الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

التشوش في نبضات القلب

بقلم: د. نزار حوراني

د. نزار حوراني
نُشر: 13/07/20 12:17,  حُتلن: 23:45

"السكتة الدماغية هي حالة طوارئ تحدث اكثر عند من يعاني من "تشوش في نبضات القلب" وتتطلب النقل الفوري بسيارة اسعاف الى المشفى بسرعة"

د. نزار حوراني:

"التشوش في نبضات القلب" هو حالة مرضية شائعة يمكن أن تؤدي الى السكتة الدماغية

للأسف 40% من المرضى لا يحصلون على العلاج حيث يمكن منع 75% من حالات الاصابة اذا وفرنا العلاجات المناسبة وواظبنا على العلاج 

تشكّل الجلطة الدماغية سبب الوفاة الثالث في العالم الغربي، بعد أمراض السرطان وأمراض القلب. كما أن الجلطات الدماغية تشكل العامل الرئيسي للإصابة بإعاقات لدى كبار السن. في البلاد يصاب نحو 18,000 من الأشخاص بالجلطات الدماغية في كل عام ونسبة ضئيلة من المرضى تتوفر لها ظروف علاج لائقة وقت وقوع الحدث، ويعود ذلك الى عدم الوصول إلى غرفة الإنعاش في المستشفى بالوقت المناسب.


د. نزار حوراني

هنالك نوعان من الجلطات الدماغية: النوع الاول هي السكتة الدماغية - التي تنجم عن انسداد مفاجئ في أحد الأوعية الدموية الرئيسية التي توصل الدم إلى الدماغ أو تلك الموجودة داخل الدماغ بسبب تراكم رواسب على جدران الأوعية الدموية، أو بسبب كتلة متخثرة دموية مصدرها أحد الجيوب القلبية أو أحد الشرايين الكبرى. نسبة هذه الإصابة تشكّل نحو 85% من حوادث الجلطات الدماغية. النوع الثاني هو النزيف الدماغي والذي ينجم عن تمزق في أحد جدران الأوعية الدموية الدماغية، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الدماغ نفسه.

عوامل الخطر

من ضمن عوامل الخطر الأكثر انتشارا والمرتبطة بالجلطة الدماغية، يمكننا أن نذكر أمراض القلب، السكّري، ارتفاع منسوب الكولسترول، وضغط الدم العالي، إلى جانب العوامل الوراثية (على غرار وجود تاريخ لدى أفراد العائلة من الإصابة بالجلطة الدماغية أو أمراض الأوعية الدموية). هنالك عوامل أكثر ندرة تشمل وجود مصاعب في تجلط الدم، الالتهابات في الأوعية الدموية، والإصابات في منطقة الرقبة والرأس. وحيث تتجمع عدة عوامل خطر، فإن الخطر يتضاعف.

ورغم الاعتقاد السائد بأن هذه الظاهرة تمس بشكل أساسي كبار السن، فإن الأطفال والشبان أيضا يمكن أن يصابوا بالجلطات الدماغية. ومع ذلك، فإن متوسط جيل من يصابون بالجلطات الدماغية يبلغ 69 عاما. ويتضح من المعطيات التي تنشرها نقابة أطباء الأعصاب بأن نحو 35% من المرضى الذين يصابون بالجلطات الدماغية، تقل أعمارهم عن60 عاما، وبأن نحو 8% منهم تقل أعمارهم عن 50 عاما. كما ويزيد احتمال الاصابة بها لدى المرضى الذين يعانون من "تشوش في نبضات القلب" بخمسة أضعاف ويمكن منع 75% منها اذا وفرنا العلاجات المناسبة والجديدة.

علامات تحذيرية تحتم الوصول الى المستشفى بسيارة اسعاف

من المهم أن نذكّركم بالعلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود جلطات دماغية ومتى عليكم استدعاء سيارة إسعاف والوصول فورا إلى المستشفى:

1. الضعف أو الشلل المفاجئ اللذان قد يظهران بشكل عام على أحد جانبي الجسد: في الوجه، في اليد و/أو في القدم، في أحد الجانبين. هذه هي العلامات الأكثر انتشارا. ويمكن لها أن تبدو واضحة أثناء السير أو أثناء استخدام اليد، أو في انعدام الشعور في المنطقة المصابة.
2. عدم القدرة على الحديث أو فهم الحديث بشكل مفاجئ. هذه ظاهرة يمكن أن تظهر لوقت قصير جدا وحتى لو مضت هذه الظاهرة بسرعة، فعليكم التعامل معها باعتبارها واحدة من علامات الخطر.
3. تشوّش في الرؤية، تتمثل في رؤية مفاجئة للظلام، في حقل الرؤية، وهي شعور يشبه مشاهدة شاشة مظلمة في واحدة من العينين، هنالك ظاهرة أخرى قد تتمثل في الحول المفاجئ.
4. الضرر الذي يصيب التناسق بين أعضاء الجسد أو الاستقرار في المشي بشكل مفاجئ
5. فقدان الوعي (وهو أكثر انتشارا أثناء حالات النزيف الدماغي)
عليكم أن تتذكروا! في حالة الجلطة الدماغية، كل دقيقة تمرّ مهمّة!

طرق العلاج: طرق علاج الجلطة الدماغية هو الوصول بأسرع وقت الى المستشفى في سيارة الاسعاف والطاقم الطبي يقوم بالإجراءات اللازمة. لكن كيف يمكن ان نخفف من احتمال حدوث الجلطة الدماغية وهنا أود ان اتطرق الى ما يسمى ب "التشوشات في نبضات القلب" والذي يرى معظم الناس انها عادية وهنا اريد ان اوضح وأشير ان هذه هي حالة مرضية لها علاج. للأسف الشديد حوالي 40% من مرضى "التشوشات في نبضات القلب" لا يحصلون على العلاج وبالتالي احتمال موتهم اكثر بحوالي 50 % ممن يحصلون على العلاج ويواظبون عليه لذلك ليس غريبا أن نرى ان انتشار السكتة الدماغية والتي أحد اسبابها الاساسية هو التشوشات في نبضات القلب في المجتمع العربي تفوق بكثير المعدلات في المجتمع اليهودي وهو ببساطة لان المواظبة على العلاج وانواع العلاجات الحديثة وجرعتها المناسبة هي السبب الاساس في علاج "التشوش في نبضات القلب" وبالتالي التقليل من احتمال الاصابة بالجلطة الدماغية.

مقالات متعلقة