ليس بأمرٍ سهل, يحتاج الى التدرب والتعود عليه. علينا تشجيع التوأم السابق والقول له: "منذ قليل كان دورك, الآن دور أخيك, وبعد ذلك يعود دورك من جديد". وقبل الانتهاء من المفضل إخبار كل منهم: "الآن هو دورك الأخير وستنتهي اللعبة".
كلما إستمريتم بتطبيق فكرة الأدوار سوف يتقبل التوائم الفكرة أكثر ويصبح الإنتظار أسهل, بالإضافة الى ذلك سوف نعزز ثقتهم بنا, فبكل مرة نوعدهم أن دورهم سيأتي مباشرة بعد دور أخيهم, نوفي بوعدنا, وهكذا يتمكنون من الانتظار لوقتٍ أطول في المرّة القادمة لأنهم على ثقة تامة أن دورهم سيأتي لا محالة.
** كتب المقال بصيغة الجمع لأنه ينطبق على التوائم المتعددة وليس فقط توأمان إثنان.
** لقراءة المزيد حول عالم التوائم ادعوكم للإنضمام الي مجموعة الفيسبوك المغلقة لاهالي التوائم @عالم التوائم – تحدٍ ووصال
ولاء حسيان نواطحة
عاملة اجتماعية مختصة بتربية وتطور جيل الطفولة
مستشارة نوم وفطام لجيل الطفولة
مؤسسة مجموعة عالم التوائم – تحدٍ ووصال